::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

الدعوة إلى الله مهنة أم مهمة !!

بقلم : علا عبد الحميد زيدان  

 

كثرت في الآونة الأخيرة مظاهر لمن زجّوا أنفسهم في ميدان الدعوة إلى الله – ولن أقول إنَّ نياتهم خبيثة – ولكني أقول إنهم جعلوا من دعوتهم مهنة .. ربما لينالوا بها لقمة عيشهم ، أو ربما ليحققوا مكانة لهم بين الناس  .

هؤلاء قرؤوا قول الله تعالى { ومن أحسن قولا ً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا ً وقال إنني من المسلمين} فلم يحسنوا فهم هذه الآية ، وتجاوزوها إلى تحقيق المآرب الشخصية والمنافع الدنيوية ..

هؤلاء قرؤوا الآية قراءة صورية فقط .. قراءة أحرف فقط.. وما سمعوا للإمام الغزالي حين قال :(( إنَّ العمل الصوري لا جدوى منه... أعرف أناسا يتوضؤون وتبقى أجسامهم وسخة! لماذا؟ إن الوضوء في وهمهم لا يعنى غير إمرار الماء على أعضاء معينة! أما أنه وسيلة للنظافة ٬ فلا...! وأعرف أناسا يصلون وتبقى أرواحهم كدرة! لماذا؟ إن الصلاة في فهمهم لا تعنى أكثر من تحريك الجسم في أوقات محددة أما إنها معراج للصفو والنور ٬ فلا..!! )) أ. هـ .

يلاحظ كثير من الناس أن هناك من يدَّعي ( المشيخة ) ويلبس لبوسها ثم يقوم بمخالفات شرعية أمام نفسه أو أمام أناس من خاصته ومقربيه ...

يقول كلمات دون روح .. دون قلب .. دون صلة حقيقيّة بالله .. دون شعور بالحرقة على الأمة وأبنائها ... دون تطبيق لتعاليم الشرع الذي يتمثل به ويدعو إليه ناسيا ً قول ربنا جل َّ وعلا { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } ؟؟؟؟؟!!!

والناس من محبتهم لأهل العلم ينادون من يتفرغ للعمل الدعوي ب ( سيدنا الشيخ ) يلقبونه ( داعية ) يلتمسون دعواته ظنا ًمنهم أنه أقرب إلى الله سبحانه متناسين أنه " رُبَّ أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره" !!

ترى ! هل غاب عن هؤلاء أنهم القدوة ؟ فلماذا يتمثلوا القدوة في أنفسهم ، وهل فاتهم أنَّ أخطائهم يترصدها الناس بمنظار كبير ضخم !!  .

يقول الشاعر :

قد هيؤوك لأمر لو فطنت به          فأربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

الداعية طبيب يعالج المجتمع من أدوائه، ويبرئه من علله، ويعيش مشكلات الناس، ويلبي حاجات المجتمع؛ فهو عقل قادر على الربط بين مشكلات المجتمع وثقافة الدعوة، يشخص فيه الداء؛ ليصف له الدواء ، فتكوين الدعاة يعني تكوين الأمة؛ فالأمم العظيمة ليست إلا صناعةً حسنة لنفر من الرجال الموهوبين، وأثر الرجل العبقري فيمن حوله كأثر المطر في الأرض الموات، وأثر الشعاع في المكان المظلم .

فيا للأسف ...!!!!!!

أين نحن من حقيقة الدعوة ؟؟!

أيُّ ارتقاء للأمة نرجوه بعد كل هذا التفريط ؟

رحم الله من قال : زلَّة العالِم زلَّة عالَم !!

لقد بدؤوا دعوة رسموا عالمها بأيديهم .. تلك الدعوة التي بدؤوها بقصقصة الدين وتقديم التنازلات ، وما جعلوا نصب أعينهم أن دعوة مثل هذه ينتج عنها مكتوم خديج .. مريض .. ضعيف .. يتنازل عن كل شيء مع توالي الأيام .. كيف لا وقد بدأ حياته بمشاهدة التنازلات ؟؟!

يدعون إلى دين طالما فرطوا في جزئياته واحدة تلو الأخرى فماذا أبقوا من الدين ليدعوا إليه ؟؟!

يقول محمد الغزالي : { كأنما يُختار الدعاة وفق مواصفات تعكر صفو الإسلام وتطيح بحاضره ومستقبله ... وما أنكر أن هناك رجالاً في معادنهم نفاسة ، وفي مسالكهم عقل ونبل ... بيد أن َّ ندرتهم لا تحل ُّ أزمة الدعاة التي تشتد يوما ً بعد يوم . أ. هـ }

ملحوظة :

      -  لا أعني بموضوعي هذا أنني أطالب الدعاة بالعصمة فالعصمة لم ولن تكون لهم ولكني – وكطالبة علم – أطالبهم بتقوى الله في خلق الله .

-        لم أكتب موضوعي هذا تعريضاً بأحد ، ولكنه واقع الحال الذي نعيشه .

-        لا أريد أن يفهم من كلامي اليأس للأمة فخيرية هذه الأمة باقية باقية  .

-        هذا الكلام ينطبق على الداعية ( الرجل والمرأة ) فأمراض المجتمع ليست ذكورية فقط .

شاركوني آراءكم .. علنا نصل إلى حل أنجع لمشكلة الأمة اليوم .. ونصل إلى أن نرى داعية بحق .

 

 

 


 التعليقات: 9

 مرات القراءة: 3215

 تاريخ النشر: 25/10/2008

2008-11-02

الفاروق

الدليل على صدق كلام الكاتبة المحترفة هو طرح هذا الموضوع على موقع إسلامي تتصفحه كل الشرائح فهذا الموضوع ينبغي أن يناقش ولكن بين أهله وفي أماكنه وشكرا لكم

 
2008-10-28

علا عبد الحميد زيدان

أشكر كل من أدلى بدلوه في القضية التي طرحتها للنقاش ، وأنا ياسادتي لا أصادر الرأي الآخر بل أرجو ممن يتبنى الرأي الآخر أن يقدم لنا مثاله ( والأمثلة كثيرة ) وأن يعرض لنا المنهجية التي توصلنا إلى الطرف الثاني ... وأذكر بما قلت ونوهت به في نهاية مقالتي أن خيرية الأمة باقية باقية ولكن ما أطمح إليه هو معالي الأمور ومعالي الصفات ومعالي الأفكار لنصل إلى إنسان يستحق أن يقول عنه داعية بحق ..... وهنا لا بد لي أن أقول كلمة للأستاذ خضر شحرور لا أوافقك الرأي أن فئة الدعاة هم نخبة المجتمع ربما هم أحسن من غيرهم على مبدأ ( الرمد أحسن من العمى ) ولكن هذا رأيك وأنا أحترمه .... أما إنني أوافق الأستاذ أحمد حوراني في جزئية وأخالفه في أخرى : فحقيقة هي مشكلة ولكنها كبيرة بنظري فإذا لم يحصلح الجذع والساق فكيف نريد الحصول على ثمرة سليمة ؟؟ وربما كان في كلام الأستاذ هاني داوود رؤية للحل : عندما قال يجب أن يكون لكل داعية برنامجه الإصلاحي ... وما أعظمها من مهنة عندما اعتبرت الداعية موظفا عند الله تبارك وتعالى فإن كان كذلك وبهذا المعنى فالله أسأل أن يقبلنا في صفوف من يعمل عنده ...

 
2008-10-28

إلى الرأي الأخر

باب قضية ونقاش يجب أن يظهر فيه تناقض الآراء حتى نصل إلى نقطة تسوية بين الرأيين، أي لا ينبغي أن تتشابه الآراء، فلكلٍ منا وجهة نظره الخاصة وحجته ودليله.

 
2008-10-28

علا صبَّاغ

موضوع حساس قد طرحتيه أختنا الفاضلة على مائدة النقاش: أسئلة كثيرة توجه من قبل الناس الذين لا يحبون الداعية فلان ويتهمونه بأنه يبتغي كسب المال من وراء دعوته، برامجه، تسجيلاته، بل وحتى محاضراته! لماذا ينظر بعض الناس أن الداعية فلان يكسب الكثير من وراء عمله؟ من رأيي أن نرد على مثل هذه الأسئلة أنه لو لم تكن دعوة الشيخ الفلاني من صميم قلبه لما وصلت إلى أرواحنا وعقولنا. وما المانع إذا كان من وراء برامجه كسباً حلالاً؟ بالنسبة لي قد لا أسمع إلى أحدهم لماذا؟ لأني لا أجد أسلوبه في الإلقاء يجذبني أو قد لا يكون مشوقاً أو أو ولكن هناك من يسمع له ويفهم عليه ويحبه ويحب حديثه، أستنتج أن المشكلة ليست في هذا الداعية ولا في نفسي، ولكن قد يكون هذا الحديث موجّه لجيل آخر! لماذا عندما يطلب ال

 
2008-10-28

هاني داود

لننظر للموضوع من زاوية أخرى..ما الحصيلة الفعلية التي يجب أن يحققها الداعية؟ فالداعية مطالب أن ينشد حصيلة وغاية يحققها في طريق الدعوة إلى الله..ولا أقصد المعاني العامة والواسعة وإنما المحددة ..فثلة من الدعاة لهم برنامج دعوي محدد بغاية وهدف ..وأغلبهم ينشدون المواضيع نفسها التي يتحدث جميع الدعاة عنها..نريد من الداعية أن يحمل على عاتقه إصلاح جانب من جوانب المجتمع ويكون له برنامج ممتد لفترة من الزمن لتحقيق الغاية عسى أن يثمر تركيزه ..ويطرح الخير والصلاح... فالدعوة إلى الله هي مهمة غايتها الإصلاح. وأيضا مهنة - لو كانت النية الإخلاص لله- في اعتبار أن الداعية موظف عند رب العالمين.

 
2008-10-26

zain

بسم الله الرحمن الرحيم أقول والله المستعان أن هذا الأمر التي تتحدث عنه الأخت الفاضلة هو سبب من الأسباب الهامة التي تخل بالإسلام وبصورته وتشوه الإسلام الداعي غير المؤهل لا علميا ولا أخلاقيا ولا تزكيه يخرب أكثر مما يصلح وهذا ما نراه لا ما نسمعه

 
2008-10-26

حامل المسك

للاسف اختي الكريمه الطريق الدعوي اخذ اتجاهات كثيره ومتشعبه فهناك الجماعات التكفيريه وطريقتها المنفره للاسلام والدعوه واهناك الناس التي تدعو لمذاهبها وتكفر المذاهب الاخرى والجديد في الساحه الدعويه هم الفنانين الذين تابو وبدئو بالدعوه واعمالهم واخلاقهم السابقه ماذالت تعرض واناس يسمعون او يقرؤن قليل ويبدئو باعطاء المواعظ طريق شائك وطويل يلزمنا دراسته والعوده الى سيرة الاولين لنحي مامات منه موضوع قيم وجميل كوني بخير www.mafhm.jeeran.com

 
2008-10-25

أحمد حوراني

موضوع مهم ويجب أن يأخذ حقه ولكن لا ينبغي أن نجعل هذه المشكلة هي مشكلة الأمة الشاغلة فهي مشكلة صغيرة ضمن منظومة تحدي التخلف الذي تواهه أمتنا... جزاكم الله خيراً

 
2008-10-25

خضر شحرور

أختنا الكاتبة إن أي مجتمع في الدنيا لا يخلو من العكر والكدر فالصحابة الكرام أقيم على بعضهم الحد في كبائر ارتكبوها (زنا- قذف-خمر) ولكن المختلف في مجتمعات الصحابة ومن بعدهم من الدعاة و العلماء هو نسبة الخطأ والزلل أعتقد أن كاتبتنا لو اطلعت على واقع الفئات الأخرى لوجدت أن فئة الدعاة هي فئة النخبة........... نحن لا ننكر وجود أمثال المذكورين في مقال كاتبتنا ولكن نقول إن المحسنين أكثر بكثير فلتبحثي عنهم لا تقل قد ذهبت أربابه كل من سار على الرب وصل.

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 2042

: - عدد زوار اليوم

7472175

: - عدد الزوار الكلي
[ 80 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan