::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> دراسات وأبحاث

 

 

نقد التفسير العلمي المعاصر

بقلم : أحمد محمد الفاضل - مدرس في معهد الفتح الإسلامي  

(4)

نقد التفسير العلمي المعاصر
لقوله تعالى:(فلما أَنْ جاء البشير ألقاه على وجهه فارتدَّ بصيراً{يوسف/96}.

يرى المتصدّرون للتفسير العلمي الذي يخبط خبط عشواء،أنَََّ شفاء يعقوب المحبَّ المفجوع بولده يوسف- عليهماالصلاةوالسلام-،لم يكن بسِرِّا لرائحة المنتقلة من يوسف كماهوظاهرمن الآية -وهذه معجزة لأنَّ فيها خرقاً للعادةكماهومعروف في العقيدة-بل يرى هؤلاء أنّ سرَّ الإبصاروسببه,يعود لأمر طبي مادي،ويفسرون ذلك تفسيرين:

الأول:أنَّ عَرَق يوسف الذي يضمه القميص،فيه مادة طبية أثَّرتْ تأثيراًمادياً

عندما مسَّت عينَيْ يعقوب،فكان من ذلك شفاؤه وزوال الغشاوة عن عينه00 وهذا-كما يزعمون-ماقرره الأطباء بعد إجراء دراسات وتجارب على هذه المادة الترياقية المستخلصة من العرق!!

الثاني:أنَّ انخفاض ضغط الدم عند السعادة المفاجئة قد تعيد البصر في حالة وجود (الماء البيضاء)في العين.

لقدانخفض ضغط الدم عند يعقوب بعد أنَّ أحسَّ أنَّ ابنه حي يُرزق وانصرف عنه الحزن والألم وانتابه حالة من السرور والفرح فارتدَّ إليه البصر!!(1)

على هذا ،شفاء يعقوب ليس له من علاقة بالحب،ولا بالمعجزة الغيبية ،إنما هو علاج مادي صِرف00

ونحن نبيّن تهافت هذا التفسير مستدلين بأمور:

الأول:إِنْ ساغ لنا القولُ بأنَّ شفاء يعقوب ،كان لأ مرطبي هو المادة العرقية التي يحملها القميص ،فكيف يسوَّغ لنا تفسير شمِّ يعقوب لرائحة يوسف من مسافات بعيدة ؟ هل يستطيع عاقل أن يفسِّرَذلك الشمَّ تفسيراًَ مادياً بحتاً؟               وأنَّى له ذلك؟

هذه الآية تبيِّنُ لنا أثر الحب في المحب والمحبوب وأنه قد يبلغ مبلغاً

يتجاوز الإنسانُ به حدود الزمان والمكان وكلَّ الحواجز المادية التي

تحدد عتباتٍ لايمكن تجاوزها وتخطِّيها،فيعقوب الذي أُترِع قلبه

بالحب لولده الغائب المفقود يوسف،يشَمُّ رائحته،فيقول لمن حوله:

(إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفنِّدون ) لقد حمل الهواء رائحة

المحبوب للمحب وأكد أنه يشم ويدرك مالا يشمه ويدركه الآخرون

من حوله ،وأكد ذلك بثلاثة مؤكدات: إنَّ-واللام في (لأَََََجِدُ) والفعل

المضارع بصيغة الحاضر (أَجِدُ)والتعبير عن الشم بالوجود الذي يطلق

على الموجود المرئي غالباً..

الثاني:إنَّ سلمنا بأن َّهناك مادةً من العَرَق تؤثر بعض الأثر قي شفاء بعض أمراض العين ، فهل كانت هذه المادة من الكثرة حتى تُذْهِب المرض بمجرد ملا مستها لوجه يعقوب ؟

ونحن نرى في الواقع أنَّ أمراض العين البسيطة كالرمد تحتاج إلى معالجة دائمة وقطرات وافرة حتى يتمَّ الشفاء..

الثالث : إنَّ هذا التفسير الماديَّ يريد أن يُذْهِب رونق المعجزة الظاهرة من هذه الحادثة...وهذا مذهب العقليين الذين يسعون لتأويل المعجزات تأويلاً مادياً ، يخرجها عن كونها خارقة للعادة ، ولوسرنا على هذا النهج المادي ، لما أبقينا معجزة إلا ولَوَيْنا أعناق الآيات لتأويلها ، ولا ريب أنَّ هذا منهج منحرف مردود...........

والله تعالى أعلم

 

الهوامش :

 (1)هذا ماذكره عبد الرزاق نوفل في كتابه :القرآن و العلم الحديث(138) والطبيب قزموز وزميله في كتاب : مع الطب في القرآن الكريم(59).

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 2923

 تاريخ النشر: 16/01/2008

2009-05-10

عصية الدمع

بارك الله فيك ياشيخنا الفاضل على هذه المعلومات وزادك الله ونفعنا من علمك

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1867

: - عدد زوار اليوم

7405927

: - عدد الزوار الكلي
[ 61 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan