::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أخبار ونشاطات

 

 

إلقاء المشرف العام محاضرة في المستشارية الثقافية الإيرانية

بقلم : هيئة التحرير  

 

بحضور شرائح مجتمعية متعددة من المهتمين والمختصين .. أقام قسم شؤون المرأة في المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق يوم السبت 7/11/2009 ندوة المرأة الشهرية الثالثة والسبعون تحت عنوان:

التسلط .. أثره في الحياة الزوجية و أهمية المشورة الأسرية من منظور إسلامي

بدأت الندوة بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم.. ثم ألقت مسؤولة قسم المرأة والمجتمع في المستشارية السيدة هدى نظام مقدمة مختصرة للندوة رحبت في مستهلها بالحضور وبينت الهدف من إقامة هذه الندوات شهريا ثم عددت محاور الندوة التي سيتناولها فضيلة الشيخ محمد خير الطرشان أستاذ القضايا الفكرية المعاصرة في مجمع الفتح الإسلامي.

 


فيما يلي نورد أهم ماجاء في كلمة فضيلة الشيخ محمد خير الطرشان:

تتميز البشرية بوحدة إنسانية كاملة في التكوين الجسدي والطبائع والمشاعر والإحساسات والتطلعات والآلام والآمال والحاجات والضرورات، وهذا يلغي الفوارق اللونية و النزعات العنصرية و العرقية كما يذيب النزعات الطائفية و المذهبية، وهذه المساواة بين الرجل والمرأة هي سبب بقاء النوع الإنساني ، وهذه المساواة تستدعي بيان أمور هامة:
 .1
مساواة الرجل و المرأة في الحقوق و الواجبات ،
 .2
المرأة مثل الرجل مطالبة بعقيدة صحيحة و ملزمة بتكاليف الشريعة ، و أساس التفاضل بينهما إنما هو التقوى و العمل الصالح .
 .3
المساواة بين الجنسين في الأهلية ، فالمرأة كالرجل في أهليتها الاجتماعية والمالية .
 4. كرامة المرأة ككرامة الرجل .
وتتمثل المساواة بين الرجال والنساء المساواة في القيمة الإنسانية والمساواة في الحقوق الاجتماعية، والمساواة في المسؤولية والجزاء، وهى المساواة التي تتأسس في جوانبها المختلفة على وحدة الأصل، ووحدة المآل، والحساب يوم القيامة.
وإذا كانت الشريعة قد خصَّت المرأة ببعض الأحكام، كإعفائها من الأعباء الاقتصادية للأسرة، أو اختلاف نصيبها في الميراث، فإن هذه تبقى استثناءات ترد على القاعدة التي هي المساواة لحكم جليلة أرادها الله ..


الواقع المؤلم للمرأة في الغرب :
فالمرأة تتعرض لضغوط هائلة تستضعفها وتستغلها وتحوّلها في كثير من الحالات إلى سلعة سياحية.
هذه المسألة أصبحت تثير اهتمامات الكثير من المفكرين في العالم ومن كل الأديان، وعندما ندقق في الإحصاءات في أكثر البلدان الغربية، فإننا نجد حوادث الاغتصاب بلغت مستوى يصل إلى حدّ الكارثة، مما يؤكد نقيض وعكس ما كانوا يقولونه بأن المجتمع المحافظ هو الذي يخلق العقدة التي تشجع الاعتداء على المرأة.
بينما لا نجد إلا نسبة بسيطة في مجتمعاتنا الإسلامية، ما يدل على أن التربية الأخلاقية الإسلامية استطاعت أن تعمِّق هذه القيم، ولا سيما قيم العفة والطهارة في وعي الرجال والنساء.


المرأة بين سلطة الأب وعنف الزوج :
ومن أهم القضايا و المشكلات التي تبرز في المجتمعات كافة مشكلة العنف ضد المرأة.. ولعل هذا العنف موجود في عالمنا العربي والإسلامي إذ لا يزال هناك من يتعامل مع المرأة على أنها ليست إنساناً حراً مستقلاً .. حتى في وسط المتدينين و العلمانيين على حد سواء.
ومن ذلك مثلاً : الأب الذي يزوّج ابنته على مزاجه، .. أو أن الأم هي التي تختار لابنتها زوجها، دون أن يؤخذ رأي الفتاة، وهو ما يعد مخالفة صريحة للنصوص النبوية .


تسلط الزوج :
وقد يبدو تسلط الزوج أكثر خطراً على مستقبل الحياة الزوجية و الأسرية بشكل عام ...
تقول إحداهن: إن أنوثة المرأة أقوى مروض لشراسة الرجل وتسلطه, وأنا أقصد الأنوثة بالمعنى الكامل للكلمة، حيث يلتقي المظهر بالجوهر، والحب في النهاية هو العامل الأهم في حل أي مشكلة زوجية...


حول تسلط الزوجة :
وقد يبدو الأمر معكوساً فتتسلط المرأة بقوة وتجبر على حساب ضعف الزوج أو تقصيره في القيام بالحقوق و الواجبات ..
القوامة إحدى صفات المؤمنين - رجالاً ونساء .. وقد حدد الإسلام طبيعة سلطة الرجل في الأسرة إذ جعل مفتاحها كلمة ( قوَّام ) أي : القائم على شؤون الأسرة، وتقتضي القسط والعدل في شؤون من أوكل إليه أمرهم، وذلك بخلاف ما إذا كان التعبير عنها بكلمة ( سلطة ) أو نحوها، والتي قد يفهم منها حرية التصرف المطلقة، وهو ما يتعارض مع مفهوم الآية الكريمة.
إن الدرجة التي ذكرها القرآن للرجال (ولهن مثل الذي عليهن و للرحال عليهن درجة) وهي درجة القوامة، لم تقم على أساس نقص ذاتي في المرأة وإنما على أساس التطبيق العملي والكسبي.


الشورى أساس القوامة
ولا يكتمل فهم أبعاد مفهوم القوامة في الرؤية الإسلامية إلا في ضوء إدراك أهمية الشورى كقيمة أساسية في العلاقات داخل الأسرة المسلمة.
فالشورى ليست خاصة بالمساحة السياسية فقط، ولا هي سمة من سمات الجماعة المؤمنة فحسب، بل هي أيضاً منهج للتعامل داخل الأسرة.
إن الشورى هي أيضًا قيمة تربوية داخل الأسرة تنتقل بالتنشئة الاجتماعية للأبناء، ويتعلمونها كسلوك قرين بالعيش في المجتمع المسلم .
إن الأسرة في الرؤية الإسلامية نموذج مصغر للأمة تحكمها الشريعة وتدار بالشورى، ويشبه عقد الزواج فيها عقد البيعة، ويتم اللجوء فيها عند النزاع إلى نفس آليات حل النزاع على مستوى الأمة وهى الصلح والتحكيم، وإن ظلت هناك اختلافات بحكم شخصية وفردية العلاقات على مستوى الأسرة وطبيعتها المتميزة، وهو ما يجعلها محضنًا للقيم الإسلامية، ويؤهلها للقيام بمسؤولياتها في مجالات عديدة .


في الختام أعطي المجال لطرح بعض المداخلات التي أغنت مناقشة موضوع الندوة.. تم بعدها الإجابة على عدد من الاستفسارات والأسئلة التي طرحها المشاركين ...

 

نقلاً عن موقع المستشارية الثقافية

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3152

 تاريخ النشر: 09/11/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 746

: - عدد زوار اليوم

7401435

: - عدد الزوار الكلي
[ 70 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan