::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

آخر أجهزة التحكم في العقول (( صورة !! ))

بقلم : ريما محمد أنيس الحكيم  

ثقافة الصورة .....

                  رؤية بقلم : ريما محمد أنيس الحكيم .

لا بد أن معظمنا ـ ممن يعيشون في دمشق ـ قد لاحظ إعلاناً على لوحات الإعلانات الطرقية حول القروض السكنية هذا وصفه :

(( صورة لرجل وامرأة عجوزين يلبسان ثياب زفاف على أنهما عريس وعروس، وقد كتب أمام الصورة : لمَ الانتظار ؟؟؟ بادر بالاتصال للحصول على القرض السكني )) ....

عندما رأيت هذا الإعلان للمرة الأولى ابتسمت، وأكملتُ مسيري وأنا أفكر في مدى طرافته !! ... إنها صورة .. لكنها تحمل الكثير من المعاني ..

إنها فكاهية .. لكنها أيضاً : مرعبة .....

خصوصاً إن فكر فيها الشاب على أنها قد تصور حقيقة حياته .. أنها قد تكون تجسيداً لواقع الكثير من الشباب الراغبين في الزواج لكنهم لا يجدون مالاً لتحقيق ذلك !!

إنها صورة فقط ... لكنها تؤثر في كل من يراها تأثيراً شديد الأهمية فتحتل مساحة من تفكيره وتشغل حيزاً من تخططه المستقبلي وتسبب له رعباً فتجعله يفكر في إمكانية الحصول على ذاك القرض السكني للإسراع بتدبير الزواج !!!

كيف تملك مجرد صورة هذا التأثير ؟؟ على الرغم من استهانتنا بها ..

إلا أنها ... مؤثرة .. وبشدة ....

إنها عاصفة جديدة من العواصف التي اجتاحت عقول البشرية لتملأها بما تريد وتتحكم فيها كما تشاء .. إنه طوفان من الصور اجتاح الحياة والتفكير والعقول والمشاريع والأعمال ...

أنا لا أتحدث الآن عن الإعلان بحد ذاته ( أي القرض السكني ) ولا عن أهمية الإعلانات بشكل عام في توصيل الفكرة واستطاعتها أن تجذب الناس إلى المنتوج المعلن عنه وتحويلهم إلى مستهلكين بكل ما للكلمة من معنى ...

هذه الأمور على أهميتها .. ليست محور حديثي الآن ...

لكن محور حديثي هو الصورة بحد ذاتها .. الصورة التي ينظر إليها الإنسان بعينه فتدخل إلى عقله الذي يحللها ويتناغم معها ويعيها ويتفاعل مع تأثيرها ويضعها ضمن محفوظاته ومفضلاته ..

الصورة التي تواجدت على التلفاز وعلى أغلفة المجلات وصفحاتها وعلى مواقع الإنترنت .. وحتى في رسائل الجوالات ..

إنها الصورة التي لا تكلف شيئاً في صناعتها والتقاطها، لكنها تؤثر بشكل يغطي تكلفتها وزيادة ..

إنها الصورة التي أصبحت أداة إخضاع لا شعوري لمتلقيها ، والتي لم تعد مجرد أطياف وظلال، بل باتت أداة حفر وتشكيل في عقل رائيها ....

إنها الصورة .. تلك الأداة التي تملك هذا التأثير كله .......

فهل نعي مدى خطرها ؟؟؟؟

وهل نستطيع الوقوف في وجه هذا الطوفان الذي اجتاح حياتنا نحن المسلمون ؟؟؟

أم كيف سنستغلها في سبيل تحقيق مشاريعنا ونهضتنا بالشكل الأمثل .....

هي أفكار ..

شاركوني إخوتي وأخواتي بتعليقاتكم علنا نجد وسيلة ممكنة التحقيق لنعمل بها ونستغل هذا الطوفان في سبيل تحقيق آمالنا .....

 

 


 التعليقات: 9

 مرات القراءة: 3047

 تاريخ النشر: 01/07/2008

2008-07-06

ندى

مصداقاً لقول الكاتبة ,فإن صورة واحدة مازالت عالقة بذهني منذ حوال العشرين عاماً عُرضت الصورة في مجلة العربي:" رجل فلسطيني عجوز جالس بجوار دكانه ويمر بالقرب منه ثلة من الصهاينة ببنادقهم كان الرجل ينظر إليهم نظرة واثقة ." أما التعليق الذي كان تحت الصورة : سيبقى ويرحلون. ربما ماكان المصور الذي التقط الصورة ليدرك الأثر البالغ الذي سينطبع في وجدان المشاهدين لكنها بالنسبة لي علامة فارقة التجئ إليها في لحظات اليأس. فجزاه الله عني خيرا.وبما أن الصورة كائن لانستطيع اجتنابه فلماذا لا نستغله ليخدم قضايانا؟!

 
2008-07-04

بنان

السلام عليكم ..إن ثقافة الصورة علم من علامات التواصل العالمية الغير لغوية وغالباً تختصركثير من العبارات، فمثلاًإذا تجولنا في أي عاصمة غربية ،ورأينا صورة لأفعى ملتفة حول كأس ،أدركنا أننا قر ب صيدلية ،وصورة الشوكة والسكين المتقاطعتين تدل على المطعم ،وصور جمجمة إنسان تدل على الخطروهكذا.. وهذا العلم هو جزأ من [السيميولوجية]أي علم العلامات لذلك يجب أن نعترف بتأثيره الفعّال ،وبرأيي لا يمكن أن نسميه طوفان ولايجب أن نقف بوجهه بل أن نحسن استغلاله وتطويعه بما يخدم الإسلام والدعوة كما فعل نبيناو قدوتنا عليه الصلاة والسلام حين خطخطا مربعا ثم خط وسطه خطا ثم خط حوله خطوطا وخط خطا خارجا من الخط المربع فقال هذا الإنسان للخط الأوسط وهذا الأجل محيط به وهذه الأعراض للخطوط فإذا أخطأه واحد نهشه الآخر وهذا الأمل للخط الخارج . واعتماداً على مبدأ خير الكلام ماقلّ ودلّ،فقد تكون الصورة خير من الكلام أحياناً

 
2008-07-03

ياسمين الشام ( ثقافة الصمت أقوى ) ...

أختي الكاتبة .. لن أتحدث عن الصورة كما تصفينها أنت بأنها آخر أجهزة التحكم في العقول .. لكنني سأتحدث عنها كاستثمار موجود في واقعنا لثقافة أخرى هي ( ثقافة الصمت )، فالصمت الذي أصاب الألسنة وأنساها لغة الكلام جعل من الصورة خير أداة للتعبير عن النفس في ظل الأجواء الغائمة التي نعيشها في وطننا العربي، ويمكنك أن تأخذي الفنان الفلسطيني ( ناجي العلي ) رحمه الله مثلاً عن هذا الأمر، فرسوماته الكاريكاتورية كانت خير معبر عن حالة الأمة الفلسطينية آنذاك، وقد اغتالته يد العدو بسبب قوة الصورة التي كان يرسمها وشدة تأثيرها ومدى تعبيرها عن مقاومته للاحتلال، وفي عصرنا الحالي يوجد رسومات الفنان السوري ( علي فرزات ) التي تعبر وبصدق كبير عن الألم الذي يعتصر قلب كل عربي، فالصورة ليست دائماً شريرة، بل يمكنها أن تكون أداة مقاومة ووسيلة هامة من وسائل التعبير عن الألم والمعاناة، وحتى الفرح، وقد تكون الأداة الأبقى في وجه ثقافة العنف والصمت اللتان لا بد ستموتان وتنفيان من الضمير الجمعي للأمة ولو بعد حين .......

 
2008-07-02

ابن الشام

الواقع أن تأثير الصورة في المخيلة كبير جداً ، ومن هنا تنشط الدعايات والإعلانات الطرقية ، في ترويج البضائع والمنتجات الكاسدة أو غير الرائجة لكن أخطر ما تمثله هذه الثقافة المستحدثة أنها تلوث العين كما تلوث الفكر و اللغة .. فعبارات الدعاية الطرقية ضعيفة لغوياً مفككة غير مترابطة من حيث بناء الجملة ... وأخطر ما تلوثه هذه الصورة تأسيس ثقافة هجينة ، تعتمد على الفاسد من الأفكار ، مثل : " أسرة أقل ، مستقبل أفضل " ... فقد ملأت هذه الدعاية كل اللوحات الطرقية ، وهي قائمة على مبدأ خاطىء وفكر مشوش مأجور ...

 
2008-07-02

دعاء الأصفياء

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... شكراً للأخت ريما على طرح هذه القضيّة القيّمة ... كما ذكرت فإنّ الصّور .. لها بالغ الأثر .. في التّحكّم بعقول البشر ... ولكن مداه يرجع لعقل الإنسان .. فإمّا أن يغرقه في الطّوفان .. أو يوصله إلى برّ الأمان ... فإن كان متّصلاً بالرّحمن .. فلن يضرّه بإذنه أيّ إعلان .. بأيّ شكلٍ وعلى أيّ حالٍ كان ... كما يمكننا تسخيرها لما فيه خير الأكوان .. فمثلاً نرى في الشّوارع وفي كثير ٍ من الأحيان .. صورةً تمثّل بشطريها بيئة الإنسان ... أحدهما يمثل حالها في قديم الزّمان .. وما فيها من خضرةٍ ونضارةٍ تبعث في النّفس الأمل والاطمئنان ... والآخر يصوّر ما آلت إليه الآن .. بما فيها من أشجار ٍ يابسة الأغصان .. وطبيعةٍ كالحةٍ مجرّدةٍ من الألوان .. وهذا ما فعلته يد الإنسان ... إذاً الإعلان بالصّورة له حدّان .. نسأل الله أن يجنّبنا اتّباع خسيسها وما يؤدّي إلى الخسران .. ويعيننا على نشر وامتثال نفيسها وما يؤدّي إلى الفوز برضى المنّان ...

 
2008-07-02

أختكم في الله

بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله ، لقد أحسنت الكاتبة جزاها الله خيراً فيما صورت وجسدت من حقيقة مُرّة ، ولكل إنسان رأيه ورؤيته من الجانب الخاص به ، فالصورة أكثر تأثيراً على الإنسان من الصوت ، فهل خربَ عقول الشباب إلا صور الفاسقين والفاسقات سواء في التلفاز أم في الطريق؟! فالإنسان يتعلم ويتربى بالصورة ، فعلى كل عاقل أن يختار ، إما داراً يدوم نعيمها ، أو داراً لا ينفد عذابها والعياذ بالله ، فالعيب ليس في الصورة في حد ذاتها لأن الحياة مزيج من المتضادات ، فاختر لنفسك أيها الإنسان الصورة التي تتمثلها في حياتك ، إما الطاعة والرضا أو السخط والعصيان ، عافانا الله وإياكم .

 
2008-07-02

wsmko

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد بارك الله في الاخت صاحبة المقالة ولكنها اجادت وافادت وليس من داع للاضافة على الكلام القيم الذي سردته ولكن اقول وبالله التوفيق الانسان اجتماعي بطبعه فغريزته تدفعه الى الالتقاء بالناس والاخذ منهم والتاثير والتاثر بهم وكلما كان الانسان ضعيف في ميدان ما يكون اكتسابه من الآخرين في هذا الميدان كثير لانه متعطش لملأ هذا الفراغ وكل من يريد نشر فكرة في عصرنا الحالي يلجا الى الاعلام المؤثر ( على سبيل المثال اذا ارادت منشاة ما الترويج لمنتج لديها تلجا الى الاعلان عن طريق الصور الملفتة والموسيقى التي تلفت انتباه السامع ونشرها عبر الراديو او التلفاز لتجد الناس الصغير والكبير والمقمط بالسرير تجده يتكلم عن هذا المنتج مع انه لا يشتريه وغير مستعد لشرائه ) لكن المشكلة هي كما ذكرت ان الانسان الفارغ في ميدان يلجا الى تقليد الاخرين والتاثر بالجو العام والجو العام ما هو الا حصيلة ما يريده لنا الآخرون لا مانريده لانفسنا وهذه هي المشكلة استغفر الله من خطأي وزللي وهذا كان رايي الشخصي ورحم الله امرءا اهدى الي عيوبي

 
2008-07-01

manar kannoot

إننا نعيش في أكثر الحضارات سخضاً على مدار التاريخ فالحصول على الحاجات الضرورية للعيش في كرامة واستقرار أصبح شيئاً أكثر صعوبة لذلك علينا بالقانعة بهذا الواقع والتوكل على الرزاق ومعرفة أن الله هو الذي يدبر كل شيْ ، فإن الرغبة بالحصول على المزيد والمزيد لا يمكن إشباعها وكلما شعرنا بالنقص فلن نشعر بقيمة الحياة و أن نركز تفكيرنا بما نملك وما يمكنكنا أن تحصل عليه ضمن الامكانيت المتاحة لنا

 
2008-07-01

عبدالكريم

هي صورة نستطيع أن نتعمل معها على أساس الصورة فقط ونستطيع تحجيمها وتعليقها ونستطيع أن نكون فيها فليختر المسلم ما يتوافق مع دينه وفي النهاية ستولد صورة إما مغايرة عند القرار السليم أو مطورة عند التجرؤ على حدود الله وإما ..................... إما تكون أو لا تكون وبما ان الحديث عن الصورة فيستطيع كل واحد منا رسم صورته الحقيقية ولاينس أنها ستأتي تتوجه يوم القيامة فارسم ما شئت وعلق ما شئت وانشر ما شئت فإن صورتي محمدية

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1027

: - عدد زوار اليوم

7451457

: - عدد الزوار الكلي
[ 49 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan