::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مقالات متنوعة

 

 

ماذا حصل بين رمضان والقرآن ؟؟

بقلم : ديمة محمد ديب هديب  

 

القرآن : كم سررتُ بعودتكَ إليَّ .. وكم اشتقتُ لك .. هل تعلم أني أشعر بغربةٍِ لا توصف وأنت بعيدٌ عني !! وكأني غريبٌ عن الناس لا يذكروني _ إلا من رحم ربي_ وأبقى جاثماً فوق رفوف المكتبات وفي واجهاتِ المحلات وفي دروجِ السيارات وكأني قطعة زينة لا يُأبه لها ، أما أنت .. فالكل يحتفل بك ...

رمضان : هون عليك يا أخي .. فما حالي بأفضل من حالك فأنا يحتفل الناس بقدومي بطريقةٍ غريبة، فيجمعون لي أضخمَ عددٍ من المسلسلات وأكبرَ كمية من الطعام حتى يخففوا من ثِقَل ظلي عليهم وكأنهم يتحملون الصيام في النهار حتى ينتقموا مني  في الليل فيبددون كلَّ ما فعلوه من خير ، فيقضون ليلهم في خيمات رمضان في  أفخر الأماكن وأضخم  السهرات مع نجوم الفن ، فتعلو نجومهم ويختفي نجمي من قلوبهم وبيوتهم ؛ أما أنت .. يتسابق الناس للقراءة فيك والاستفادة منك ...

القرآن : ليس الأمر كما تظن !! فهذه أيضاً مشكلة ؛ فكما قلت : يتسابقون ، يتلون حروفي وينسون حدودي ، يحبون أن يحصوا أكبرَعددٍ من الخَتمات ويتباهون بها ! لكن أين تطبيق هذه الآيات ؟! لا أعلم .. فأنا أحب أن يقرأووا في صفحاتي ويأخذوا عظيم الثواب ، لكن أحب أن أنعكس على تطبيقات حياتهم العملية ، فأنا لم يبعثني ربي إلى الناس كتاباً أُقرأ في رمضان وحسب ؛ إنما أنا منهجٌ ودستور يجب تطبيقه في حياة الناس .. أما أنت .. فالكل يعلم أنك شهر الصيام والقيام فيصومون نهارك فرحين ويقومون ليلك خاشعين ..

رمضان : لا يا أخي  ما أصبت في هذا أبداً .. ففي الظاهر أنهم يصومون فرحين لكنهم جعلوا نهاري من وقت السحور تجهيز للفطور وفي أوقات الراحة من إعداد الطعام ينامون وبعد النوم يستيقظون ضجرين متململين يشاهدون المسلسلات والمسابقات حتى وقت الإفطار، وبعد الإفطار أحالوا ليلي مهرجاناً للتسوق وكأنها أزمة ملابس فيجوبون الأسواق والمحلات في أوقات الصلوات بحجة أن لباس العيد يجب أن يكون من أفخر الماركات ، فماذا عساني أن أقول ؟! ولمن أشكي وأبوح بما يجول في خاطري ..

القرآن : صبراً .. صبرا ً .. وكفكف من دموعك يا أخي ففي هذه الأمة خيرٌ كثير ؛ وقد رأيت شباباً وفتيات قد أعدوا لك عظيم الخيرات فعاهدوا الله أن يصوموا نهارك طائعين .. ويعمروا أوقاتهم أجمعين .. فمن قيام وركوع .. إلى دعاء وقنوت .. إلى ذكر وصدقة .. إلى رحمة بيتيم وبسمة لمحروم .. إلى صلة للأرحام وإرضاء للكريم الدَّيان ؛ حتى أنا قرروا في هذا العام أن يتعاملوا معي بطريقة مختلفة ، سيفردوا لي هذا العام ختمة تفكر وتدبر وسيتعاملون مع آياتي التي طالما قرأووها ولم يطبقوها بطريقة مختلفة تماماً ؛ سأكون أنا خُلقهم .. لقد قرروا أن يحيوا  بالقرآن هذا العام ..

رمضان : الحمد لله .. حقاً هذه الأمة شروقٌ لا غروب ؛ هي أمة ٌ تمرضُ ولا تموت .. الحمد لله الذي جعل في هذا الزمان أناساً بهذه الهمة وهذه العزيمة .. كلماتك أثلجت صدري وأنارت دربي وفرَّجت همي ؛ وكم كنت حزيناً خائفاً أن أمضي هذا العام وما استفاد مني إلا قلةٌ قليلة ؛ لكني الآن فرِحٌ مسرورٌ مطمئن راجياً الله أن أكون شهر خير وبركة وتوبة إنابة لكل الناس ...

القرآن : بإذن الله سيحقق الله مرادنا ؛(( فكلما اشتدَّ الظلام برق الأمل من جديد )) وكأني أسمع أصوات أمة الإسلام ترتفع داعية الله مبتهلة إليه قائلة :

(( أملنا بربنا الواحد الدَّيان أن يجعلنا من عتقائه من النيران وأن يغفر لنا ما فرَّطنا في حقكما أنتما _ رمضان والقرآن _ آمين يا أرحم الراحيمن ...))

سنكون بإذن الله ممن سيحيون بالقرآن في رمضان وفي كل الأوقات ...

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 3261

 تاريخ النشر: 06/09/2008

2008-09-07

خديجة

شكرا لك ديمة ماشاء الله طريقة جميلة لوصف الحدث ولبعث الأمل وفقك الله

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1857

: - عدد زوار اليوم

7467423

: - عدد الزوار الكلي
[ 64 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan