::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> دراسات وأبحاث

 

 

وصايا هامة مع افتتاح العام الدراسي الجديد

بقلم : المحبة لله  

كـَيْفَ تـَدْرُس ؟ 

       تفضّل الله عزّ وجلّ على البشر عامّة بنعم عظيمة وثمينة ، وبها كرّمهم على سائر خلقه ، وإحدى تلك النِّعم الباهرة نعمة الذاكرة ، فقد ظنّ العلماء قديماً أنّ عمل الذاكرة لا يتعدّى إجراءات بسيطة تقوم بها لتخزين المعلومات الّتي يكتسبها الإنسان ، لكنّهم عادوا ليكتشفوا أنّها تقوم بعمليّات معقّدة لتثبيت وحفظ المعلومات . وكثير من النّاس إذا أراد أن يدرس كتاباً ما ، فإنّه يصادف مشكلات في دراسة ذلك الكتاب ، فيجد صعوبة في حفظه أو فهمه . وربّما يحفظه ، وبعد مدّة من الزّمن لا يذكر منه شيئاً . في الحقيقة إنّ لديه خللاً ما في طريقة دراسته ، لذلك عليه اتّباع أساليب أكثر فائدة ؛ تعينه من أجل الاحتفاظ بالمعلومات وقتاً طويلاً ، إن لم يكن الحياة كلّها .

لماذا تدرس ؟ ثمّة اختلاف بين دارس وآخر من حيث الغاية من دراساته ، فعدد كبير من الطّلاب عندما يكونون في المراحل الأولى من دراستهم ، يشجّعهم أهلوهم على التّفوّق في دراستهم ؛ من أجل الحصول على شهادة تُعلي شأن الأب والابن معاً في المجتمع ، أو الحصول على شهادة تؤهّله للعمل ضمن وظيفة معيّنة لكسب رزقه ، أو الوصول إلى مناصب رفيعة ... وغايات دنيويّة كثيرة تجعل كلّ همّ الطّالب العلامة لا العلم . لكن ما هو الهدف الرّاقي من الدّراسة ، ولماذا نبذل جهودنا في تحصيل العلم ؟ علينا أوّلاً قبل أن ندرس أن نفكّر في غاية سامية ندرس من أجلها ، بل هي أسمى الغابات ، إنّها التّقرب من الله عزّ وجلّ ، وإرضاء ذاته العليّة ، علينا أن نطمح في الحصول من خلال دراستنا على عمل صالح ندّخره عند الله عزّ وجلّ ، لينفعنا عند الوقوف بين يديه ، علينا أن ننوي طاعة الله ، واستخدام العلم الّذي اكتسبناه في خدمة عباده ، فأنتَ كطبيب يجب أن تكون غايتك التّعرّف على عظمة الله ؛ من خلال التّفاصيل العميقة الّتي تدرسها في كلّيّة الطّبّ ، وعليك أن تعالج الخلق راجياً بذلك مرضاة الله عزّ وجلّ ، وعليك مساعدة كلّ محتاج وفقير بتخفيف تكاليف المعالجة عليه . وأنتِ كمدرسة عليك أن تضعي في الحسبان أنّ أمامك مهمّة عظيمة في تربية الأجيال على طاعة الله ورسوله وحبّهما ، وأن تَجهَدي في تدريسهم ، وتعملي على تزويدهم بالمعلومات المفيدة لهم في دراستهم ، لا أن تجلسي على كرسيّك ، وتضيّعي معظم الحصّة الدّرسيّة مطمئنّة بأنّ أحداً ليس على علم بإهمالك ، وتنتظرين راتبكِ الشّهريّ دون تعب أو عناء . إذاً الهدف الأسمى والأرقى من دراستنا هو التّعرّف على الله عزّ وجلّ ، والتّقرّب إليه بعمل صالح نبتغي به وجهه الكريم .

فيما يأتي عدد من النّصائح الّتي إذا ما اتّبعناها ؛ فبإذن الله تكون عوناً لنا في تسهيل الدّراسة ، والاحتفاظ بالمعلومات المدروسة :

* استعن بالله : على الطّالب أن يتوجّه إلى الله ، ويدعوه ليعينه في دراسته ، سواء وجد صعوبة في ذلك أم لم يجد ، حتّى الطّالب الذّكيّ عليه ألا يعتدّ بنفسه ، فيعتقد أنّ تفوّقه يكون بعقله وشطارته ، فالله عزّ وجلّ هو المعين ، وهو الميسِّر ، وهو الّذي منحك الذكاء الّذي يوصلك للتّفوّق .

* اعتمِد على نفسك في دراسة الموادّ العلميّة : عادةً ما يدرس الطّلاب مزيجاً من الموادّ العلميّة والأدبيّة ، فإذا واجهتَ صعوبة في دراسة مادّة الرّياضيّات ، أو الفيزياء ، أو غيرها ، ووجدت أنّك لا تستطيع فهم هذه الموادّ وحلّ مسائلها ؛ فعليك ألا تيئس . ربّما تلجأ دوماً لأهلك وإخوتك لطلب المساعدة ، وهذا سبب لزيادة الخمول في تلك الموادّ ، كن متأكّداً أنّك عندما تستعين بالله ، وتحاول مرّات عديدة التّفكير في المادّة العلميّة الّتي تدرس ، وحلّ ما يصعب فيها من مسائل ، فبإذن الله ستنجح في محاولتك ، لا مانع من الاستعانة بالأهل وغيرهم ، لكن لا تضع كلّ اعتمادك عليهم ، وسأذكر لإخوتي الطّلاب الّذين يجدون صعوبة في فهم الموادّ العلميّة ، وفي حلّ المسائل منها خاصّة ؛ أذكر لكم تجربة حدثت مع إحدى الطّالبات : فمنذ التّعليم الابتدائيّ ، لم يكن معلّموها ذوي كفاءة ليساعدوا طلابهم في الاعتماد على أنفسهم في حلّ المسائل ، كان معظم الطّلاب يكتبون الوظيفة بأيديهم ، لكن من عقول غيرهم ، وفي المذاكرات والامتحانات تكون المسائل المطروحة حرفيّة كما في دفتر الطّالب ، ولا يحدث في الأسئلة أيّ تغيير يختبر فهمه ، ممّا يزيد من خموله ، فيكتفي بحفظ حلّ المسألة دون فهمها . هذه الطّالبة كانت أحياناً كباقي الطّلاب ، إذا صادفتْ مسألة صعبة ولم تعرف حلّها ، فإنها تيئس من البداية ، وتوقِن بعدم قدرتها على إيجاد الحلّ ، فتلجأ لإخوتها طالبةً الإعانة في حلّ تلك المسألة ، وعندما وصلت إلى الثّانويّة العامّة ، أحسّت بالخطر الّذي لم يكن الأساتذة ينبّهون إليه ، الأسئلة هذا العام ستصدر عن الوِزارة ، وبالتّأكيد لن تكون بشكل حرفيّ ، كيف ستواجه الأسئلة ؟ وكيف ستتعامل مع المسائل الّتي لم تعتد حلّها ؟ كان موقفاً محرجاً بالنّسبة لها ، وشعرت بالنّدم لما فاتها من أشياء لم تفهمها في السّنوات الماضية ، وطبعاً الآن عليها الاعتماد على نفسها في حلّ المسائل والتّمرينات ، وإلا لن تتفوّق هذا العام ، وفي إحدى أبحاث الرّياضيّات ، صادفتْ مسائل صعبة الحلّ ، وتحتاج إلى التّفكير ، فقرّرت مواجهة تلك الصعوبة ، والتّغلّب عليها . عمدت إلى حلّ إحدى تلك المسائل ، لم تستطع الوصول إلى نتيجة إيجابيّة في البداية ، لكنّها استعانت بالله وعزمت وأصرّت على حلّها ، فكّرت وفكّرت في جميع جوانب المسألة ، وفي النّهاية توصّلت للحلّ الصحيح ، ثمّ حاولت حلّ مسألة أخرى ، ونجحت في ذلك ، ومنذ ذلك الحين بدأت تعتمد على نفسها في حلّ المسائل ، بل وتستمتع بذلك . أيضاً أذكر لكم جانباً مهمّاً : أحياناً كانت تلك الطّالبة تبدأ حلّ المسألة ، وتنسى أن تسمّي بالله في البداية ، فتجد تعسيراً ، ثمّ تذكر الله ، وتسمّي ، وتعاود الحلّ من جديد ، وفوراً تجد حلاً للمسألة . فسبحان الله ! إنّها بركة عظيمة أن تقول " بسم الله الرّحمن الرّحيم " في بداية أيّ عمل تقوم به ! ضربتُ لكم ذلك المثل ؛ كشاهد حيّ ومُؤكِّد على أنّكم أيّها الطّلاب إن اعتمدتم على أنفسكم ، ووثقتم أنّكم بعون الله تستطيعون الوصول للنّجاح ، فستصلونه ، وسيهون كلّ صعب ، ولا تنسوا أنّ الممارسة لها دور كبير في ذلك الأمر .

* أحبب المادّة الّتي تدرس ، وكن مهتمّاً بها : إذا كنت تدرس مادّة معيّنة وأنت تكرهها ، فكرهك لها لن ينفعك بشيء ، لن تنجح في دراستك ما دمت تكره ما تدرس ، فاعلم أنّك في أيّ مجال من العلوم إن درست دراسة سطحيّة ، بالتّأكيد لن تحبّ المادّة ، وستملّها ، وإن تعمّقت بها فستحبّها كثيراً ، وستجد متعة كبيرة في دراستها . إذاً اهتمامك بما تدرس مهمّ جدّاً في تسهيل الدّراسة .

* ضع في حسبانك أنّ ما تدرسه يجب ألا تنساه : نلاحظ دوماً أنّ معظم الطّلاب يذكرون ما حفظوا من موادّ حتّى وقت الامتحان ، وعند الخروج من قاعة الامتحان ينسون كلّ ما درسوا ، ولا يكادون يذكرون منه شيئاً والسّبب في ذلك هو إدراكهم أنّهم سيُسألون في تلك الموادّ ، فقرّروا الاحتفاظ بها حتّى وقت الامتحان فقط ، لذلك عليك أن تقرّر الاحتفاظ بالمعلومات الّتي تدرسها . وتخيّل أنّك معرّض مستقبلاً وفي وقت لا تعلمه لإجراء امتحان فيما درست . وقد أُجرِيتْ تجرِبة على فئتين من الطّلاب : أُلقِيَتْ معلومات معيّنة على كلتا الفئتين ، وذكِر لإحداهما أنها ستجري امتحاناً بالمعلومات الّتي تلقّتها في وقت حدّده القائم بالتّجربة ، وتُرِكت الأخرى دون تنبيه . وبعد مدّة أجري الامتحان للفئتين معاً ، فكانت النّتيجة أنّ الفئة الّتي قرّرت الاحتفاظ بالمعلومات ، قد احتفظت فعلاً بكميّة من المعلومات أكبر من الكمّيّة الّتي احتفظت بها الفئة الأخرى ، وبناءً على ذلك ؛ فنيّتك وعزيمتك على  الاحتفاظ بالمعلومات المكتسبة أمر ضروريّ لتثبيتها في الذّاكرة .

* ضع مخطّطاً للنّصّ الّذي تدرس بعد فهمه : إنّ الكثير من الطّلاب عندما يقومون بحفظ مادّة نظريّة ، يحفظونها بصماً دون فهم ، وهذا ما يدعو لنسيان المادّة بشكل سريع ، لذلك عليك أن تفهم المادّة الّتي تدرسها . فمثلاً عندما تقوم بحفظ نصّ ما ، ضع مخطّطاّ لذلك النّصّ متّبعاً الخطوات الآتية :

1- اقرأ النّصّ أكثر من مرّة لتفهم محتواه ، وتستوعبه جيّداً .

2- قسّم النّصّ إلى وحدات وأجزاء رئيسة ، وضع عنواناً لكلّ جزء .

3- أوجد العلاقات والرّوابط بين تلك الأجزاء .

4- وحّد واجمع الرّوابط في تلك الأجزاء .

ليس بالضّرورة أن تحفظ النّصّ بحرفيّته ، يمكنك حفظ أفكاره الأساسيّة ، ثمّ صَوْغ تلك الأفكار بطريقتك الخاصّة ، ويمكنك أن تضع خطوطاً تحت الكلمات الّتي تراها ذات أهمّيّة في ذلك النّصّ ، كما يمكنك تلخيصه ، وهذا يساعد على تثبيته في الّذاكرة ، ويمكنك أيضاً وضع أسئلة للنّصّ والإجابة عليها ، وسأذكر مثالاً تطبيقيّاً لتوضيح الخطوات السّابقة ، وسنطّبقها على النّصّ الآتي ، وقد اخترته طويلاً نسبيّاً :

مفهوم صراع الأجيال

 الأسرة هي البيئة الاجتماعيّة الأولى والأساسيّة الّتي تنشأ بين أفرادها علاقات تتسم بالمحبّة والاحترام والتّعاون . ولكنّها لا تخلو أحياناّ من بعض الاختلافات أو الصّراعات الفكريّة أو الاجتماعيّة ، ولا سيما بين الآباء والأبناء ، أي بين جيل الكبار وجيل الشّباب ، حيث لكلّ من الجيلين فلسفته الفكريّة الّتي تحدّد نظرته إلى الحياة .

 ولذلك فإنّ الصّراع بين هذين الجيلين أمر طبيعيّ إذا ما نُظر إليه على أنّه خلاف في وجهات النّظر ؛ في سياق التّطوّر الاجتماعيّ العامّ ، دون أن تكون له تأثيرات سلبيّة في العلاقات الأسريّة . أمّا إذا انقلبت العلاقة بين الجيلين إلى التّنافر والتّصادم المستمرّ في المواقف أو الآراء ، فإنّ هذا الصّراع يتحوّل إلى مشكلة اجتماعيّة تعكّر أجواء الأسرة ، وتعوق مهامها التّربويّة .

 ومن هنا يستخدم مصطلح صراع الأجيال للدّلالة على تلك الفروقات النّفسيّة والفكريّة ، والّتي ينجم عنها فجوة بين آراء الكبار ومواقف الشّباب ، تجاه الكثير من الأمور الحياتيّة ، وهذا يؤدّي بالتّالي إلى اختلافات اجتماعيّة بين الأجيال ، وهذا يعود إلى اختلاف الزّمن ( العصر ) الّذي عاشه الكبار عن الزّمن الّذي يعيشه الشّباب ، هذا الزّمن الّذي يختلف بمنطلقاته وعلاقاته لدى كلّ منهما .

 قد يكون الاختلاف بين الوالدين والشّباب ( المراهقين ) على أمور كثيرة عامّة أو خاصّة ، كالتّوجّه الدّراسيّ أو المهنيّ أو نوعيّة الرّفاق ، أو مدّة الغياب عن البيت ..... وغيرها من التّصرّفات الّتي يقوم بها الشّباب المراهقون ، ولا تروق للكبار .

 إنّ الكثيرين من الآباء لا يدركون خصائص مرحلة المراهقة وطبيعتها ، يرون أنّ معظم تصرّفات الشّباب تحمل طابعاً شائناً ، ويحاولون تقديم النّصح لأبنائهم في كيفيّة اختيار الأصدقاء مثلاً ، والتّعامل مع الآخرين ، ورسم صورة المستقبل . وقد يخضع الأبناء لتوجيهات الآباء ويتمثّلون إرشاداتهم ، وقد يتمرّدون عليها ، ويثورون على هذا التّدخّل في شؤونهم الخاصّة ، وهنا تتحدّد شخصيّة الشّابّ المراهق ، نتيجة لهذا الصّراع .

 وخلاصة القول ، إنّ الصّراع بين الأجيال ؛ سواء أكانت نتيجته رضوخ المراهق لوالديه وامتثاله لقراراتهما ، أو تمرّده عليهما وعدم استسلامه لما يُملى عليه منهما ، فإنّ نموّ المراهق وتحديد طبيعته الشّخصيّة ، لن يكون في مأمن إذا لم يعمد الوالدان إلى تفهّم حاجاته النّفسيّة والاجتماعيّة ، وإدراك دور الأسرة في التّعامل مع هذه الحاجات ، لتمكين المراهق من اجتياز هذه المرحلة بصحّة جسديّة ونفسيّة .

 

بعد قراءة النّصّ عدّة مرّات ، وتكوين فكرة عامّة عنه ، نضع خطوطاً تحت الأفكار الّتي نراها مهمّة كما هو موضّح أعلاه ، ثمّ نقسّمه حسب خطواتنا إلى أجزاء ، وترون  أنّ كلّ مقطع من النّصّ له لون مغاير عن المقاطع الأخرى ، وهكذا نكون حدّدنا أجزاءه ، بعد ذلك نضع عنواناً لكلّ جزء كفكرة أساسيّة :

الجزء الأوّل – الأزرق – : لا بدّ من وجود اختلافات بين الآباء والأبناء في الأسرة .

الجزء الثّاني – الأخضر - : يكون الصّراع سلبيّاً أو إيجابيّاً حسب النّظرة إلى تلك الاختلافات .

الجزء الثّالث – الورديّ - : تعريف صراع الأجيال .

الجزء الرّابع – البنّي – بعض أنواع الاختلافات بين الكبار والشّباب .

الجزء الخامس – الأسود – تصوّرات خاطئة لمعظم الآباء عن أبنائهم في سنّ المراهقة.

الجزء السّادس – البنفسجي – على الأهل معرفة كيفيّة التّعامل الصّحيح مع أبنائهم المراهقين .

وبعد أن جزّأنا النّصّ إلى أفكاره الأساسيّة نوجد العلاقات بين أجزائه ونوحّد بينها ؛ كأن نقول مثلاً : ثمّة اختلافات بين كبار الأسرة وصغارها (1) ، وهذا يقود إلى حدوث صراعات ليتمسّك كلّ من المختـَلِفـَين برأيه (2) ، ثمّ نحن بحاجة لتحديد مفهوم هذا الصّراع (3) ، ونذكر بعض أنواعه (4) ، وأنّ من الآباء من يحاول دوماً فرض آرائه - الّتي يراها صحيحة - على ابنه (5) ، وصولاً إلى حلّ لتلك المشكلة ؛ وهو ضرورة تفهّم الآباء لأبنائهم في سنّ المراهقة ، وإشعارهم بالثّقة بأنفسهم وبآبائهم ، لمساعدتهم في النّهاية على تلبية حاجاتهم النّفسيّة والاجتماعيّة ضمن الأطر الشّرعيّة (6) .

ويمكنك استخلاص بعض الأسئلة من هذا النّصّ ، كأن تقول :

ما أهمّيّة الأسرة ؟ – لماذا ينشأ صراع بين الآباء والأبناء؟ – ما هو تعريف الصّراع ؟ - كيف يمكن للمراهق اجتياز مرحلة المراهقة بأمان ؟ وغيرها من الأسئلة الّتي من شأنها ترسيخ أفكار النّصّ في ذهنك .

* استخدم أكثر من حاسّة في دراستك : عندما تدرس ، لا تكتفِ بقراءة المادّة بعينيك فقط ، بل من الأفضل إشراك حواسّك الأخرى في الدّراسة كأن تقرأ بصوت عالٍ ، وتُسمِع نفسك ما تقرأ ، وتكتب بيديك أيضاً – وقد أشرنا إلى ذلك في البند السّابق – ويستحسن أن تلقي ما تقرأ على شخص آخر ممّن حولك إن أمكن ، فكلّ هذا بإذن الله يعينك في ترسيخ ما درست ، وتذكّره عند الحاجة .

* راجع ما تدرس : لتبقى محتفظاً بما درست ، وحتّى لا تنساه ؛ يجب استذكار ومراجعة المادّة أو الكتاب الّذي تدرسه بين حين وآخر ، فإذا اكتفيت بدراسة المادّة مرّة واحدة ؛ ستكون هذه المادّة عرضة للنّسيان ، أمّا المراجعة المستمرّة فتساعد في تثبيتها بشكل دائم ، والأفضل أن تتمّ المراجعة في فترات متباعدة .

نصائح لطالب مُقبـِل على امتحان :

1- واظب على الصّلوات في وقتها ، وحافظ على تلاوة القرآن الكريم ، ولا تظنّ أنّ ذلك يضيّع من وقتك اللازم للدّراسة ، على العكس ، إذا اتّصلت بالله ، واقتطعت من وقتك جزءاً لتلاوة القرآن ؛ فسيبارك الله تعالى لك في وقتك ، وستلحظ تلك البركة وتسعد بها .

2- ادرس في مكان هادئ ، بعيداً عن أهلك ، فإذا درست في غرفة الجلوس ، حيث الأحاديث المُلهية ؛ لن تستطيع التّركيز . ولا تتوهّم أنّ الموسيقى مريحة للنّفس ومهدّئة لها ، ومساعدة على الدّراسة ، فهذه أوهام لا يؤمن بها إلا كلّ ساذج ، وخذ حذرك من الدّراسة خارج المنزل ، وبين المناظر الجميلة ، أو حيث وجود النّاس ، فهذا يشغلك كثيراً ، والأفضل التزام مكان تكون فيه وحدك إن سمحت الظّروف ؛ لتصبّ تركيزك كلّه في دراستك .

3- لا تلتزم بدراسة مادّة واحدة حتّى نهايتها ، بل نوّع بين مادّة وأخرى في اليوم الواحد ، وعندما تضجر وتملّ من الدّراسة ، اترك الكتاب على الفور ، وخذ استراحة ، حتّى تجدّد نشاطك ، فإذا أجبرت نفسك على الدّراسة مع وجود الملل والضّجر ، فإنّك لن تستفيد شيئاً من تلك الدّراسة .

4- نَمْ جيّداً قبل الامتحان ، ولا تعتقد أنّك إذا سهرت اللّيل ستستزيد من المعلومات ، بل إن النّوم الكافي يساعد على الاحتفاظ بكمّيّة أكبر من المعلومات ، وهذا ما أثبتته تجرِبة أجريتْ على طالبَين أعطيا معلومات معيّنة ، وطُلِب من أحدهما أن ينام عدداً من السّاعات قبل اختبار سيُجرى لهما ، وطُلِب من الآخر أن يبقى مستيقظاً أثناء مرور تلك السّاعات ؛ حيث يزاول نشاطه اليوميّ المعتاد ، وعندما حان وقت الاختبار ؛ دلّت النتائج على أنّ كمّيّة المعلومات الّتي احتفظ بها الطّالب الّذي أخذ قسطاً من النّوم كانت أكبر من كمّيّة المعلومات الّتي احتفظ بها الآخر . وفي تجارب أخرى وُجـِد أنّه بازدياد ساعات النّوم تزداد كمّيّة المعلومات المُحتفظ بها ، فالنّوم الكافي قبل الامتحان ضروريّ جدّاً .

5- إيّاك والغشّ في الامتحان : إنّ ما آلت إليه حال الطّلاب في عصرنا مؤلم جدّاً ، فلا تكاد تجد طالباً لا يغشّ في الامتحانات – إلا من رحم ربّي – وعندما تذكّره بالله ، وتقول له هذا العمل حرام يقول : أنا مضطرّ . فقد أصبح كلّ مَن أراد أن يفعل شيئاً محرّماً يتذرّع بكلمة ( مضطرّ ) ! وتجد آخر يقول : أغشّ الآن وأحصل على درجة جيّدة في الامتحان ، وبعدها أتوب . وهل يضمن بقاءه إلى ما بعد الامتحان ليتوب ؟! اعتاد الطّلاب على كتابة المعلومات الّتي لم يحفظوها جيّداً على ورقة صغيرة ، وبخطّ صغير جدّاً لتدخل معهم قاعة الامتحان ، لكن العجيب أنّ الطّلاب الآن ليسوا بحاجة لأن يكلّفوا أنفسهم ويتعبوها في كتابة المعلومات على وريقات ، فقد أصبحت تُطبَع طباعة إلكترونيّة ، وبشكل دقيق ومُحكم وأنيق . أإلى هذا الحدّ وصلنا ؟! كن متيقّناً أيّها الطّالب أنّك إذا غششت ؛ فليس ضروريّاً أن تنجح ، فربّما تنقل لورقة إجابتك معلومات غير صحيحة ، وربّما يعاقبك الله عزّ جلّ بأن يُنسيك سؤالاً ما ، وبذلك تكون عصيت الله ورسوله ، وخسرت الدّرجات بآن واحد . واعلم أنّ من ترك شيئاً لله ، فإنّ الله سيعوّضه خيراً منه في دينه ودنياه ، فإذا تورّعت عن فعل هذه العادة القبيحة ؛ فسيوفّقك الله في امتحانك ، وسيكرمك بأن يبارك لك في نجاحك الّذي اكتسبته بيدك وجهدك مهما كانت درجتك ، وسيمنحك الرّضى . ثمّ إنّك إذا غششت في امتحاناتك ستحصل على شهادة مبنيّة على الباطل ، وإذا أتى يوم ندمت فيه على ذلك الفعل ، فستحار ماذا ستفعل بهذه الشّهادة ؟ فإيّاك ثمّ إيّاك ثمّ إيّاك أن تستخدم هذه الوسيلة ؛ فتكون ممّن تبرّأ منهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسبب الغشّ ، ولا تنسَ أن الله يُعين من طلب رضاه وابتعد عمّا يسخطه .

أرجو الله أن يجعلنا ويجعل كلّ طالب علم ممّن يعي ويدرك أهمّيّة العلم ، ويعزم على  التّفوّق الدّائم ، فعارٌ على المسلم أن يبقى في جهل وتخلّف ، وأن يبتعد عن العلم النّافع الّذي هو فريضة على كلّ مسلم ومسلمة ، ويبقى لاهياً بسفاسف الأمور ، تاركاً التّقدّم والتّطوّر لأعداء الإسلام ، ممّا يؤدّي إلى استهزائهم بنا ، وبقاء الغلبة لهم علينا ، كلّ هذا بسبب إهمالنا وتقصيرنا . فأسأل الله أن يعيننا على اتّباع الوسائل المناسبة في الدّراسة ، والّتي توصلنا إلى النّجاح المستمرّ ، وأسأله أن يوفّقنا لتوظيف ما ندرس ونتعلّم في فعل الخيرات ، وأن يعيننا على خدمة عباده ، ونصرة دينه ، والانتصار على أعدائه .    

 

 

 

 

 

 

 التعليقات: 4

 مرات القراءة: 3259

 تاريخ النشر: 27/08/2008

2008-11-12

زينب علوي

it is a wonderful topic .thanks

 
2008-11-10

ابراهيم الكميم

جزاك الله خير والله افدتنا كثيرا

 
2008-08-28

هادي

جزاك الله خيراً على هذا الموضوع المفيد

 
2008-08-28

علا صبَّاغ

أحسست أن الكلام هنا ينطوي على فكرة تجديد النية: فأنت عندما تذهب إلى العمل كل يوم لماذا تذهب؟ هل بات العمل شيئاً من الروتين اليومي الذي اعتدت على القيام به؟ أم أنك تحمد الله أنه رزقك بهذا العمل؟ وقد يكون الكثيرون مِن مًن يحملون شهادات مماثلة لشهاداتك يتمنون أن يجدوا عملاً كعملك! إذاً الفكرة هنا هي تجديد النية في كل عملٍ تقوم به..أحياناُ عندما تقرأ كتاباً للمطالعة وللثقافة العامة تجد نفسك تحاول فهم أفكار الكتاب وما بين سطوره، على عكس ما قد يصادفك عند محاولة الحفظ الصم لكتاب سوف تقدم به امتحاناً بين حينٍ وآخر، فإنك قد تقرأه بمللٍ شديد. هذا إن لم تحذف منه بعض المواضيع الغير هامة من وجهة نظرك! هل فكَّرت يوماً أنك عندما تقرأ أي علمٍ كان فأنت تقرأه للفائدة ولأن الله أمرك بالعلم؟ أما إن كنت قد نويت منذ يوم تخرجك من الجامعة على عدم الدراسة بعدها فاعلم أنك في نقصان منذ هذا اليوم! لقد قرأت بحثاً في علم النفس عن اللاشعور عند الإنسان، أنك مثلاً إذا قلت أن هذا الشيء سهل (مع العلم أنه في شعورك يكون صعباً) ولكن بقيت تقنع نفسك أنه سهل -وكأنك تكذب على نفسك- فبالفعل ستسهل دراسته، والعكس صحيح! فكم من طالب أزعجه البحث الفلاني في الفيزياء مثلاً قبل أن يصل إلى دراسته لأن أصحابه قالوا له أن هذا البحث صعب ولن يفهمه! وأريد أن أضيف أمران: أولاً انوِ الاعتكاف أثناء الدراسة حتى تشعر أن جلوسك أمام كتابك لا يقل فائدة من أي عمل صالح واختر الوقت المناسب للحفظ أو الفهم، وأفضل ما يكون في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر...وثانياً إذا أردت أن تتعلَّم فعلـِّم.. قد لا تستطع الوقوف أمام الصف ولكن يمكنك شرح الدرس لزملائك. والله المُوفــِّق...

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1130

: - عدد زوار اليوم

7402971

: - عدد الزوار الكلي
[ 67 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan