::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> كلمة المشرف

 

 

محطاتٌ مع العام الجديد (1)

بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان (المشرف العام)  

محطاتٌ مع العام الجديد (1):

مكانةُ سيِّدنا عيسى عليه السلام عند المسلمين.

 

بدأ العام الجديد، نسأل الله أن تتحقق في هذا العام وحدة كلمة المسلمين، وأن ينصرهم في شرق الأرض وغربها، ويوحد صفوفهم على ما يرضي الله ورسوله.

ومع بدايته نسأله تعالى أن يجعل أعمالنا كلها طيبة في طاعته، وأن يزيد حياة الإيمان واليقين في أعوامنا المتعاقبة.. فليست العبرة في تعاقب الأعوام، إنما العبرة بما في هذه الأعوام من حياة مؤمنة يحياها المؤمن في طاعة الله، يعيشها في ذكر الله وكنفه، فما الأيام التي تمضي وتتعاقب إلا وسيلة من وسائل تقريبنا من القبر، فكل يومٍ مضى نقصٌ من الأجل.

وعندما يقف الإنسان مع ماضيه يتأمل فيه لن يجد سوى الندم على الساعات التي قصَّر فيها في حق الله سبحانه، ولن يجد إلا أياماً يشعر فيها بحزنه على وقتٍ ثمين قضاه في غير ذكر الله وطاعته، لذلك علينا أن نتمثل قول الشاعر:

ما مضى فات والمؤمل غيبٌ       ولك الساعة التي أنت فيها

فالذي مضى مضى وانتهى، وليس علينا إلا أن نصلح من ماضينا ما كان معوَجاً، وأما مستقبلنا فنفوض الأمر فيه لله، فلو اطلعنا على الغيب لاخترنا الواقع، ولاخترنا ما يقدره الله علينا.

عامٌ جديد أطل علينا، وعامٌ أفل وانتهى من حياتنا، فلنقف في العام الجديد مع مجموعة من المحطات الهامة التي تستوقفنا، ومن أولى هذه المحطات: ولادة سيدنا عيسى عليه السلام.

من هو سيدنا عيسى؟ وما قيمته عندنا نحن المسلمين؟ وهل نؤمن به إيماناً صحيحاً على أنه نبي مرسل أرسله الله قبل نبينا لأمته ليدعوهم إلى وحدانية الله وعبادته، ولكي يقيم شريعته كما أنزلها الله ولكي تتحقق الغاية الكبرى، وهي أن الأنبياء جميعاً أبناء لعِلَّات، بينهم رحم وتواصل وهم يشكلون هيكلاً عظيماً من النبوة ختمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى بقوله: "إن مثلي مثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين" [رواه البخاري].

فسيدنا عيسى هو واحد من تلك اللبنات التي شكلت في واقع الحياة الدنيا هذا البناء الهرمي العظيم، أممٌ متعاقبة ورسلٌ أُرسلوا من الله تعالى إلى هذه الأمم ليرشدوهم ويبينوا لهم دين الله الذي ارتضى لهم.

هذا هو سيدنا عيسى عليه السلام، الذي يرتبط بمولده العام الجديد، حيث يُنسب التاريخ الميلادي لولادته عليه السلام، كما ينسب التاريخ الهجري إلى هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة.

فلنتوقف في المحطة الأولى عند سيدنا عيسى عليه السلام، وكيف صوره لنا القرآن الكريم، ما هي مكانته، وما هو شأنه، ومن هو عيسى عليه السلام؟!

إن القرآن الكريم عُني عناية بالغة بسيدنا عيسى عليه السلام، فبدأ بسرد قصته من خلال ذكر ولادة أمه السيدة مريم البتول ونشأتها نشأة الطهر والعفاف والتبتل والعبادة والانقطاع لعبادة الله تعالى.

ثم ذكر إكرام الله لها بأن رزقها غلاماً من دون أب، حيث أرسل سيدنا جبريل عليه السلام ليُبشرها بغلام وينفخ فيها، فتحمل بسيدنا عيسى، وبعد ذلك ذكر الله رعايته لها أثناء حملها وأثناء ولادتها، ثم قصتها مع بني إسرائيل حين أنكروا ذلك الولد، وكيف أنطق الله سيدنا عيسى في المهد تبرئة لأمه مما قذفها به اليهود، فكانت تلك ثاني معجزات سيدنا عيسى عليه السلام، حيث كانت معجزته الأولى أن تحمل به من غير أب بخصوصية لم تكن لغير السيدة مريم حيث نفخ فيها سيدنا جبريل فحملت.

إن السيدة مريم تتبوأ في قلوب المسلمين ونفوسهم مكانة عظيمة، ولها شرف كبير في ديننا، فهي في معتقدنا المرأة العظيمة التي اصطفاها الله قبل أن يخلقها لخدمة بيت الله، ثم اختارها لتلد نبياً عظيماً وتكون أماً له بمعجزة إلهية أقرب إلى الخيال، لا يمكن أن يتصورها الإنسان قبل أن تحدث، فقد حدثت بحادثة فريدة للسيدة مريم كمعجزة لسيدنا عيسى، وهذا ما ذكره الله سبحانه في القرآن في سورة آل عمران: ((إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [آل عمران:35]..

فهذه أم مريم نذرت ما في بطنها أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى سواء كان ذكراً أم أنثى.

ثم قال تعالى: ((فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا)) [آل عمران:36+37] أي نشأت في بيئة صالحة تخدم بيت الله وتعنى بشأنه، فقد كانت زوجة عمران تريد ذكراً لتنذره لبيت الله، لكن الله اختار لها أنثى لتكون أماً لنبي عظيم ومميز بين الأنبياء، ثم قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)) [آل عمران:42].

أي اختارك من بين نساء العالم لتكوني أماً لسيدنا عيسى عليه السلام، تحملين به من غير أب، وطهرك فلم تقعي في فاحشة ولا يصح ما ينسبه لك اليهود سواء فيما مضى أم فيما يلحق، وزادك رفعة فاصطفاك على نساء العالمين قاطبة.

تلك الآيات تظهر مكانة تلك المرأة المباركة في عقيدتنا نحن المسلمين، فهي مصطفاة مطهرة، اصطفاها الله على نساء الدنيا أجمعين، فالسيدة مريم لها مكانة عظيمة في قلوبنا نحن المسلمين، ومن مكانتها أن الله ذكرها في القرآن مرات كثيرة، وذكرها باسمها الصريح 34 مرة دون غيرها من النساء، بل زادها تكرمة على هذا بأن سميت سورة من القرآن باسمها، وهي المرأة الوحيدة التي سُمي باسمها سورة من القرآن.

وهذا يدل على عظم مكانتها وعلى صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أن الوحي المنزل عليه هو من الله تعالى، إذ لو كان القرآن من عند محمد لذكر سوراً باسم بناته أو زوجاته أو أحد أقربائه، فلو كان يصوغ القرآن بنفسه لكان بوسعه أن يسمي السور بأسماء أقاربه، ولكن لما كان القرآن من عند الله تعالى منزلاً عن طريق سيدنا جبريل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولما كان رسول الله لا ينطق عن الهوى نزلت السور كما أرادها الله وجاء كل ما في القرآن على هيئته كما أنزله الله سبحانه.

إن آيات القرآن بشكل عام وآيات سورة مريم بشكل خاص تحدثت عن السيدة مريم بتكريم واحترام ودافعت عنها وبرأتها من أي تهمة وجهت إليها أو زلة يريد أعداؤها إلصاقها بها. فهي الشريفة الطاهرة العفيفة التي أحصنت فرجها وحافظت على عرضها وأطاعت ربها فكانت امرأة قانتة عابدة ساجدة لله سبحانه قال تعالى: ((وَمَرْيَمَ ابْنَة عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)) [التحريم:12].

فهي المرأة التي تُعد نموذجاً وقدوة حسنة لنسائنا في عبادتها وقنوتها ودعائمها وتبتلها إلى الله سبحانه.

عندما تحدثت آيات سورة مريم عن ولادة سيدنا عيسى ذكرته بكل تعظيم وإجلال واحترام ووضوح، فقد ذكرت أن كل ما جرى إنما كان بوحي من الله، بعناية منه ورعايته، بل زاد على ذلك أنه منح عيسى المعجزة تلو المعجزة، حتى يدافع عن أمه ويبرئها مما نسبه لها اليهود ظلماً وزوراً، قال تعالى: ((فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)) [مريم:29-33]، هذه البشارات نطق بها سيدنا عيسى منذ نعومة أظفاره، فهو عبدٌ من عباد الله، ليس ملاكاً، إنما هو كسائر البشر، هو عبدٌ والعبد له سيد هو رب العالمين.

والكتاب هنا علامة على الإنجيل والمعجزات التي أعطاها الله له، والنبوة منحة ربانية وليست كسباً، فهي عطاءٌ من الله، فلا تكون بالتمني ولا بالتشهي ولا بالتطلع، إنما هي اصطفاء واختيار واختصاص من الله سبحانه، فلا تكون بعبادة مكتسبة أو طاعة كما قال الناظم:

ولم تكن نبـوَّةٌ مكتسبة     ولو رقى في الخير أعلى رقبة

فالله سبحانه ميز السيدة مريم وأعطى سيدنا عيسى هذه المكانة لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كمل من الرجال كثير، ولم تكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون" [رواه البخاري ومسلم].

إن هذا الاهتمام القرآني جاء ليبين ضلال اليهود الذي بُعث فيهم سيدنا عيسى، فافترقوا طائفتين:

الأولى طائفةٌ كفرت به ورمته بأفحش أنواع السب والشتم.

والثانية آمنت به وناصرته وبقوا متمسكين بدينه حتى بعد رفعه للسماء.

لكن من جاء بعدهم غير وبدل وغلا في عيسى عليه السلام فرفعه إلى مقام الربوبية والألوهية لذلك جاء القرآن يهتم ببيان حقيقة سيدنا عيسى وحقيقة دعوته.

فبدأ بأن أظهر معجزة الولادة، قال تعالى: ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا)) [مريم:16-19]

فتم حمله ووُلد وعاش حياة طبيعية كسائر البشر وقد ذكر الله تعالى ذلك كرد على من يدعي ألوهية سيدنا عيسى: ((مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)) [المائدة:75]. فالطعام إشارة إلى البشرية.

ويمكن أن نقول لهؤلاء الذين يستغربون ولادة سيدنا عيسى أن ولادة سيدنا آدم كانت أبعد عن العادة البشرية وأكثر إعجازاً، فسيدنا آدم خُلق من غير أب ولا أم، فالذي آمن بآدم على أنه أول خلق الله يلزمه بالضرورة أن يؤمن بسيدنا عيسى: ((إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) [آل عمران:59].

ثم أكرم الله سيدنا عيسى بالنبوة والرسالة وأوحى إليه، قال تعالى: ((إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً)) [النساء:163].

لقد بشر سيدنا عيسى بولادة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِيْ مِنْ بَعْدِيْ اِسْمُهُ أَحَمَدْ)) [الصف:6].

بعد ذلك أيد الله سيدنا عيسى بمعجزات كثيرة مثل إحياء الموتى وشفاء المرضى ولا سيما تلك الأدواء المستعصية كالعمى والبرص وقد تحدث القرآن الكريم عن ذلك حيث قال تعالى: ((إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)) [المائدة:110].

ومع كل هذه الآيات كذبوه ولم يصدقوه!!

وآخر الآيات أن الله رفعه للسماء فلم يصب ولم يقتل فهو حي في السماء قال تعالى: ((وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)) [النساء:156].

فنحن نعتقد أن الله تعالى أنقذ سيدنا عيسى من الصلب، قال تعالى: ((إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)) [آل عمران:55].

إن الحديث عن سيدنا عيسى حديثٌ ذو شجون، لكننا أضأنا إضاءات واضحة على مكانته وبيان ولادته المعجزة من أم بغير أب، لكنه رسول كسائر الرسل، بشر كسائر البشر، أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل وأيده بالمعجزات لتكون دليلاً على صدق نبوته.

هذه عقيدتنا وهذا إيماننا، نسأل الله سبحانه أن نلقاه على الإيمان به وبكتبه ورسله وجميع ملائكته، ونسأله أن يحشرنا في ظل عرشه مع أنبياء الله ورسله يوم لا ظل إلا ظله.

 

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 4445

 تاريخ النشر: 07/01/2010

2010-01-07

فجر الإسلام

كان الفسادقد علا في الأرض وانتشر قبل بعثة سيدنا عيسى عليه السلام وأصبح العالم بحاجة إلى من يخرجه من غيابات الضلال والفساد . وتصد ى لهذه المهمة امرأة بنية الخالصة ودعوة واثقة بالاجابةلتنفذ البشرية مما هي فيه(امرأة عمران)وفعلا أجاب الله دعاءها ورزقها أنثى فقالت امرأة عمران مناجية ربها :ربي إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى . امرأة عمران أردت أن يكون مولودها ذكر اًليكون قادر على إصلاح الأرض لكن الله أراده أنثى ربما ليذكرنا ويلفتنا إلى أن الإصلاح دائما يبدأ من عند المرأة والتاربخ يشهد على ذلك فإذا تتبعنا أكثر الشخصيات المؤثرة في تاريخ الإنسانية لوجدنا المرأة وراء نجاحهاسواء كانت أم أو زوجة .لذلك هي دعوة أحببت أن أرسلها لكل فتاة مسلمة أما آن لواحدة منا أن تتوجه إلى الله عزوجل بنية خالصة ودعوة فيها من اليقين ما بدعوة امرأة عمران لتنجب لأمتنا مصلحاً ومنقذاً ومخلصاً لأقصانا من براثن هؤلاء الغاصبون . أخيرأ أعتذر من شيخنا الأستاذ محمد خير الطرشان إن كنت ابتعدت في تعليقي عن الموضوع الأساسي للمحاضرة ولكن هذه هي الخواطر التي دارت في ذهني وأنا أقرأ هذه المحاضرة فجزاكم الله عنا خير الجزاء مع الدعاء لكم بالعطاء المتميز المثمرالمستمر بإذن الله .

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 26

: - عدد زوار اليوم

7398527

: - عدد الزوار الكلي
[ 63 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan