::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مساحة حرة

 

 

سبب النزول ليس المقصد: الحجاب نموذجاً

بقلم : د.أحمد خيري العمري  

نؤمن، كجزء أساسي من إيماننا بديننا، أن القرآن الكريم فوق الزمان والمكان، لكننا نؤمن أيضاً، أن لأزلية القرآن نقاط تماس مع الواقع، نتجت عن تنزيله من مكمن أزليته الخارجة عن كل تصنيف، إلى الواقع الإنساني المتبدل باستمرار.

نقاط التماس هذه، أو إحداثيات التنزيل، المحكومة مسبقاً بعلم الله الأزلي الذي وسع وأحاط كل شيء، يجب أن تملك ارتباطاً بهذا الواقع الذي تتنزل عليه، لكن هذا لا يعني على الإطلاق، أن الواقع هو الذي يحكم هذا التنزيل أو يتحكم به. الواقع هنا، في هذه الحالة، هو مجرد 'مهبط' ـ لنزول الوحي، والمهبط يمكن أن يكون عابراً، بل هو عابرٌ على الأغلب، ما دام الواقع متغيراً باستمرار، أما الوحي النازل، فقد نزل، وترك مهبطه، إلى حيث الواقع ككل.

نقطة التماس إذن، بين الوحي الأزلي، والواقع الإنساني، هي نقطة تماس عابرة، إنها نقطة اختراق لا بد منها من أجل الالتحام، لكنها مجرد نقطة، أدّت مهمتها وانتهت لحظة الاختراق، إنها مثل حقنة دوائية تحمل الدواء إلى الجسم، وتخترق الجسم في نقطة ما من الوريد، لتنتقل إلى أوردة الجسم كله، ولكن هذه النقطة لن تتحكم بهذا الجريان إطلاقاً.

لكن نقطة التماس هذه، باعتبارها المدخل لما هو أزلي، يجب أن تكون مرتبطة بشروط موضوعية تسهل فهم النص الأزلي وقراءته من قبل العقل الإنساني.. وهكذا، فإن واقعة بدر، ستكون مدخلاً لنص مختلف عن نص يدخل واقعة أحد، أو الفتح، أو عموم المرحلة المكية.. لكن هذا لا يعني على الإطلاق، أن النص (أو قراءته) ستظل محكومة بمجرد نقطة الالتحام تلك.. ففي حياتنا دوماً واقعة مثل بدر أو أحد أو الفتح.

ويمكنك أن تكون في قمة زهو انتصاراتك فتعيدك 'الأنفال' إلى واقعك كي لا تزهو أكثر مما يكون، ويمكن أن تكون في درك هزيمتك فتربت عليك 'آل عمران' وتقويك من أجل أن تجعلك تقوم من دركك وكبوتك نحو قمة خلقت من أجلك.

والسبب في اختيار نقطة معينة للاختراق دون غيرها واضح، وقد وضحه النص القرآني نفسه، {قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} 25 / 32.

فالقرآن جملة واحدة فعلاً، لكن تنزيله 'مرتلاً' كان من أجل التثبيت: تثبيت الفؤاد عبر فهم النص مرتبطاً بالواقع.. وهو واقع سيتغير بالتأكيد، وسيكون للنص قراءة أخرى تثبت الفؤاد أيضاً.. ولا تتناقض مع القراءة السابقة.

كل هذه المقدمة كانت من أجل توضيح أن سبب نزول النص هو ليس المقصد منه، إنه مجرد نقطة تماس الأزلي مع العابر، مجرد مدخل، مجرد اختراق دخل من خلاله النص إلى الواقع، وكان للواقع شروطه وظروفه التي يمكن من خلالها فهم جزئي للنص.

سبب النزول، بهذا، يمكن أن يكون جزءاً من المقصد، وليس المقصد كله، لكنه محض جزء عابر أما المقصد من النص فإنه فوق ذلك، يظل المقصد من النص، عبر تبدل الأزمان يضخ القراءات التي لن تتناقض على الإطلاق مع بعضها، لكنها ستتعدد.. مرة أخرى، أؤكد واثبت: سبب النزول ليس هو المقصد، لكنه يكون أحياناً، جزءاً منه..

أقول هذا كله، لأن هناك استراتيجية واضحة الآن، صارت تستثمر الخلط الموجود بين الأمرين، لصالح إبطال النص بأكمله بداعي أن سبب النزول قد اختفى، وبالتالي لم يعد للنص (وما يحتويه من حكم شرعي) موقع فاعل من الإعراب.

وهذه الاستراتيجية تفترض كما هو واضح أن سبب النزول هو المقصد، وتبني على فرضيتها هذه متتالية من النتائج مرتبطة بتلك الفرضية المغلوطة.. وهي استراتيجية تجد من يروّج لها، وتجد من ينخدع بها أيضاً، المروّجون هم طبعاً أدعياء التجديد الديني وغيرهم من العلمانيين أو الليبراليين، الذين يستخدمون كل ما يمكن من الوسائل من أجل إبطال النص، وعزل الدين، لا عن الدولة فحسب كما يدعون، بل عن الدنيا ككل، عن الحياة بأسرها.

أوضح مثال على كل ما سبق، تعامل هؤلاء مع آية الحجاب (غطاء الرأس) ومحاولتهم الدمج بين سبب النزول والمقصد من أجل إبطال الحكم الشرعي فيها.. فحسب هؤلاء نزول الآية كان من اجل التفريق بين النساء الحرائر والإماء (وهو أمر يحتاج إلى تفصيل سنأتي عليه لاحقاً)، وبما أنه لم يعد هناك اليوم رقّ ورقيق، فإنه لا يوجد داع لهذا التفريق، وبالتالي لم يعد هناك حاجة للحجاب أساساً، وكفى الله المؤمنات الحجاب.

الاستراتيجية إذن بسيطة وقد تبدو مقنعة للبعض، خاصة وأن الأمر كله مدعوم بقوة التغريب وسطوته الذي لا يزال يعتبر 'الحجاب' أمراً غير مقبول يتناقض مع الرؤية الغربية للمرأة وللحرية الشخصية عموماً. هكذا يأتي الحل عبر الخلط بين سبب النزول والمقصد، لكي يبدو'قلع الحجاب' عقلانياً ومبنياً على مقصد قرآني ولا علاقة له بالتغريب .. (أو هكذا يزعمون..!)

هذا كله سيدفعنا إلى تفحص الأمر ككل، علماً أن آية الحجاب هنا هي مجرد نموذج لآلية الدمج العامد بين سبب النزول والمقصد، وهي آلية تستهدف إبطال النص كما تقدم.

تسود طبعاً، في الكتب الفقهية، مقولة أن الحجاب إنما فرض من أجل التفريق بين الإماء والحرائر، ولن يخلو كتاب من كتب التفسير من هذا القول وهو أمر طبيعي إذ أن أغلب أمهات كتب التفسير قد كتبت في فترة كان الرق لا يزال موجوداً، ولهذا فقد كان التراكم التفسيري (في غالبه) يتعامل مع هذا الأمر بشكل طبيعي باعتبار أن 'الإماء' لا يزلن موجودات..لكن هذا طبعاً لا يعني على الإطلاق أن التراكم التفسيري قد قصر سبب نزول الحجاب على هذا فقط.

تفحص مجمل الأحاديث والأقوال الواردة سيدلنا إلى ما يلي:

أولاً ـ أن النص القرآني المعني لم يرد فيه أي إشارة إلى موضوع التفريق بين الحرة والأمة..(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما) الأحزاب 59 .

ثانياً ـ أن حصر سبب النزول بكونه نزل للتفريق بين الأمة والحرة جاء من طريق واحد فقط هو طريق أبي مالك الأشجعي الذي اعتمده السيوطي في أسباب نزوله، وأبو مالك الأشجعي ليس له صحبة بل هو من التابعين، أي إنه لم يحضر نقطة التماس تلك، وإنما نقل ما فهمه منها.. وقد ذكر غير واحد من أهل العلم في ذلك الكثير، ليس بخصوص آية الحجاب تحديدا، بل بعموم إن سبب النزول لكي يعتمد يجب أن ينقل ممن حضر واقعة النزول.. وهو أمر لا يتوفر في ما نقله الأشجعي.

ثالثاً ـ نقل الطبري في تفسيره للآية (كان بالمدينة رجال من المنافقين إذا مرت بهم امرأة سيئة الهيئة والزي حسب المنافقون إنها مزنية (=زانية) وإنها من بغيتهم فكانوا يؤذون المؤمنات بالرفث، ثم يكمل فإذا كان زيهن حسناً لم يطمع فيهن المنافقون). صحيح أنه قال أيضاً ضمن ما قال في وصف المنافقين (ولا يعلمون الحرة من الأمة)، إلا أن السياق في أكمله كان يتحدث عن نسوة منافقات زانيات كما هو واضح.

رابعاً ـ يقول الضحاك والكلبي: أن الآية نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن، فيغمزون المرأة، فإن سكتت اتبعوها، وإن زجرتهم انتهوا عنها.

أي إن الأمر كان في حقيقته 'تحرشاً' بلغتنا المعاصرة، تحرش يقصد به معرفة نية المرأة إن كانت زانية 'أو عفيفة'، وليس اغتصاباً قسرياً كما يروج البعض، أي إن الأمة الشريفة الطاهرة، كانت تكتفي بالزجر لترد المنافقين عنها، ولم يعلم قطعاً أن أحدهم قد اعتدى على أمة رفضت التحرش.

خامساً ـ قال الرازي في تفسيره للآية: ((المراد: يعرفن أنهن لا يزنين لأن من تستر وجهها مع أنه ليس بعورة لا يطمع فيها أن تكشف عورتها فيعرفن أنهن مستورات لا يمكن طلب الزنا منهن)). وتفسير الرازي هنا لا يذكر موضوع الحرة والأمة قط، بل التفريق بين الشريفة وغيرها فحسب.

السؤال الذي سيبرز هنا: هل كان التفريق بين الإماء والحرائر، يهدف إلى تعريض الإماء للأذى، وحماية الحرائر فحسب ؟ والحقيقة أن هذا يحتاج إلى تفصيل، فالعرف كان عند العرب حتى في جاهليتهم، أن الحرة لا تزني قط، وأن الزنا للمملوكة فقط، وكان هذا العرف حاجزاً ليس أمام الأنثى فقط، بل حتى أمام الرجال، ولذا لم يكونوا يطلبون الزنا أو يبتغونه أصلاً إلا عند الإماء.

كان هذا في الجاهلية، ولما جاء الإسلام حرّم الزنا تماماً، على الحرائر والإماء، نساء ورجالاً على حد سواء، لكننا نعرف قطعاً، أن الإسلام لم يصنع مدينة فاضلة افتراضية، وأنه كان هناك منافقون، ومنافقات، وكان هناك بشر سيضعفون أمام شهواتهم، خاصة أن هذه الشهوات كانت قد قولبها العرف الجاهلي في عادات معينة إلى عهد قريب.

ومن الطبيعي جداً، أن هؤلاء كانوا سيلتقون تحت جنح الظلام ليمارسوا ما صار حراماً، لكن ولأن الظلام كان سيضم نساء شريفات خرجن لقضاء الحاجة، فإن ذلك كان سيقتضي حتماً وضع حد بين هؤلاء وأولئك.

إذن هل تركت الإماء لمصيرهن أمام ذئاب المنافقين؟ الحقيقة أن 'بعض الإماء' كن في تلك الفترة بالذات سلاحاً بيد المنافقين، فقد ثبت أن المنافقين كانوا يكرهونهن على البغاء، كما جاء في القرآن الكريم (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا ) النور / 33، وكما ثبت أن بعض المنافقين كان يفرض على الإماء خراجاً (ضريبة) عليها أن تدفعها له لقاء بيعها لجسدها، وكان عبد الله بن أبي زعيم المنافقين وحده يمتلك ست جوارٍ يشغلهن في البغاء.

وهكذا، فإن الظهور بزي موحد ـ بين الإماء والحرائر ـ كان سيشجع المنافقين على التعرض للحرائر (بالذات للمؤمنات ولنساء النبي وبناته) وكان واضحاً أنهم سيستغلون ذلك للتمادي بحجة أنهم لم يقصدوا الإساءة لأنهم لم يعرفوا أنها حرة، وهكذا فإن وضع السوية بين الإماء والحرائر كان سيستغل فوراً من قبل المنافقين لإلحاق الأذى بالمؤمنات.. وكانت المرحلة كلها حرجة وخطرة، وكان المنافقون يستغلون كل وسيلة ممكنة لتخريب المجتمع الوليد..

ما ذنب الإماء الشريفات إذن، كي لا يتمتعن بالحماية التي وفرتها الآية الكريمة؟..

في هذه المرحلة، لم يتغير شيء على الإماء الشريفات، لأنهن تعودن على التعامل مع تلك التحرشات عبر مواجهة رفث وبذاءة المنافقين بالزجر، أما 'الحرائر' فلم يكن يعرفن ذلك، ولم يكن يعرفن كيف يواجهنه، وكان سكوتهن مثلاً (كما سيحدث اليوم) سيعد تشجيعاً للمنافقين لأن أسلوب الإماء غير الشريفات كان كذلك.. وهذا كان سيجعل المنافقين يتمادون في الأذى حتى لو كانوا يعلمون أن النسوة حرائر ولا يتجاوبن مع مطلب الزنا، لكنهم كانوا يريدون أصلا التسبب بهذا الحرج..

وهكذا فإن الظهور بمظهر واحد يوحد بين النساء كان سيسبب مشاكل اجتماعية لا حصر لها، وكان المجتمع في غنى عنها آنذاك، خاصة وأن الإماء العفيفات لم يشتكين، لقد كن يعرفن كيف يتعاملن مع الأمر..وهو تعامل قد لا يخلو من فظاظة وربما بذاءة ولا يمكن تعميمه إطلاقاً ليصير سلوك النسوة في كل زمان ومكان كما سيقترح من يريد إبطال النص.

ويجب التنبيه ههنا أن ما يروج من أن الإماء كن يمشين وقد أظهرن شعورهن وصدروهن، وأشياء مماثلة يطبل لها البعض لأسباب لا تخفى، هو أمر مغلوط ولا أصل له. وما يروج من أن عمر ضرب أمةً لأنها ارتدت الحجاب أمر مبالغ فيه، فقد نهاها عن ارتداء 'القناع' فحسب.. (أي إخفاء وجهها..)

أما ما يذكر من أن إماء عمر كن يكشفن شعورهن وأثداءهن فهذه الواقعة ليست ضعيفة أو موضوعة فحسب، بل إنها بلا سند أصلاً ذكرت في كنز العمال وسواه بلا أي سند، ومن الواضح طبعاً أن أصلها هو الحقد على الخليفة الذي كان من ضمن انجازاته إزالة عرش كسرى ودولته.

نذكر مرة أخرى، أن النص القرآني تعالى تماماً عن موضوع التفريق بين الإماء والحرائر، وأن نقطة التماس، سبب النزول، وإن كانت تحتوي على ذلك، إلا أن الأمر كان جزءاً من تفريق أكبر: التفريق بين الزانيات والعفيفات كما هو واضح...

وهو جزء من تفريق بين 'المؤمنات' وغيرهن..

وإذا كان الرقيق قد اختفى، فإن الزنا والاستعداد له لم يختف (ولا يتصور أحد اختفاءَه قريباً).. سيبقى هناك من يطلب الزنا، وستبقى هناك نسوة مستعدات لذلك، وأخريات يرفضن بشرف وعفاف.. الحجاب إذن هنا صار هوية تعريفية تفريقية لكن التفريق لم يعد بين الحرائر والإماء، بل رجع إلى أصله في التفريق بين الشريفات وغيرهن، أي إن اختفاء الإماء لم يعد سبباً في خلع الحجاب كما يدعي ويروج البعض، بل صار مدعاة لجعل كل من ترتبط بالشرف والعفة أن ترتديه.. فتاريخية سبب النزول تفهمنا، على العكس مما يدعون، أن عدم ارتداء الإماء للحجاب كان لظرف عابر ..و أن اختفاء هذا الظرف سيجعل الحجاب عاما لكل مؤمنة..

أكثر من هذا، صار الحجاب لا يمثل فقط الشرف أمام الزنا أو مقدماته والاستعداد له، بل صار يمثل التفريق بين منظومتين حضاريتين مختلفتين، منظومة تحترم المرأة وتحرص على تحييد أنوثتها مقابل منظومة أخرى تحرص على استثمار المرأة كأداة استهلاك وترويج وليس أداة متعة فقط، منظومة تسلّع المرأة وتجعلها وسيلة لترويج البضائع، منظومة لا ترى كبير إشكال في أن تظهر صدر المرأة من أجل بيع 'معجون أسنان' مثلاً!

الحجاب، على العكس من كل ما هو شائع، لا يحجب دور المرأة عن التفاعل الإنساني، فلو كانت المرأة لا تشارك في المجتمع، حبيسة في بيتها أو بيت أبيها لما تطلب الأمر أصلاً آية قرآنية تفصل في لباسها، لكن الحجاب يحيد أنوثتها فقط، لكي يكون تفاعلها الإنساني بنّاءً بمعزل عن المضاعفات الناتجة عن 'أنوثتها'.. وهي مضاعفات لا داعي لنكران وجودها في كل المجتمعات مهما ادّعت أنها تجاوزت الأمر.

ختاماً، أحب أن أذكر أن الحديث عن انتهاء وجود الإماء يحتوي على تفاؤل كبير وسذاجة مفرطة، شخصياً أعتقد أن الرقيق لا يزال قائماً وإن اختلفت أشكاله وأساليبه، ربما النخّاس التقليدي لم يعد له وجود، لكن بدلاً عن ذلك صار هناك وسائل إعلام وإيديولوجيات ومفاهيم تتحدث عن الحرية الشخصية والفردية والموضة والتعبير عن الذات.. إلخ، وكلها في الحقيقة تسلّع المرأة كإنسان، وتعتبرها أداة 'بغاء' مشاعية بدرجات مختلفة.. أعتقد شخصياً أن أسواق النخاسة في روما وبابل وبغداد العصر العباسي ستبدو في منتهى المحافظة مقارنة بما يجري الآن حتى في مجمعات الأسواق والجامعات والحفلات العامة.. كل الذي تغير هو أن الجواري المعاصرات صرن يعتقدن أنهن حرات، دون أن يعرفن أن عبوديتهن أقسى وأقوى لأنها غير ظاهرة، لأن القيود والسلاسل صارت داخلية، نفسية..

ومقابل كل ذلك، لا تزال هناك تلك النسوة الرافضات لكل هذا، يتمسكن بمنظومة حضارية مختلفة .. وسيكون حجابهن هويتهن التي هي (أن يعرفن فلا يؤذين).

المصدر اضغط هنا


 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 3282

 تاريخ النشر: 13/12/2008

2008-12-14

دعاء الأصفياء

السّلام عليكم* إنّ الفكرة الّتي قمتم بنقضها – جزاكم الله خيراً – هي إحدى الحجج الكثيرة الّتي يتّخذونها من أجل محاربة الحجاب، وأرى أوجَهَ سبب لذلك أنّهم لم يلتزموا بالحجاب، فلم يريدوا لأحد أن يكون أفضل منهم، لذلك يقاومون حجاب المرأة... وسأذكر موقفاً حدث مع إحدى الفتيات، حيث كان البارحة أوّل يوم ترتدي فيه النّقاب – غطاء الوجه – ذهبت إلى الجامعة فرحة به، فما كان من بعض زميلاتها إلا أن أخذن ينفّرنها منه، ويقبّحنه في عينيها، وكأنّها أضرّتهنّ بما فعلت، وفعلاً بقين وراءها حتّى نزعَتْه، هؤلاء الفتيات لا يردن الكمال، ولا يردن لأحد أن يسبقهنّ، وهذا شيء مؤلم بالفعل، تمنّيت أن أرى أحداً يوماً ما يزجر فتاة أو امرأة لأنّها تمشي متعرّية في الطّريق، فهذه هي الّتي تسبّب الضّرر، وليست تلك الّتي أرادت أن ترضي ربّها، وتكفّ الأذى عن غيرها بحجابها، والجميل أن نجد من يقاوم الأفكار السّلبيّة، ويعمل على إثبات الحقّ ودحض الباطل. لكن لي تعليق على إحدى الأفكار الّتي وردت في المقال: ذكرتم أنّ سيّدنا عمر ضرب أمة لارتدائها الحجاب، فرأيي كما قلتم، هذا غير مقبول في ديننا، وغير معقول من شخص كسيّدنا عمر، وبأخلاق سيّدنا عمر أن يفعل ذلك، لكن بالنّسبة للفكرة الّتي وردت بعدها مباشرة، فلا يمكنني أن أصدّق أنّ سيّدنا عمر نهى تلك الأمة عن ستر وجهها، لا يُعقل لصحابة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أن يفعلوا ذلك، وإن فعلوه؛ فيكون في الأمر شيء ملتبس علينا، لم نفهمه ويحتاج للتّوضيح*

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 2131

: - عدد زوار اليوم

7467973

: - عدد الزوار الكلي
[ 61 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan