::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

همسةٌ .. لأغلى كتاب

بقلم : ديمة هديب  

 

 

 

 

لكَ أكتب.. ومثلي لا يكتبُ لمثلك .. ولغتي لا ترقى للغتك .. وقلمي مكسورٌ أمام بيانك .. وألفاظي ذابت في جلالِ عظمتك .. وكلماتي تاهت من جمال طلعتك ..

لكَ أكتب .. من نوركَ أستمد المداد .. ومن هَديك ألتمسُ القرطاس .. من جنباتك يتَقدُ الأمل .. ومن قَسماتِك يبدأ العمل ..

لكَ أكتب ..

كيف حالك ؟! لا بل كيف حالي معك ؟!

هل أشتاقُ إليكَ إذا طال البعد أم أنَّ الأمر سيان ؟!

لكني أحبك وإن كنتُ مقصِّرةً في حقك ..

أهاجرةٌ لك أنا ؟! أم محبةٌ مثابرةٌ مجدة ؟!

كيف علاقتي بك كلَّ يوم وهل تأخذ حقك عندي في شهر قدومك إلينا ؟!

النظرُ فيك عبادة فكيف هو التطواف بين كلماتك و الترحالُ في قصصك بعقلٍ مفكر ولسانٍ ذاكر وقلبٍ خاشع..

نبراسُ حياتنا أنت ودليلنا في هذا الطريق الطويل .. حبلٌ ممدود تصلُ بين طين الأرضِ وملكوت السماء ؛ تهطلُ عندكَ دموع التوبة فتسقي الطينَ المشتاقَ للماء فتزهرُ القلوب وتنمو بذورُ الخير في النفوس..

تحتوي الماضي بكل ما فيه ففيكَ العبرة والعظة والقصة وتزخرُ بأحداثِ الحاضر نتلمسه بين سطورك وأما المستقبل فزاهرٌ بإذن الله إن كنتَ أنت الدليل والقائد فيه ..

ها نحن الآن في رمضان وأشعرُ أنكما صنوانٌ لا تفترقان ؛ فكيف هو حال شهرنا الكريم إن لم تكن لك معظمُ الأوقات ففي السحر أنتَ القرآن المشهود وفي النهار نحيا معك بأعمالنا وأقوالنا وأخلاقنا لنحظى بالشرف المعهود وفي أوقاتِ خلوة الليل تكن سلوى لكل حزين ودواء لكل مريض ومنهجاً كاملاً نتزودُ به لعناءِ النهارِ الطويل ..

تسكنُ بيوتنا.. ونتسابق في مرات القراءة ولكن هل تأخذ حدودك وتعاليمك ومنهجك مكانها في قلوبنا ؟!

أعلمُ أنكَ تسكنُ صدري ولكن هل عندكَ صبر أن تبقى أكثر من ذلك ونحن نغرق في غياهب التقصير في حقك..

أتوبُ إلى الله إن كنتُ هجرتكَ أيها الحبيب أو قصرتُ في حقك ..

هل تعتقد أني أتيت متأخرة ؟! ..

لا .. أبداً ..  ففي زَخَم هذه الحياة وفي ضغط وسائل الإعلام في شهر رمضان شعرتُ بحقك ينقص شيئاً فشيئاً فاستدركت في العشر الأخير عشر العتق من النيران فكانت هذه الهمسة ..

هي همسة كي نقرأ بطريقةٍ مختلفة من أجل أن نُعيدَ سيرة السلف بالوقوف عند كل آية أو على الأقل عند آيةٍ واحدةٍ في كل صفحة عسى أن يعود هذا الحب بيننا وبينك ..

أعِدُكَ بإذن الله أن تكون العودة إليك هي الشعار في العشر الأخير وإن كنا قصرنا في كل رمضان بحقك فالعبرة بالخواتيم فما زال هناك فسحة نستطيع أن نستغلها لنفوز في نهاية هذا الشهر الكريم..

قرآني الحبيب .. لك كل هذا الكلام ..

                   لك كل هذه الهمسات ..

                   لك كل هذا الحب ..

وأطمع فقط أن تسكن قلبي وعقلي وتنير دربي وتساعدني أن أكون على نهج الحبيب صلى الله عليه وسلم كي أحظى برضا ربي عز وجل ..

وعلى الله توكلت..

 

  

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3154

 تاريخ النشر: 30/08/2010

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 3660

: - عدد زوار اليوم

7492389

: - عدد الزوار الكلي
[ 122 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan