زيارةٌ إلى المقبرة...
بقلم : جعفر عبد الله الوردي
أَتيـتُ المقابـرَ يـومًـا أزورُ رَأيت العِبـادَ تَعيـشُ القُبـورْ
أَلا أينَ دَارًا حَوتكُـم وقَصـرًا وأينَ الدَّراهمَ؟، أيـنَ المُهـورْ ؟
مَشيتُ لأَنظرَ أيـنَ الأَكابِـر، وأينَ مقَـامُ الـغنيِّ الكبيـر
فَرُحتُ أُفتِّـشُ عنـهُ طَويـلاً، فِقيلَ: لِمـاذا نَـراك تَـدور ؟
فقلتُ: سلامًا، فإِنـي سَمعـتُ بأنَّ الـغنيَّ أتاكُـم يَـزور !
ولسـتُ أَراهُ، أَجـاءَ يَـزور؟ فقيلَ: الغنيُّ هنَـا مِـن شُهـور
فَأينَ الحشودُ؟! وَأينَ البِسـاط؟! وأينَ الخَنادقَ حولَ القُصُـور؟!
فقيلَ -بِضِحكٍ-: أتَانَا وحيـدًا، ولُفَّ بِشَاشٍ، ووَارَى الصُّخـور
فقلتُ: لِماذَا؟، أَليـسَ البُنـوكُ لَـهُ طَيِّعـاتٌ بِمـالٍ وَفِـيـر
فقيـلَ: أَلا إنَّ هـذَا قَـديـمٌ، وليـسَ بِحـوزةِ هَـذا فُطُـور
أجَعفـرُ تَسـألُ عنـهُ وإنَّــا نَراهُ يُحاسَبُ طُـولَ الدُّهـور
فمَا قد أتـاهُ، ومَـا رَاحَ منـهُ، ومَا فِي يديهِ، ومَا فِي الظُّهـور
فكلُّ أولئـكَ فِلسًـا وفِلسًـا، تُـدوَّنُ عنـدَ الإِلـه القَديـر
فقلـتُ: وإنَّـا طِـوالَ الحَيـاةِ نُريـدُ زِيـادةَ دَارِ الـمُـرور !
فمَا في يديكُم وبـالٌ عَليكُـم سِوى ذِكرِ رَبي، وفِعـلٍ بَريـر
* * * * *
رأيتُ قُبورًا عَلى مَـدِّ عَينِـي، فمنهَا كَبيـرٌ، ومنهـا صَغيـر
رأيتُ شَريفًا بِجنـبِ العَبيـدِ، وثَانِـي غَنـيٌّ بِجنـبِ الفَقِيـر
وقَبْلَ الممـاتِ تَراهُـم بِعَـادًا، وكـلُّ المجَالـسِ مِنهـم نُفُـور
فمَالِي أَراهُم هُنا فِـي جِـوارٍ! أَسهوًا أقَامُوا ؟ - فَأينَ الغُرُور ؟-
أمِ القَبرُ يَطوي نُفوسًـا كَبيـرة، ويَجلي التَّكبرَ فِي ذِي الأُمُـور؟!
كأنِّـي بِهـذا الفقيـرِ يقـولُ: أَلا يَـا غَنـيُّ أراكَ حُـضُـور
ضَننتُ بِأنِّـي وحيـدًا سـآوي إِلى حفرةِ القَبر ثُـمَّ النُّشـور !
تُرانَا تُركنَـا وحيـدًا هُنـا ؟، أَعندكَ شَخصٌ يُجيـبُ نُكِيـر؟
فهـلَّا شريـتَ بِمالِـكَ فِعـلاً يُجيبُ لِـربٍ العبـادِ الخَبيـر
وقـالَ الغنـيُّ: أفقـركَ هَـذَا رَمَاك بِـدارٍ مَلاهَـا السُّـرور؟
فكـلٌّ أتَـى اللهَ فِـي فِعلِـهِ، وكلٌّ سَيُجزَى، ورَبِـي بَصيـر
فليتَكَ، لَيتِي، فَعلنَـا صَلاحًـا، وَلَيتَ العِبـادَ أطَاعُـوا النَّذِيـر
التعليقات:
1 |
|
|
مرات
القراءة:
3119 |
|
|
تاريخ
النشر: 16/09/2010 |
|
|
|
|
|
|