::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مقالات متنوعة

 

 

قراءة في معاني التكريم ...

بقلم : المحبة لله  

 

هؤلاء هم الّذين يستحقّون التّكريم

ولا نزكي على الله أحدا

 

                                       بسم الله الرّحمن الرّحيم

والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم

 

اعتدنا على الدّوام سماع أخبار عن حفلات تكريميّة متنوّعة، منها لفنّان – كما يسمّونه – ومنها لمطرب، ومنها لرياضيّ معتزل لا غنى عن الاحتفال به تقديراً لجهوده... تكريم لمسلسل فخم، أو عمل سينمائي ضخم، وأنواع كثيرة من التّكريم، ويا لأسفي! الكثير من النّاس يُقبلون على متابعتها بنهم. إلا أنّ نوعاً من أنواع التّكريم؛ له نكهة خاصّة، وطابع مميّز. هو تكريم يرضاه الله ورسوله، مليء بالنّفحات العطرة الإيمانيّة، والرّوحانيّات الرّبّانيّة. إنّه تكريم أهل الله، تكريم أولئك الّذين وصلوا ليلهم بنهارهم لخدمة الإسلام، وخدمة أبناء الإسلام، جدّوا.. اجتهدوا.. جاهدوا.. عملوا.. تعبوا.. عانوا.. وأعانوا.... كلّ هذا لغاية عظيمة، تفوق كلّ غاية، إنّها ابتغاء وجه الله ومرضاته، إنّها رسالة سامية حرصوا على إيصالها من قلب صادق، وفِكر بالحكمة ناطق، راغبين بعودة العباد إلى الهدى والرّشاد، وبتصحيح المسير على درب النّور والإيمان. هو تكريم للدّعاة الطّاهرين، أولئك الّذين صبّوا اهتمامهم على إنارة عقولنا، هل تحسّون معي بذلك؟ هم يتعبون من أجل راحتنا، يريدون لنا الفوز بالجنّة، والنّجاة من النّار.....

لا بدّ أن أذكر لكم سبب اختياري لهذا الموضوع الآن، إنّه التّكريم الّذي تابعناه على إذاعة القدس لفضيلة الأستاذين الكريمين الجليلين: محمّد خير الطّرشان، وأحمد سامر القبّاني، لقد تمّ تكريمهما بمناسبة مرور العام الأوّل على برنامجهما المنير "نور على نور" وذلك في حلقة مميّزة أرسلت شعاعاً من النّور وصل لكلّ مستمع لهذه الحلقة.

نتمنّى لو أنّنا نستطيع مكافأتهم على ما يقدّمونه لنا من توجيهات، وإرشادات، ومنهج قويم. لقد أملت في تغطية شيء من تقصيرنا في شكرهم على أعمالهم ومجاهدتهم، أعرف أنّ الكلمات لن تفي بالغرض، لكن يجب علينا بداية أن نقدّر تلك الجهود، ونعمل على تغير مسار حياتنا إلى الأفضل، لنجعلها حياة عامرة بالإيمان، وطاعة الله ورسوله، وأجرهم على الله، فهو وحده الّذي يوفيهم حقّهم من الأجر والثّواب، لكن في الوقت نفسه؛ من لم يشكر النّاس لم يشكر الله، لذلك ليسمح لي أستاذاي الكريمان بتقديم التّهاني على هذا التّكريم الّذي نعتزّ ونفخر به.

إخوتي أخواتي: برنامج "نور على نور" قد تميّز بشيء رائع ، وهو كون توقيته صباحاً مع بداية نهار جديد، فيجب علينا أن نأخذ درساً من ذلك، وهو أنّ هذا الوقت المبكّر من الصّبح؛ يجب أن يُمضى في سماع مثل تلك البرامج، لا في سماع صوت فيروز وغيرها كما يعتقد الكثيرون، وحقيقة لا أستطيع الحديث عمّا جنيناه من فوائد عن طريق هذا البرنامج الكريم، فقد كان مفعماً بموضوعات متنوّعة، وهي من صلب ديننا، خاطبتنا في أمور نحن بأمسّ الحاجة إلى فهمها وتطبيقها.

أمّا عن الأستاذ محمّد سامر القبّاني؛ مدير أوقاف دمشق، فقد أخذ على عاتقه مهمّة تذكيرنا بذلك الإنسان العظيم، سيّد الخلق، حبيب الحقّ، ذلك الإنسان الّذي تميّز وسما على كلّ إنسان، الإنسان الّذي نسينا سنّته، وأهملنا اتّباع منهجه، نسينا كيف عاش، وكيف عبد ربّه، وكيف تعامل مع سائر الخلق، ابتداء من نسائه، وانتهاء بألدّ أعدائه. لقد ذكّرنا الأستاذ قبّاني جزاه الله عنّا كلّ خير، وسدّد خطاه لتحقيقه، ذكّرنا بصفات وشمائل نبيّنا العظيم محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ذكّرنا برفقه، بكرمه، بمحبّته، بتواضعه، بوفائه، بخلقه الحسن، وغيرها من صفاته العظيم، أراد لنا العودة إلى التّحلّي بهذه الأخلاق، والسّموّ بنا إلى جنة الخلاق، عدا عن الحلقات الأخرى المميّزة، أذكر منها ما تعلق بالنّصيحة والتّناصح، والحديث عن التّابعين الكرام، وغيرها الكثير من الحلقات المتألّقة. فجزاه الله عنّا خير جزاء، وأكرمه بمزيد من التّكريم والعطاء.

أما عن الأستاذ محمّد خير الطّرشان، فلا أدري ماذا أقول..... لقد بثّ الحيويّة والنّشاط في الحلقات الخاصّة بفضيلته، كانت حلقاته متنوّعة، منها ما تحدّث عن أمور ديننا، وعن إسلامنا، ومنها ما تناول الكثير من قضايانا المعاصرة، ولا عجب، فذلك اختصاصه، فقد خاطب الشّباب والبنات على حدّ سواء، نهض لإحياء أخلاق قد أماتها الطّرفان، أراد للشّباب العودة إلى الصّواب، من خلال إحياء هممهم للمحافظة على الطّاعات، والابتعاد عن النّزوات والشّهوات، عالج الكثير من المشاكل الّتي تعترض شبابنا في هذا العصر. وكذلك خاطب النّساء والفتيات، للالتزام بالحياء والعفاف والاحتشام، ولفت انتباههنّ لضرورة اتّخاذ قدوة صالحة من نساء عصر الرّسول الكريم عليه الصّلاة والسّلام، حتّى تكون حياتها هادياً ودليلاً لهنّ في حياتهنّ. ومن أهمّ ما تميّزت به حلقاته المعطاءة: هو تزامنها مع أحداث حياتنا اليوميّة ، كدروس الهجرة الّتي تزامنت مع ذكرة هجرة الحبيب عليه أزكى الصّلاة والسّلام، ودروس الحجّ الّتي تزامنت مع موسم الحجّ، ودروس الإسراء والمعراج، والدّعوة إلى التّمسّك بصلة الأرحام تزامناً مع الأعياد، عدا عن ذلك الأنوار الّتي أضاءت أيامنا وليالينا الرّمضانيّة، من حديث عن مراتب الصّيام، وواجب الصّائم، وفتاوى رمضانيّة فقهيّة قديمة ومعاصرة متنوّعة تخصّ الصّيام، والحديث بالتّفصيل عن الزكاة، وإحياء ليلة القدر بنفحات رائعة لا تُنسى، مزيّنة بدعاء خاصّ لتلك اللّيلة، وختم تلك السّلسلة بالحديث عن العيد، وما يجب أن تكون عليه أخلاقنا بعد رمضان، وقد عطّر تلك الحلقة بتكبيرات العيد الّتي تحيا بها الأرواح والقلوب. وأذكر لكم بعضاً من حلقاته المميّزة الّتي لا تفوّت، منها "الأمّ ومكانتها في الإسلام"، "التّدخين وأضراره"، "الرّسول قدوة"، "القدس"، "موقفنا من الرّسوم المسيئة"، "النّساء قدوة"، "تربية الأولاد".  ولا يتّسع بي المجال لذكر ما تبقّى من حلقات رائعة، ومن أحلى الحلقات؛ ذكرهما الإخوة المهنّئون للشّيخين في الإذاعة، وهما: حلقة الحجاب، وحلقة عيد الحبّ. بدا في حلقة الحجاب رغبة أستاذنا في لفت انتباه المرأة إلى اختيار الكمال في التزام الحجاب الشّرعيّ. وفي الحلقة المتعلّقة بعيد الحبّ، والّتي تزامنت أيضاً مع موعد هذا العيد الزّائف، عمل جهده لتعريفنا بالمعنى الصّحيح للحبّ، والابتعاد عن كلّ حبّ أساسه سخط الله.

هؤلاء وأمثال هؤلاء هم الّذين يستحقّون التّكريم، وأعجز عن الشّكر والثّناء، لذلك لا بمكنني إلا التّوجّه بالدّعاء لربّي بأن يمنحكم المزيد والمزيد من التّكريم والعطاء، وأن يجزيكم عنّا خير الجزاء، ويوفّيكم حقّكم من التّكريم في الدّنيا والآخرة. أنتم بحقّ قدوة علينا الاقتداء بها والسّير على درب الهدى الّذي جعلته درباً لها. أدامكم الله وحفظكم، وجعلكم ذخراً لأمّة الإسلام.

 

 

 

 

 التعليقات: 3

 مرات القراءة: 3815

 تاريخ النشر: 05/11/2008

2008-12-13

صبحي

هذا المقال الرائع هو أجمل من التكريم ذاته، وأحلى!... لأن الأخت (المحبة لله) ألقت بأنوارها على حلقات البرنامج فكان هذا المقال بحق نوراً على نور!.... نشكر لكم حسن استجابتكم، مع أملنا الدائم بدوام التواصل المثمر لما فيه خير بلدنا وأمتنا وديننا. وليبارك الله جهودكم الطيبة، وليحفظ الشيخين بحفظه، وليوفقهما إلى مزيد من العطاء في ميادين الفكر والإبداع...

 
2008-11-30

صبحي

من المفيد التنويه لأصحاب فكرة التكريم: المركز السوري لرعاية الإبداع الإعلامي والثقافي والاجتماعي(مسرى)،والتنويه بموقعهم وبريدهم الالكتروني على موقعكم. جزاكم الله خيراً ، وأنتم دائماً عند حسن الظن؛ وأكثر... كل الشكر للأخت المحبة لله.

 
2008-11-05

محمد خير الطرشان

أشكر الأخت الفاضلة " المحبة لله:" على حسن ظنها بنا و أسأل الله تعالى أن يجعلنا خيراً مما تظنون وأهلاً لما ترجون و أن يلهمنا الالتزام والتطبيق وأن نكون من أهل الحال قبل المقال __________________

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

Query Error
MySQL Error : Query Error
Error Number: 145 Table './risalnet_vcount1/vietcounter_usersonline' is marked as crashed and should be repaired
Date: Tue, April 16, 2024 07:48:29
IP: 18.216.190.167
Browser: claudebot
Script: /article1.php?tq=1505&re=501&tn=519&br=1508&tr=1505&rt=1505&try=1&ft=1&rf=511&tt=1503&rt=1505&rf=511&tm=1505
Referer:
PHP Version : 5.5.38
OS: Linux
Server: LiteSpeed
Server Name: risalaty.net
Contact Admin: info@risalaty.net