::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أخبار ونشاطات

 

 

قمر الدين مشروب مائدة رمضان المفضل

بقلم : هيئة التحرير  

سانا - دمشق

 

قمر الدين المصنع من المشمش يحتل موقعاً مميزاً على المائدة الرمضانية في أغلب الدول العربية ويدخل كمكون رئيسي في صناعة حلويات الخشاف.

ويقبل الأفراد في جميع الدول الإسلامية على المنتجات السورية التي يدخل في تصنيعها قمر الدين ولا يفضلون عليها بديلاً ولاسيما أن سورية من بين الدول المتميزة في إنتاج المشمش إذ يصل إجمالي المساحات المزروعة إلى 13561 هكتاراً حسب إحصائيات وزارة الزراعة لعام 2008 فيما بلغ إجمالي الإنتاج لنفس العام 100902 طن ما جعلها في صدارة الدول المصدرة لمادة قمر الدين إلى مجمل الدول العربية خلال شهر رمضان أهمها مصر والسعودية والكويت والسودان إضافة إلى بعض الدول الأجنبية مثل ألمانيا واليونان وماليزيا.

وبين عدنان سلاخو مدير الصناعة في محافظة ريف دمشق في تصريح لـ سانا أنه يوجد في المحافظة أكثر من 106 منشآت كبيرة وصغيرة لصناعة قمر الدين تستقطب كل واحدة نحو 40 عاملاً وتعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 42000 ألف طن في العام وان هذه الصناعة مرغوبة في الاسواق المحلية والعربية والدولية لما تتمتع به من نكهة ومذاق طيب ولذيذ وفوائد طبية.

ولفت علي الشيخ قويدر أحد أكبر مصنعي هذه المادة إلى أن إنتاجه يغطي الأسواق الداخلية والخارجية وأن 90 بالمئة منه يصنع في رمضان موضحاً في تصريح مماثل أن 65 بالمئة من إجمالي الإنتاج السوري يصدر إلى مصر و35 بالمئة يصدر إلى باقي الدول الأخرى بينها دول أجنبية فيما يصدر إلى السعودية مانسبته 10 بالمئة فقط خلال شهر رمضان وأن السوق المحلية تستهلك نحو 15 بالمئة من إجمالي الإنتاج خلال شهر رمضان مبينا أنه يحتاج إلى أكثر من 5000 طن من المشمش لتغطية الطلب على هذه المادة خلال هذا الشهر.

وقال خالد بن محمد الرز أحد مصنعي هذه المادة ان الاستهلاك الأكبر لهذه المادة يكون في شهر رمضان لافتا إلى أن مصر تستهلك نحو 80 بالمئة من كامل إنتاجه يأتي بعدها السعودية والكويت السودان وأنه يحتاج إلى أكثر من عشرة آلاف طن من المشمش خلال العام وأن كامل إنتاجه يسوق.

وتمتاز صناعة قمر الدين بصفة عامة سواء في الصورة السائلة المركزة أم في الصورة الجافة على هيئة لفائف كونها لا تتطلب أصنافاً معينة من المشمش وتفضل الثمار اللينة التي تعدت مرحلة النضج وأصبحت في صورة غير صالحة للاستهلاك الطازج وخاصة في الفترة التي يكثر فيها المحصول وتبدأ ظاهرة سقوط الثمار تلقائياً من أشجارها ومن هنا تأتي أهمية التصنيع الغذائي كضرورة ملحة للاستفادة من فائض وفاقد الإنتاج وخاصة في المحاصيل ذات الإنتاجية العالية وهناك أكثر من طريقة لحفظ المشمش من التلف وخلق سلع غذائية جديدة طويلة الأجل يمكن استهلاكها على مدار العام ولا شك أن هذا يعد وسيلة مهمة من وسائل ترشيد الاستهلاك للمحاصيل الزراعية المهمة والتي تشكل جزءاً من اقتصادنا القومي بدلا من الإسراف في استهلاكها بصورة مباشرة خلال فترة قصيرة ومحدودة.

ويتسم قمر الدين السائل المركز بأنه منتج سريع التجهيز ويمكن استخدامه كشراب مشمش طبيعي في أي وقت من العام وذلك باسترجاعه بواسطة الماء العادي دون الحاجة لإضافة سكر في حين تصنع لفائف قمر الدين المجففة من خلال إعادة عجينة المشمش المجمدة بالماء إلى درجة التركيز الطبيعي لعصير المشمش بحدود 5ر12 يضاف السكر للعصير بنسبة 5 بالمئة بالوزن.

ونظراً لأهمية هذه الشجرة التي اعتبرها العرب من أفضل أشجار الفاكهة فقد استخدم ثمارها القدماء كوسيلة للتداوي على نطاق واسع كما استخدمت في الطب العربي القديم وقال فيها الطبيب العربي ابن سينا المشمش يسكن العطش وإذا أكل يجب أن يؤخذ مع اليانسون والمستكى لأنه يولد الحميات بسرعة تعفنه ودهن نواته ينفع من البواسير ونقيع المقدد منه ينفع من الحميات الحارة فيما قال فيه ابن البيطار المشمش ثمرة رطبة تجانس الخوخ إلا انه أفضل منه فهو يسهل الصفراء ويولد خلطاً غليظاً يذهب بالبخر من حر المعدة ويبردها تبريداً شديداً ويلطفها ويقمع الصفراء والدم وينبغي ان يتجنبه من يعتريه الرياح ومن يسرع إليه الجشاء الحامض في حين ينتفع به أصحاب المعدة الحارة والعطشى.

وقال داود الأنطاكي مؤلف مرجع الطب الشعبي إن المشمش ينفع من الحكة واللهيب والعطش وقمر الدين الذي يصنع من عصيره المجفف يمنع الصداع الصفراوي ويقطع شهوة الوحام إذا اخذ مع بذور الرجلة.

ويفيد مشروب قمر الدين في حالات فقر الدم ويعتبر مفيدا للأطفال ومطهراً للسموم الداخلية في الجسم وخلاصة المشمش تستخدم في علاج التهابات الحلق كما يستخدم زيت المشمش كمادة مغذية للشعر تمنحه اللمعة وتبعد عنه الجفاف إضافة إلى احتوائه على فيتاميني (سي) و(ب) المفيدين لصحة وسلامة البشرة والجلد وفيتامين (أ) المفيد لسلامة النظر كما يحتوي المشمش على معادن مهمة للجسم مثل الفوسفور والمغنيزيوم والبوتاسيوم إضافة إلى احتوائه على سكريات بسيطة تشكل مصدرا سريعا يمنح الجسم الطاقة وتنتشر زراعة شجرة المشمش في معظم المحافظات إلا أن محافظة ريف دمشق تحتل المرتبة الأولى من حيث المساحة وعدد الأشجار والإنتاج إذ تبلغ المساحة المزروعة نحو 7791 هكتارا فيما يبلغ الإنتاج 39038 طناً تليها محافظة حمص إذ تبلغ المساحة المزروعة 4419هكتاراً والإنتاج 53461 طناً ومن ثم إدلب وحلب واللاذقية حسب إحصائيات وزارة الزراعة لعام 2008.

وتعد الصين الموطن الأصلي للمشمش إذ كان ينبت بريا في جبال بكين وعرف في الصين قبل ميلاد المسيح بألفي عام ثم زرع في الهند وإيران واليابان وانتقل إلى بلدان أخرى مثل ارمينيا ومصر ولم يدخل المشمش إلى أوروبا إلا بعد ميلاد المسيح ثم انتشرت زراعته على نطاق واسع في بلاد الشام تحديدا سورية وكذلك في تركيا والمناطق الجنوبية المرتفعة من السعودية إذ تصدر تركيا نحو 85 بالمئة من الإنتاج العالمي للمشمش المجفف.

 

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 3094

 تاريخ النشر: 27/08/2009

2009-08-29

علا صبَّاغ

ماشاء الله احصائية دقيقة بالأرقام عن المشمش وقمر الدين.. سبحان الله يتخصص رمضان ببعض المأكولات على الرغم من إمكانية انتاجها أو أكلها خارج هذا الشهر.. 90 بالمئة منه يصنع في رمضان! هناك بعض المأكولات تذكرنا بهذا الشهر! شكراً لهيئة التحرير على عرض الفوائد ولكن كيف يستمعل كمادة مغذية للشعر؟

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1572

: - عدد زوار اليوم

7404739

: - عدد الزوار الكلي
[ 59 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan