::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مساحة حرة

 

 

دعوة إلى الرجعية

بقلم : سهير علي أومري  

مرَّ على أمتنا العربية قوى طمعت في احتلالها فغزتها ولا تزال تغزوها تريد السيطرة عليها، فتارة تحت مسمى الاحتلال، وتارة الانتداب، وتارة على شكل قوى دولية متعددة الجنسيات، وأخرى لمكافحة الإرهاب.... ومن سايكس بيكو إلى الشرق الأوسط الجديد والكبير... ولا نعلم ماذا يزيدون؟ أشكال ومسميات توالت وما زالت تتوالى ولكنها لمضمون واحد وهو: إلغاء وجودنا، ونهب خيراتنا، وطمس هويتنا، وجعلنا تابعين أمناء ندفع وندفع ونحن ساكتين، فإن نطقنا فالقنابل العنقودية والزكية وربما النووية والذرية والانشطارية بانتظارنا... ومن أجل هذه الأهداف الكبيرة لم تعد قضية الحرب واحتلال الأرض هو الهدف، وإنما الهدف هو امتلاك الأمة ومحاولة تنويمها مغناطيسياً، وسلب إرادتها لتكون في ركبها في المواقف والمبادئ من جهة، ولتقدِّم كل ما تملكه أرضها من خيرات على أطباق من ذهب من جهة أخرى، على أن يكون معدّو هذه الأطباق من أبناء هذه الأمة نفسها، وهذا لن يتحقق لها إلا بأمر واحد إنما هو السيطرة على عقول أبنائها فإن تم لهم ذلك كانت كل أشكال السيطرة ممكنة.

وباختصار أيهما أسهل أن يدخل اللص بيتاً فيقتل أهله ويسرق مالهم ثم يعيش في بيتهم، أو يبقى في بيته وهم يحضرون له كل شهر أموالهم وكل ما يجنونه، ويخدمونه، ويطيعون أوامره، وربما استعان بهم في سرقة غيرهم؟؟!!

أسلوب جديد للسيطرة:

لقد أصبح لسان حال هذه القوى المعادية يقول: بما أن المجتمعات العربية باقية ولا مجال لمساومتها على دينها أو مبادئها أو معتقداتها فلتبق كما هي، وما علينا فعله أمران: الأول: تفريغ كل هذه المبادئ والمعتقدات من محتواها وجعلها معاني لمصطلحات منفرة قديمة بالية، والثاني: إضافة مدلولات ومعان تخدم أهدافنا لمصطلحات أخرى براقة تتأصل في نفوسهم فتسري بينهم كما تسري النار في الهشيم... وهكذا أصبح الجهاد والدفاع عن الحقوق إرهاباً، والالتزام بالشعائر الدينية تراثاً وفلكلوراً، وأصبح التقيد بما أمر الله تعالى والسير على نهجه وشريعته رجعية وتخلفاً، وتقليد الغرب بعُريه وفساد علاقات أُسره حضارةً ومدنيةً، وتطبيع العلاقات مع عدونا انفتاحاً وتقبُّلاً للآخر، وتغيير مبادئنا وتقمُّص فكر عدونا تنويراًً وتجديداً، والاحتلال والاعتداء على الحريات ديمقراطية.... وغيرها من المصطلحات والتسميات التي هي في حقيقتها وسائل غزو، ولكنها لا تمتُّ للنار والبارود بصلة... إنها وسائل غزو حديثة شاعت في مجتمعاتنا، وتناقلتها وسائل إعلامنا أما جنودها فأحد فريقين: سُذَّجٌ من أبناء أمتنا لم يعرفوا حقيقتها فخدعوا بها وتبنوها وقاموا يؤسسون لأصحابها أركاناً ودعامات في مجتمعاتنا، أو ثلة ممن أعمت عيونهم أوراق النقود الخضراء فعبؤوا منها جيوبهم وأرصدتهم ولا تزال حناجرهم تصيح: هل من مزيد..

وقفة مع مصطلح الرجعية:

مصطلح سيئ منفِّر أسمعه بكثرة ويتردد بين فئات بعض المثقفين يطلقونه على كل ملتزم بشرع الله، وكل فكرة تضبط سلوك الإنسان وفق حدود الله غير مبالين بما يحدثه هذا المصطلح من إساءة للأساس المتين الذي عليه قامت أمتنا، والذي به تعهد الله تعالى بحفظها وبقائها عندما تعهَّد بحفظ كتابه العزيز قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)" إنه ديننا وشرعنا الحنيف إنه الإسلام.... فهم بهذا المصطلح يضربون معولاً في جسد الأمة لأنهم يدعون من حيث يشعرون أو لا يشعرون للابتعاد عن الإسلام وعن تعاليمه التي ما فرضها الله على الإنسان إلا لأنه خالقه ويعلم ماذا يصلح له قال تعالى: "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)"

المعنى الأصلي لمصطلح الرجعية:

أما ما تعنيه هذه الكلمة فإليكم ما ورد في الموسوعة السياسية حول هذا المصطلح :

"الرجعية هي نقيض التقدمية، ويطلق الشيوعيون واليساريون هذه الكلمة على الأحزاب والتيارات التي تنادي ببقاء المؤسسات القديمة على قدمها."

هكذا كان مدلول الرجعية، ولكن هذا المصطلح غزا عقول أبنائنا ليصبح كما هو شائع الآن.

الرجعية كما وردت في القرآن الكريم:

الأصل أن تكون الرجعية مخالفة شرع الله وترك منهجه القويم، وهذا ما أيده قرآننا فقد قال تعالى: ".....وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ...  143" البقرة

وجاء في تفسير القرطبي في معنى قوله تعال: "ممن ينقلب على عقبيه" ما يلي: وأما قوله:"ممن يَنقلب على عَقبيه" فإنه يعني: من الذي يرتدُّ عن دينه، فينافق، أو يكفر، أو يخالف محمدًا صلى الله عليه وسلم.

إذن الرجعية هي مخالفة الله ورسوله وليس العكس، وليس هناك أبلغ من التعبير عن الرجوع والرجعية بالانقلاب على العقبين.

كيف نعالج الأمر ونوقف انتشاره؟

وإنني إذ أضع يدي على الجرح وأبيّن أسبابه لا بد لي أن أقدّم حلاًَ وعلاجاً له، وهو واجب علينا نحن – المدركين لدورنا في نهضة أمتنا ورقي مجتمعاتنا - قبل غيرنا، وذلك كما يلي:

1- أن نكون حذرين فلا نتداول هذه المصطلحات دون قصد منا أو عن عدم انتباه.

2- أن نردَّ على من يطلق هذه المصطلحات عن جهل وعدم وعي ببيان مدلولاتها ومعانيها وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

3- أن نشيع في المجتمع من حولنا فساد هذه المصطلحات، ونبين معانيها الحقيقية والهدف من إشاعتها وخاصة لأبنائنا سعياً للقضاء عليها واجتثاث أصولها.

دعوة للأمة:

وإنني في ختام كلامي أقول لمن يتشدق بهذه المصطلحات تقليداً للغرب وانبهاراً بهم إن كنتم تقصدون بالرجعية الالتزام بشرع الله وحدوده فإنني أقدم بطاقة دعوة للأمة كلها: إنها دعوة للرجعية

 ورحم الله الإمام مالك يوم قال: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها".

27- 12- 2008م

 

 


 التعليقات: 14

 مرات القراءة: 3463

 تاريخ النشر: 27/12/2008

2008-12-30

دعاء الأصفياء / الآن عرفت سبب تخلّي الله عنّا!

السّلام عليكم* أستأذنكم بهذا التّعليق الطّويل، لكنّي لم أرَ بدّاً من كتابته. إلى أختي الكريمة سهير: مقالكِ هذا "دعوة إلى الرّجعيّة" من أكثر مقالاتك الّتي أعجبتني، فالعنوان أوّلاً منتقى بعناية، ثمّ إنّ هذا الموضوع بالذات يجب أن تكتبي عنه، واللهِ أراه من أهمّ الموضوعات الواجب طرحها، ومعالجتها، ويجب أن ينتشر في كلّ مكان؛ حتّى يتعرّف العالم على المعنى الحقيقي للرّجعيّة، وأطلب منكِ أن تنشريه في الصّحف إن لم يُنشَر بعد، أؤكّد على كلامكِ بأنّ الكثيييييييييييييييير من النّاس يستخدم هذا المصطلح في غير موضعه، أنا يا إخوتي لا أعرف الأخت سهير، ولم أتعرّف إلى اسمها سوى في هذا الموقع المبارك، لكن أنا لي الظّاهر، وحسب ما قرأت لكِ يا أختي من مقالات هنا في الموقع، أقول لكِ من كلّ قلبي: هنيئاً لكِ ما لقيتِ من انتقادات سلبيّة! أتعرفين لماذا؟ 1- لأنّ هذا الأمر يدلّ فعلاً على النّجاح، فكما ورد في مقالتكِ الطّيّبة: بأنّهم يصفون من هو على حقّ بالرّجعيّة، يتبيّن بوضوح أنّ الانتقادات والتّجريحات تنصبّ دوماً على رافع لواء الحقّ، ولا أزكّي على الله أحدا. 2- يمكنكِ فعلاً استثمار هذه الانتقادات، والاستفادة منها، لو كنت مكانك؛ سأجلس مع نفسي، وأعيد حساباتي مع الله، لأتأكّد أنّني في درب الهدى، وأصحّح مساري إن وجدته منحرفاً، فهذا بصالحكِ إن شاء الله. 3- لقد رأينا القضّيّة الجديدة في موقعنا، المنشورة باسم مشرفنا بارك الله به وجزاه خيراً، استنتجتُ تشبيهاً تمثيليّاً: ضعي مقالتكِ مكان الدّروس، وضعي النّقّاد مكان سيريانيوز، وضعي الانتقادات مكان الاستفتاء، ثمّ انظري إلى نتائج استفتاء سيريانيوز، إنّ هذا الاستفتاء الّذي ربّما أرادوا من خلاله كتْمَ صوت الحقّ في الأماكن العامّة أدى إلى إقبال مزيد من النّاس لسماع هذه الدّروس، وكذلك هذه الانتقادات على مقالك، ستؤدّي بإذن الله إلى إقبال النّاس على قراءته، والاهتمام بمضمونه، ليصلوا إلى حقيقة الرّجعيّة، ويتيقّنوا أنّ الإسلام منبع التّقدّم. وأحبّ أن أذكّركِ بما عاناه رسولنا الكريم عليه الصّلاة والسّلام من انتقادات، ومحاولات لإثنائه عن نشر الدّين الإسلاميّ، لكِ فيه أسوة حسنة، فهو خير وأعظم قدوة، ثمّ أذكر لكِ شاهداً حيّاً من موقعنا، تعرّض قبلكِ للانتقاد والتّثبيط كما رأينا في هذا الموقع، لكنّه استمرّ بالعطاء، وداوم على نشر الحقّ والهدى، فافعلي كما فعل، بمتابعة الدّفاع عن الحقّ، دون الاكتراث بأيّ انتقاد. ثمّ أقول لكلّ من انتقد: هذا أسلوب رجعيّ في النّقد! وليس فيه أيّة صفة من صفات النّقد البنّاء. 1- إن وجدتم سوءاً وأردتم النّصح؛ فبإمكانكم إرسال هذه الآراء إلى المسؤول عن الموقع، ليوصلها بدوره إلى الأخت سهير، لا وضْعها على الموقع ليراها الجميع. 2- قلتم إنّها لم تُضف جديداً، ما هو الجديد الّذي تنتظرونه؟ هل تريدون أن تؤلّف لكم تعريفاً من عندها للرّجعيّة؟ وهل يستوجب طرح موضوع ما إضافة جديد عليه، أو أنّها وعدتكم بذلك ولم تفعل؟ 3- من أراد تقديم نصيحة بنيّة حسنة يبدأ بذكر الإيجابيّات أوّلاً، ثمّ ينتقل للسّلبيّات، أيُعقل أنّكم لم تجدوا إيجابيّة واحدة في المقال؟! 4- الآن عرفت سبب الهوان الّذي نحن فيه، الآن عرفت لماذا لا يستجيب الله دعاءنا المستمرّ بنصر إخواننا في غزّة – إن كنّا ندعوه أصلاً –ألا ترون ما يحدث لأولئك المستضعفين؟ أنا أتعجّب كلّ العجب، القيامة قائمة ونحن بأسنا بيننا شديد، نشنّ المعارك على بعضنا، كلّ منّا يريد الإساءة للآخر، هذا الوقت ليس وقت كلام وتجريحات ونقد، هذا بدل أن يضع كلّ منّا يده بيد الآخر، ويفكّر كيف يمكننا إخراجهم من هذه الأزمة، يريد أن يسحبها ليُشمتَ بنا الأعداء، ويستمرّوا بالسّخرية منّا، اذهبوا إلى الشّاشات! تفرّجوا على المناظر المؤلمة! وكفّوا عمّا تفعلون! الأطفال والشّباب والنّساء والرّجال يتمزّقون أشلاء في غزّة، اتّقوا الله! حرام عليكم!*

 
2008-12-30

أنس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إن الردود الواردة أعلاه تشير إلى أن موقع رسالتي هو موقع صادق وموثوق يحترم آراء الآخرين ويفسح المجال للجميع بإدلاء آرائهم.. على كل حال بعد قرائتي للمقال والردود أجد أنه من التجني أن ننقد المقال بهذه الطريقة أرى أن المقال ممتاز وعلمي ويلتزم نهجاً واضحاً في العرض

 
2008-12-29

المشرف العام

أشكر الإخوة القراء عل تفاعلهم مع دعوة الكاتبة ونقدهم لها ، و إن كان البعض منهم قاسياً فلعلها ثمرة النجاح يا أخت " سهير " و هذا ما أستغربه تماماً من بعض الإخوة المعلقين ، فبعضهم أكاديمي وبعضهم الآخر يعمل في المجال الإعلامي والقانوني ،و أقل القراء يتسم بقدر كبير من الاهتمام والثقافة ... أعتقد أن هذا الموضوع قد استوفى حقه من الردود ، وهذا دليل على أهميته ، وأدعو من أراد الرد العلمي أن يكتب مقالاً متكاملاً تتوافر فيه الشروط العلمية التي أشار إليها بعض المعلقين ، لننشره في المكان نفسه ، شريطة أن لا يكون فيه تجريح أو إساءة لأحد ، ويتماشى مع رسالة الموقع الحوارية والدعوية الهادفة ، وللأمانة العلمية لم نحذف أي تعليق أو مشاركة ، وهذا يدل على سعينا وراء الحقيقة ، و إن كنت أتمنى أن لا يكون هناك أي انتقاص أو تجريح ، و أن نظل في دائرة الحوار العلمي المجرد والمنصف ... أشكر كل من أدلى برأيه ، و أثني على سعة صدر الكاتبة المتألقة " سهير أومري " زادها الله توفيقاً ، وأعتقد أنها إحدى الكوادر المهيئة لقيام نهضة علمية وفكرية وثقافية وإعلامية جديدة في وطننا ... بارك الله بكم جميعاً ، و أشكر ثقتكم بموقعنا المتواضع ..

 
2008-12-29

سمية

الاخت الفاضلة سهير الاموري شكرا لك ولقلمك مقالتك كغيرها من المقالات التي دعودنا عليها ذات اسلوب منهجي رائع وانا بدوري اعتذر منك عوضا عن الاخت نعمت والدكتورة منال بس بحب الك ان الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحجارة

 
2008-12-29

م.أبوعبدالرحمن

مقال مميز جزاك الله كل خير الأخت الدكتور منال: كلامك صائب ولكنه أكاديمي وبعيد قليلاً عما نعيشه على أرض الواقع فمصطلح "رجعي" أصبح أفضل تبرير وتفسير لأي سلوك يندرج تحت الالتزام تعريف الرجعية: هي اصطلاح سياسي يقصد منه معارضة الإصلاحات الحديثة، والتمسك بالأسس والأساليب والمبادئ القديمة، في المجالات السياسية والدينية... هذا التعريف العام للرجعية الإصلاحات الحديثة هذه تم توجيهها إلى الدين!!، وديننا الحنيف اكتمل تشريعه في الآية الكريمة: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فلايجوز إدخال أي شيء جديد على الدين ليس منه فالأخت سهير نظرت للرجعية من زاوية التدين الرجعية المرفوضة في ديننا هي ما جاء الإسلام ليمحوه فيمكن أن تكون الرجعية مخالفة لأوامر الله عز وجل من هذه الزاوية ولا أعتقد أن الأخت سهير خرجت عن هذا الإطار أتمنى أن نلتزم النقد الإيجابي، بذكر النقد والحل الصحيح دون التنويه إلى الخطأ والمشكلة دون الحل جزاكم الله كل خير

 
2008-12-29

م.رامي

أخالف الأخت نعمت تماماً، ولئن اقتبس أحدنا من عالم أو شيخ فهذا ليس عيباً فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً الرجعية: كلمة يستخدمها قليلو الثقافة ممن يلبسون زي الحضارة ليرموها على الملتزمين الأخت سهير تعالج هذه الحالة المنتشرة والكثيرة والملموسة في حياتنا اليومية وأتمنى من قارئ المقالات أن يفهم غرض المقال أولاً، وأن يبتعد عن التجريح فهذا ينم عن جهل أو عداء شخصي مرفوض داخل ساحات الحوار!!

 
2008-12-29

سهير أومري

أشكر الأختين نعمت والدكتورة منال على ما تفضلتا به من نقد أسأل الله تعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم... من عادتي عند بيان أو توضيح بعض الأمور حول المقالات التي أكتبها أبدأ ببان الأمور بنداً بنداً ولكن هذه المرة لم أجد إلا لهجة واحدة تشمل التعليقين ربما من قبل المصادفة... على أي حال بالنسبة لما ذكر من التشابه بين ما أقول وبين كلام الدكتور وجدي حفظه الله فهذا من دواعي سعادتي العظمى أن يرقى أسلوبي إلى هذا البيان وأن يصل أسلوبي في الكتابة لما يتفضل به الدكتور وجدي لأن ما كُتب يا أختيَّ الكريمتين إنما هو كتابة محضة من قبلي جاد بها عقلي منذ 4 أيام مع أنه لا يضيرني في شيء أن أستعين وأقتبس من كتابات غيري وقد فعلت ذلك عندما قلت في مقالتي جاء في الموسوعة السياسية ووضعت هذا الكلام بين قوسين وهذا كما تعلمان للزيادة من التحقيق والتوثيق والدقة وإغناء للبحث كما ترى الأخت نعمت وإنني أتمنى على الأختين الفاضلتين إحالتي إلى الرابط أو الموقع الذي ورد فيه ما يشابه كلامي من مقالة أو درس للدكتور وجدي لأنني في أشد الشوق لأرى هذا التقارب الفكري الذي يرقى بي إليه أو إحالتي إلى اسم الكتاب أو شيء أكحل فيه ناظري بهذه البشارة التي ترقى بأفكاري وأسلوبي إلى مستوى داعية كبير كالدكتور وجدي لأن كما تعلمان: إن التشبه بالكرام فلاح.... أما التهويل والمبالغة وقضية أن المصطلح لا يطلق دائماً على الملتزمين بشرع الله فأنا ذكرت أنه يتردد في كثير من الأوساط وبين كثير من الفئات، وقلت وقد شاع...أي إنني لم أعمم وإن وظيفة المقال الاجتماعي كما درسنا في الجامعة هو تسليط الضوء على الخلل وإبرازه حيث هو مع أن منهجي دائماً في الكتابة الصحفية سواء التي نشرت لي سابقاً خلال أعوام طويلة أو في منهجي في إعداد البرامج الحوارية القادمة التي سترونها قريباً على بعض القنوات الفضائية إن شاء الله منهجي أن أقدم الحل دائماً ولا أكتفي بنظرة التشاؤم بل أنا دائماً مع نقد الأمر وعلاجه وبث الأمل دوماً في إمكانية إصلاحه وهذا ما تجلى في ختام مقالتي .... ثم أمر الانقلاب على العقبين هو في المعنى اللغوي الرجوع والعودة وبإمكانكما يا عزيزتي العودة إلى معاجم لغتنا للتأكد من ذلك وما قاله الإمام القرطبي وغيره من أئمة التفسير صحيح وارد أيضاً أما الربط بين هذا وبين مصطلح الرجعية فهذا اجتهاد لا مشكلة في أن يلاقي قبولاً أو لا يلاقي أقول للدكتورة منال: جواباً على سؤالها عن قولي إن الأصل في الرجعية مخالفة أمر الله من قال هذا الكلام؟ أقول يا عزيزتي أنا أقول هذا الكلام وهذا ما تؤيده الفطرة والالتزام بشرع الله إلا إذا كان لك رأي آخر بالموضوع.... وأقول للأخت نعمت إن موضوع الالتزام بالبحث والتحري يكون في إعداد الأبحاث لا في كتابة الخواطر والمقالات وبإمكانك يا عزيزتي الاطلاع على أصول هذا الفن في الكثير من المواقع وإذا أحببت أحيلك إلى بعض منها... أما أسلوب العرض من حيث المقدمة والخاتمة فهذا كان واضحاً في المقال وبإمكانك قراءته على مهل مرة ثانية للتأكد من ذلك... أما النزعة الغرائزية وحب الظهور أعتقد أنه سيكون لمن يكتب كلاماً لا يتمثله في سلوكه كما أعتقد أنك مشاركة جديدة في الموقع ولا أعلم كيف استطعت الكشف على نوايا قلبي بهذا المرور السريع على المقال مع أنه المقال الرابع الي أنشره فيه كما أعلمك يا عزيزتي أنها ليست المرة الأولى التي يذكر فيها اسمي على صفحات الويب فأنا منذ 5 سنوات أعمل في مجلات إلكترونية وقد بدأت بالكتابة فيها قبل المجلات المطبوعة... وإذا أحببت أحيلك إلى روابط عديدة لمجلات عديدة أجريت فيها حوارات صحفية وقمت فيها بتحقيقات صحفية... ثم أسأله تعالى أن يبرئك من هذا الاتهام وأطلب منك يا عزيزتي ألا نكون من صناع الإحباط وأعود وأشكرك كما أشكر الدكتورة لأن هذا الطرح يغني هذا الرابط ويجعل رواده أكثر مما يساعد على نشر هذه الفكرة وزيادة تأصيلها في المجتمع وهذا ما أصبو إليه والله من وراء القصد

 
2008-12-29

سوسن

جزاك الله أخت سهير وأنا أخالف كل من نقد المقال.. فالمقال جميل، وأنا أوافق إدارة التحرير أن إعادة صياغة من حلقة تلفزيونية لكتابة مقالة لا يضير فالفكر ليس حكراً على أحد

 
2008-12-28

إدارة التحرير

شكراً للكاتبة على معالجتها الدقيقة للموضوع ، و أخالف الأخت نعمت فيما ذهبت إليه ، لأن الزاوية التي نشر فيها الموضوع عنوانها " مساحة حرة " لا يلتزم فيها الكاتب بهيكلية كتابة المقالات وقواعدها المحددة في مناهج البحث العلمي من مقدمة وخاتمة وعرض ، لأننا لسنا مطالبين بكتابة وظيفة تعبير في الصف الثامن الإعدادي ، ولا يضير الكاتبة أن تستفيد من أحد الدعاة في جملة من أفكاره ، فالفكر ليس حكراً على أحد . نشكر تواصلكم معنا ، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .

 
2008-12-28

دعاء الأصفياء / أشارككِ الدّعوة.

السّلام عليكم* بارك الله بكِ أختي سهير! وأكثرَ من أمثالك، أؤيّدكِ في كلّ ما تقولين، أمّا عن أولئك الّذين حوّلوا مصطلح الرّجعيّة، وأرادوه وصفاً لمن التزم بشرع الله، وحاولوا نعتَنا بصفات لا تناسب إلاّهم، فهي بالتّأكيد مردودة عليهم. رجعي، متخلّف، إرهابي، فليقولوا ما يشاؤون، وردّاً على قولهم؛ لا أجد أبلغ من كلمةٍ أسمعها من عالم جليل: ما ضرَّ السّحابَ نبْحُ الكلاب. لكنّ العتب على أمّتنا؛ لأنّ منهم من يسمع مسبّته بأذنيه، ولا يحرّك ساكناً، ليتهم يسكتون فقط، ليتهم يكتفون بعدم الرّدّ على الإساءة، والدّفاع عن دينهم، المؤسف أنّهم يصدّقون فعلاً أنّهم إن التزموا بالشّرع والدّين، فسيكونون رجعيّين. يظنّون، بل يعتقدون أنّ انتسابهم للإسلام يُذلّهم، ويحرجهم، ويهينهم، و يصل بهم خجلهم بأنفسهم إلى امتناعهم عن ممارسة شعائرهم – إن اضطرّوا – أمام الغير؛ خوفاً من تعليق أو سخرية، وللأسف! يتربّى الأبناء على هذا الخجل. أشارككِ أخيّتي في نشر هذه الدّعوة المباركة، وأقول: لا فخرَ لكم إلا بالدّين، ولا عزَّ لكم إلا باتّباع نهج خير المرسلين، عليه الصّلاة والسّلام، وإن لقيتم من يحترمكم ويقدّركم، فهذا ليس إلا لكونكم مسلمين، وبعقيدتكم متمسّكين، أمّا إن لقيتم من ينعتكم بالرّجعيّين، فاعلموا أنّ القائل لكم من الحاسدين، فتصدّوا لهم، وعلّموا أولادكم التّصدّي لهم، وليقلْ كلٌّ منكم بفخرٍ ويقين: إن كانت الرّجعيّة كما تدّعون، فأنا أوّل الرّجعيّين* ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
2008-12-28

الدكتورة منال

جزا الله خيراً الأخت سهير على هذا المقال ولكن وللأمانة العلمية لا بد من تصويب بعض الأمور الأمر الأول هو أن الأسطر الأولى من فقرة أسلوب جديد للسيطرة مقتبسة من مقابلة مع الداعية الأستاذ وجدي غنيم والامر الثاني هو أن الأخت سهير قالت أنها تسمع مصطلح الرجعية يطلقونه على كل ملتزم بشرع الله أما أنا فأحترم وجهة نظرها ولكن اختلف معها في ذلك فهذا المصطلح لا يُطلق بالعموم فقط على الملتزم بشرع الله بل نسمعه يطلق هنا وهناك بالتالي من باب الأمانة العلمية يجب عدم المبالغة والتهويل بأن نقول أننا نسمعه يقال على الملتزم بشرع الله والأمر الثالث هو أن الأخت سهير مشكورة قالت أن الأصل أن تكون الرجعية مخالفة لشرع الله وترك مهجه القويم.. ولكن سؤالي من قال هذا الكلام؟ حري بالأخت الفاضلة أن تقول أن رأيها هو أن الرجعية مخالفة لشرع الله ليس قولها" الأصل" أعود وأذكر بالدقة العلمية وفي النهاية جزاها الله خيراً فيبدو من نفسها غيرتها على الإسلام والسلام

 
2008-12-28

نعمت

المقالة سيئة للغاية.. بدايتها مأخوذة من حلقة للأستاذ وجدي غنيم.. سهير تعرفها تماماً، لم يضف المقال شيئاً جديداً عن ما يسمى بالرجعية.. وليس من العلم أن تؤكد سهير أنه ليس هناك أبلغ من كلة من ينقلب على عقبيه لتدل على الرجعية.. أرى أن هذا رأيها الشخصي وأنا أحترمه ولكن لا تستطيع فرضه على أحد بهذه الطريقة من العرض.. التصدي إلى كتابة المقالات يحتاج إلى بحث كثير والالتزام بطرح المادة العلمية بالشكل الصحيح من مقدمة وعمق وخاتمة وهذا لم يظهر في المقال بل كان المقال عبارة عن نزعة غرائزية في حب الظهور بأن أكتب شيئاً ليس مدروساً بالشكل الكافي فقط ليظهر اسمي على الوب أرجو للأخت سهير أن تقدم لنفسها أكثر كي تستطيع التقديم لغيرها وفقها الله

 
2008-12-27

رامي

مصطلحات كثيرة بثوها بيننا وألبسوا الباطل ثوب الحق لينفرونا من ديننا وليحولو عباداتنا إلى طقوس وليحبسوا ديننا في المساجد والبيوتات وليغيب عنا كمنهج حياة جزاك الله كل خير

 
2008-12-26

صبحي

الأخت سهير : تصفحت موضوعك فوجدته رائعاً سهلاً ممتنعاً ، رشيق الأسلوب ، فصيح العبارة ؛ وأفضل مافيه التنبيه إلى خطورة التعامل مع المصطلح ، وهو أمر غاية في الأهمية ، فقد كثر في الآونة الأخيرة تسويق مصطلحات ظاهرها بريء وتحوي بمدلولانها السم الزعاف كالدعوة إلى الإنخراط في العولمة، أو تكريس الديموقراطية، أو تحرير المرأة ، .......... وحجم هذه المداخلة ، ووقتي لا يسمح بالتطرق إليها جميعاً لكن الأمل في مداخلات الأخوة الآخرين.. وفقك الله ياأخت سهير ؛ وإلى مزيد من التألق في عوالم الإبداع...

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1355

: - عدد زوار اليوم

7398155

: - عدد الزوار الكلي
[ 76 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan