::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مقالات متنوعة

 

 

الفراغ الروحي (4): مظاهر تجلياته..

بقلم : الأستاذ عبد الله عبد المؤمن  

 

سوف ترى العجب العجاب وأنت تلحظ آثار الفراغ الروحي ومظاهر تجلياته في صور متعددة ومجالات متباعدة تحسبها شتى ومرجعها واحد وتخالها هيّنة وخطرها سائد، ومن أبرز المظاهر كما قدمنا بعد:

 ـ العدمية ونكران الذات والهوية.

 ـ ضيق الأفق ومحدودية الهدف.  

 ـ مظاهرالعنف.

 

مظاهر العنف

   وقد يشكل على البعض وجه العلاقة بين سلوك مزاجي ينعكس على تصرفات الناس وأحوالهم ويعكس مواقفهم ونظراتهم وبين فراغ المحتوى الباطني؟ لنرى بعد التتبع والاستقراء أن محل هذا السلوك بالدرجة الأولى باطن الإنسان، فلو تجمّل هذا الحيز لانعكس ذلك على الظاهر والأحوال، ولذا كان فراغ الأرواح من عمارتها مُفْضٍ لا محالة إلى قسوة القلب، ومن ثم كان العاصي لربه أشد الناس عنفاً وتعنّتاً بل تجده فظّاً غليظ القلب لا يتورع عن الشدة في المعاملة والشّد على الشيء والعقد عليه، قال تعالى: ((وأصروا واستكبروا استكبارا))، فدوام الإصرار على المعاصي يورث الاستكبار وقسوة القلب وهو المشار إليه في قوله سبحانه: ((فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم))، نعم، فالإصرار على الذنب يورث الاستكبار والاستكبار يورث الجهل والجهل يورث التمادي في الباطل وهذا يورث القسوة وهي تورث النفاق والنفاق يورث الكفر[1].

 وقد قال مجاهد رحمه الله: القلب مثل الكف المفتوحة كلما أذنب ذنباً انقبض أصبع حتى تنقبض الأصابع كلها فتشتد على القلب فذلك هو القفل.

  فلو علمت ذلك لسهل تشخيص مظهرية العنف في المجتمع، إذ قسوة القلب مظنة سلوك العنف المفضي حتماً إلى طريق المخالفة التي لا يرضاها الله عز وجل ولا رسوله ولا المؤمنون، ولذا جاء في الحديث: "إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" وجاء أيضا في الأثر: "من حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير"..

وقُدم الرفق في السلوك حتى على أوجب الواجبات كالدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الناس ونصحهم ولذا جاء في الخطاب الإلهي لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)). ويقول الإمام الجنيد عليه رحمة الله: "إذا لقيت المريد فابدأه بالرفق ولا تبدأه بالعلم فإن العلم يوحشه والرفق يؤنسه".

   ولذا حقّ القول أن الحضارة المعاصرة نزعت من الإنسان قلبه ورفقه وزجت به في متاهات العنف والتحجر والقسوة، ويكفي القول هنا ـ وقد يعجب منه البعض ـ أن شيوع هذا السلوك وليد التأثر بالفكر الغربي ليس إلا، فقد أوضح (داروين) في نظريته مثلاً أن المجتمع الإنساني والطبيعة البيولوجية شيء واحد، وبناء عليه لا بد وأن يحكم المجتمع الإنساني الصراع والعدوان ولا بد أن تتقاتل الأمم بعضها مع بعض من أجل البقاء، ويرى (نيتشه) أن الخير كل ما يعلو في الإنسان بشعور القوة، وإرادة القوة، والقوة نفسها، أما الشر فهو كل ما يصدر عن الضعف ويرى أن الضعفاء العجزة يجب أن يفنوا.... ولهذا كان أبغض شيء إليه السلام، والحرب عنده أقدس شيء. ولا تختلف فلسفة (سبنسر) عن المفهومية المتقدمة، وهو الفكر السائد في الغرب الذي يشهد له الواقع والحال والمآل...

   ومجمل القول أن الصراع وإرادة القوة والعنف جديد على المجتمعات الإسلامية فقد ساد من قيمها المثالية التخلق بالرحمة وكان من شعارها التراحم من أجل التخلق والشفقة والمحبة والتضامن.. لكن الوضعية الحضارية القائمة على تضخيم المكاسب والتمدن تشجع على التنافس والتصارع وتجاوز الضعفاء.

   ولذا قامت في هذا القرن بالذات قرن التقدم والرقي وغزو الفضاء أكثر من 130 حرب، وقتل فيها أكثر من 120 مليون إنسان، لكن هذا العدد لا يتكافأ أبداً مع ما خسره المسلمون في مرحلة الدعوة المحمدية إذ لم يفقد المسلمون سوى 259 شخصاً، وكانت خسائر المشركين 756 شخصاً، لأن الإسلام يدعو إلى الرحمة والرفق ونبذ العنف وإلى الكلمة الطيبة[2].

    وقد بصم هذا السلوك المستورد من خلال تقري الواقع والوقائع ونبض المجتمع وعلاقات الناس جملة من المجالات فمنها على مستوى المعاملات: (العلاقات الزوجية)، وعلى مستوى الفكر والإصلاح (التعصب المقيت الأعمى للطائفة والجماعة والشيخ...)، و(الردود العلمية والمناقشات الفكرية)، وعلى مستوى السلوك (الفظاظة والوقاحة وسوء المعاملة)، وعلى مستوى واجب الاجتهاد (الفتوى والنظر في النوازل)، وتكفي هذه المجالات دلالة على مظهرية العنف في المجتمع وإن كانت هنالك مجالات أخرى وفق الله فيما يستقبل بحوله وقوته لاستقصائها، وقد وقفت على نتف نظرية في هذا الصدد من خلال منهج المتقدمين وما راعوه في توجيهاتهم ومسالك إرشادهم  نبذاً للعنف والتحجر على المستويات المذكورة آنفاً.

                                           

العنف ضد المرأة

  ـ  ولما كانت العلاقة الزوجية مدعاة في كثير من الأحيان عند غياب الوازع والتربية وحلول الفراغ الإيماني إلى التدهور وبسط العنف والقهر ضد المرأة زوجة وبنتاً وأختاً... والزوجة على الخصوص فقد طغت ظاهرة العنف بالنسبة إليها وهو أمر ما كان أبداً من الشرع ولا من قبيله، وهو ما ينعت حاليا بظاهرة العنف ضد المرأة، وفي الحديث:

"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وقد ُيكدّر صفو هذه العلاقة السامية المستديمة بمجرد حلول العنف ضيفاً بساحتها فيقع بين الزوجين التنافر والتباعد وكلاهما مسؤول عن الفراغ الباطني الذي شغله العنف بدل المودة والرحمة والسكينة.

     وتحضرني قصة طريفة يرويها عياض في المدارك: قال (باب مُلح من أخبار مالك): ومن ذلك أن امرأة أتته مع زوجها كلاهما يشكو صاحبه. فقال مالك للرجل: ما نقمت منها؟ قال: تضحك إذا خرج مني ريح، قال مالك: فتباعد منها إذا كان ذلك منك، قالت المرأة: هو رعد كرعد الخريف. فقال لها مالك: احشي في أذنيك قطناً، فقالت: والله لو جعلت في أذني سندان حداد لنفذ. فقال مالك: اذهبي فاضحكي كما شئت، وقال للرجل: عليك بأكل السعتر فدام عليه فانقطع عنه[3].

     فقد بلغ الأذى بالزوجين بسبب أمر خفي إلى إعلانه تعنيفاً على بعضهما وتشهيراً بأسرارهما وكان مالك رحمه الله حصيفاً في ضبط حال الأسرة ولمّ شعثها. ومثل هذا يكثر بين الأزواج حتى شاع ما يسمى بالعنف ضد المرأة وشغل قضايا الرأي العام وأطاريح قوانين الأسر، وسبب ذلك غالباً فقدان الراحة الإيمانية والقصد الرحمي في علاقات الزواج.

   

 

التعصب للمذهبية والطائفية والمشيخة..

     وهذا باب آخر يأخذ منه العنف كل مأخذ، والغريب أنه يتصل بالمجال الإيماني والحقل الديني غالباً. ولكن لا ضير، إذا عُلم أن التعلق بالرسوم يفسد البواطن كما التعلق بالأشباح يهتك الأرواح وكما الجمود على النصوص يضيع الفصوص، والمقصود ها هنا ونحن نتقرى تاريخنا وعنوان أصالتنا نجد من بين مظاهر الفراغ الروحي التعنيف على مستوى التعصب، نعم، التعصب المقيت للطائفة أو المذهب أو الشيخ ولو كان الأمر على باطل لكننا نجادل ونعافر من أجل إسدال ثوب المصداقية عليه، وهذا خطأ فاحش مرده التقليد الأعمى والفراغ من ثوابت الإيمان الداعي إلى التحرر ونشدان الحق، وشتان بين معرفة الحق بالرجال ومعرفة الرجال بالحق، وإن كانت قد تغيرت حلل التعنيف الفكري في واقعنا فإنا قد آنسناه من قبل في خلافات المذاهب الفقهية والمجادلات العلمية، وعين العنف في هذا المسلك تلفيه في الاستبداد بالرأي واعتقاد الصلاح والقداسة وأن الكل على الباطل إلا ما زكاه شيخك ومذهبك وطائفتك، فإذا بان بطلان قوله وسخافة رأيه تجهد نفسك من أجل التأويل وإيجاد مخرج يليق بأتباعه ومكانته، ويصير الحق دعابة تترامى بين يدي الأهواء والمصالح الذاتية والنزعات الأيديولوجية.

   وأقبح ما ينتقد في هذا الباب هو احتكار الهوية وإجلاء الرؤى الغيرية حتى ليتهيأ للمتعصبين أنهم وحدهم على الحق وغيرهم على باطل متناسين الثوابت الإيمانية في محبة الغير، أن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، مما يدفع إلى التباغض بين الناس والنظرة الدونية لأنهم لا ينتمون إلى الطائفة أو المذهب الفلاني. وإنما الوزر عليهم لا على شيوخهم فقد كان بإمكانهم تدارك الموقف وإصلاح المنهج والبعد عن التعنيف إذا رضوا بالمعلوم من الدين بالضرورة وأقصد المحبة والأخوة الإيمانية.

 

 الحوار والجدل الفكري

   ـ ويأتي المحور الثاني وهو ما يتعلق بالتناصح وإصلاح الفكر عن طريق المناقشات العلمية والردود الفكرية وغالباً ما يغلف هذا الجانب بالعنف في الخطاب خصوصاً إذا غابت القدرة على المواجهة من قبل أحد الطرفين أو ارتمى في زلل لا يستطيع الخروج من بطنه أو حالت بينه وبين التراجع خلفيات ودوافع تصده عن إصلاح فكره ولو أيقن خطأه عناداً وإصراراً واستكباراً. وقد سمعت مرة الشيخ المحدث سيدي عبد الله بن الصديق الغماري رحمه الله تعالى يحكي عن أجواء الخلاف بينه وبين علماء كُثر في مصر وغيرها من بلدان العالم، فقال كنت إذا رددت على عالم ما أو أشرت إلى خطئه أو ناقشت فكرته سرعان ما يأتي إلي من أجل التعرف والترابط والقرب لتشخيص الداء ومعرفة الدواء علماً بأن الخلاف لا يفسد للود قضية، ولكن هذا الأمر قد غاب لما فرغت أرواحنا من جمالية الأخلاق والمحبة الإيمانية فلم تبق لدينا قدرة على تحمل النصيحة وإصلاح الفكرة ولكن الحق أبلج والباطل لجلج.

   وفي هذا الصدد وقفت على رسالة نصيحة وجهها يحيى بن يزيد إلى إمام الأمة مالك بن أنس رحمهما الله، ومالك هو من هو ولا يفتى وهو في المدينة، لكن كان رده رضي الله عنه رحيماً متجاوزاً مكانته ونابذاً العنف والقسوة، قال يحيى مراسلاً الإمام مالك: بلغني أنك تلبس الرقيق وتأكل الرقاق وتجلس على الوطاء وتجعل على بابك حاجباً وقد جلست مجلس العلم واتخذك الناس إماماً ورضوا بقولك، فاتق الله  يا مالك وعليك بالتواضع، كتبته لك بالنصيحة كتاباً ما اطلع عليه إلا الله، والسلام.

    فكتب إليه مالك: وصل إلي كتابك فوقع مني موقع النصيحة في الإشفاق والأدب متعك الله بالتقوى وجزاك بالنصيحة خيراً، وأما ما ذكرت أني آكل الرقاق وألبس الرقيق وأحتجب وأجلس على الوطاء فنحن نفعل، علم الله ذلك ونستغفر الله عز وجل وقد قال الله عز وجل:  

((قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق))، وإني لأعلم أن ترك ذلك خير من الدخول فيه، ولا تدعنا من كتابك فلسنا ندعك من كتابنا. والسلام.[4]

   هكذا كان منهج السلف رضي الله عنهم  في المعاملة إذ أيقنوا أن الرفق ما كسا أمراً إلا زانه وما انتزع منه إلا وشانه، ولا يزين حال الباطن إلا بالرحمة والرفق، وقد نقل عياض عن ابن مهدي قال: سمعت مالكاً يقول: لو علمت أن قلبي يصلح بالجلوس على كناسة لجلست عليها.

   ولذا كره التشدد والتعنيف في أشرف المقاصد ولو ابتغى به صاحبه التفرغ للعبادة فإذا كان المتفرغ للعبادة إن شادّ الدين غلبه من باب أولى المتفرغ لنصيحة الخلق ففي الحديث: "لن يشادّ الدين أحد إلا غلبه".

     

التعنيف في السلوك (الفظاظة والوقاحة وسوء المعاملة)

     يسدل المشرب الإيماني قشيب الرحمة وكساء إلانة القول وطيب الكلام على سلوك أهل الإيمان ومن ثم يخرج به كل من لن يتسم بهذا الوصف ويوسم بالفراغ الإيماني، والاحتكام في ذلك إلى كلام الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام بأن: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي" و" إن الله يبغض الفاحش البذي"

     ولذا كانت مباسطة الناس والمخالطة والمداعبة مما يزكي الألفة والمحبة، نقيض الوقاحة في المعاملة والفظاظة في المخالفة فهذا سلوك يعكس فراغ الباطن وما هو أبداً بسلوك أهل الإيمان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخالط الصحابة ويمازحهم ويستمع إلى كلامهم عن أيام العرب.. وكان الصحابة يتناشدون الأشعار ويتبادلون السلام حتى إذا افترقوا على شجرة عادوا لإفشاء السلام والتودد.

   والتعنيف كذلك بصم سلوكنا في المعاملة فعدم إفشاء السلام إلا على من نعرف وفي الحديث: "لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة"، وفترت المودة في القربى والجوار فتجد العمارة السكنية تحوي مئات السكان ولو سألت أحدهم عن جاره أو عن فلان لما عرفه وربما جاوروا بعضهم عشرين أو ثلاثين سنة دون أن يعرف بعضهم البعض، وفي نفس السياق تفشى الغضب لأتفه الأسباب والكراهية والحقد حتى ليتهيأ لإنسان العصر أنه يعيش لوحده على وجه الأرض وكثر السب والشتم في الشوارع والطرقات وتجاوز ذلك إلى سب الدين جهاراً نهاراً، أفليس هذا أصدق دليل على الفراغ الديني والفتور الإيماني؟          

 

الفتوى وِحكمية النظر في النوازل

    وهذا مجال آخر يتطرق إليه العنف بدافع التعصب لرأي معين أو غياب الرؤى المقاصدية كما أسلفت إذ كم من مسألة تلوح  في ظاهرها مخلة بأمان الأخلاق ومكسوة بفساد الذمم، ولكن مع ذلك ينبغي إحكام النظر وحكميته ترجيحاً بين المصالح ودرءاً لأفحش المضار ومراعاة للتوسل إلى أشرف المقاصد، وقد أنبئت فيما سبق أن فقيهاً أفتى فيما يتعلق بنوادي الإنترنت أنها مواطن فساد ونكاد ومن ثم لا يحق لصاحبها أخذ الأجرة على ذلك وعليه وزر من زاره في مكانه ووزر من عمل به.. إلى آخره من نظرات الجمود والتشدد.

   وقد أخبرت السائل مثلا أنه يمكنه القيام بحملة تحسيسية على جدران نادي الإنترنت أو على واجهة كل جهاز كمبيوتر بحيث يتم إشعار المطلع أو الجالس أو مريد المراسلة أو غيرهم بعدم الإخلال بالحياء والحشمة والوقار وعدم الولوج إلى أقنية الجنس والفواحش، وهذا لعمري أفضل من سد هذا الباب الذي يستعان به في البحث العلمي والتنقيب عن طروحات أهل الفكر وغير ذلك فالمصلحة هنا أعم ولا داعي إلى التعنيف المخل بالمقصود.

   وكذلك الأمر يتعلق ببعض المسائل الفرعية الخلافية والتي يتشدد فيها البعض فيقوم على رؤوس الأشهاد معلناً أنها بدعة أو ضلالة وقد لا يسلم على صاحبها وينعته بالزندقة وغير ذلك، لا لشيء إلا لأنه ارتكب ما يراه هو أو من لقنه بدعة أو ضلالة دون تقصيد ولا تقعيد.

   يقول أحد الفقهاء رحمة الله عليه: وقد كنت سئلت عن بعض فقهاء البادية يتورع عن القراءة على القبر ثم آل حاله إلى أن قام قارئ يقرأ على قبره.. فانتهره بعنف ووكزه بيده، وكنت قبل ذلك جاوبت بأن هذا ليس بمقامه ويجب أدبه لأنه سفه جميع الأئمة الذين تأولوا اللفظ الوارد عن الإمام، وأدخل على الناس شغباً في دينهم وحيرة في نفوسهم وسوء ظن في مفتيهم.. ما شذ منهم أحد فإنهم ما غضب منهم أحد هذا الغضب ولا احتسب هذه الحسبة ولكن على كل ساقطة لاقطة.

   فشنع ذلك علي... ورغب مني فكتبت إليه رسالة أن لا يجد في نفسه من معترض علي فإن عقيدتي بالنسبة لمعارضي أن لا أزيده: على "سلاماً" إلا " سلاماً" امتثالاً لأمر الله اهـ.[5]

    فهذه ما يتعلق بمظهر من مظاهر فراغ الأرواح وتجلياته على مستوى بعض المجالات، اقتصرت منها على مجال الاجتهاد والدعوة لما له من أثر بليغ في عقول ونفوس المؤمنين ثم معاملة المرأة، ووفق الله لاستيعاب جميع جزئياته في المجالات الحياتية.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

   الهوامش:

    (1) البحر المديد لابن عجيبة.

    (2) بتصرف عن:عصرنا والعيش في زمانه الصعب،د بكار/49 ـ50

    (3) ترتيب المدارك للقاضي عياض:1/128

    (4)سنن المهتدين في مقامات الدين للمواق الغرناطي:168

    (5)نفس المصدر:100.

 

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 4103

 تاريخ النشر: 12/07/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1143

: - عدد زوار اليوم

7403023

: - عدد الزوار الكلي
[ 68 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan