::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

سحر من فيض الإسلام...

بقلم : نور السرايجي  

 

 
تهتف دقّات القلب بكلِّ ما أوتيت من قوَّة؛ لتعبِّر أنَّ هناك تداخلاً رهيباً قد اختلج الوجدان، وحرَّك الإحساس...
قد جاب الأصقاع فما وجد من نفسه إلا طوعَ بنان الإنسان...
بل قد أصبح طاقة من طاقات الأجساد التي اتَّحدت مع الأرواح ؛ لتؤلِّف نسيجاً محكماً متجانساً برّاقاً يحملُ في طيَّاته كلاماً لا كالكلام، بل يرمّم ما اختلَّ بنيانه، ويضيف لمعاناً لما قد بهت لونه، يكسي القوالب حلّة بعد حلّة قد عرجت لتقول:
 إنّها قد باهت الجمال كلّه بحسنها، وقد حاكتِ الأسرار بماتخبِّئه في جعبتها.....
وقد جابت الأنحاء لتنشرَ بعضاً من عبقها.......
ويكأنّه تداخلٌ مختلفٌ عن غيره من التّداخلات.....
إنّه تداخل القلوب بالقلوب
والروح بالرّوح
والخيال بالخيال
إنّه إبحار في عالم من الأفكار ليس له نهاية
إنّه غوص في أعماق من المشاعر ليس له بداية
إنّه اختراق لأرقام وحروف وسطور
إنّه تداخلٌ لشخص قد شغفه هذا النّوع من التّداخل
إنه اختراق لروح قد هدأت فارتاحت
إنه تجاوز لشخصية قد ضاقت ذرعاً به بقية الشخصيات فما وجدت من نفسها إلا أسيرة لهذا النوع من التداخل ترى ما هو؟؟؟
هو تداخل الراحة التي تلامس المحسوس فالمأنوس..
إنه تداخل الاستسلام التامّ والذي يبعث على السّلام ذاك الذي فيه ما فيه من عناصر الأمان........
إنه مزيج من حالة غيبيّة قد كمن سرّها في قدرة إلهيّة قد مالت و أقسمت إلى أن تحقّق ما يسمّى بمحبّة أخويّة تربطها علاقة ربّانيّة، وتجسّدها أخلاق إسلاميّة ، تبلورها آية قرآنيّة أن ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلا المتّقين ))
تقوِّمها كلمات نبويّة أن أحبب حبيبك............ يجمع شملها رقائق قلبية مفادها أنَّ الأرواح جنود مجنّدة ما تآلف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.....
فيالَهناء من استطاع أن يصلَ إلى الأوج وذلك بعد أن ينهج نهج الخطوط المستقيمة، ولا يحيد عنها إلى طرق دائرية تُفضي به إلى ممرَّات التوائيّة أعاذنا الله و إياكم منها..
ويالَروعة من استطاع أن يرتوي من ماء تلك المحبَّة العطريّة، التي تحوّل الأسود أبيض، والضيّق واسعاً، والقبيح جميلاً....
يالَجمال وبهاء ذاك الرّكون الذي تحققه من جرّاء مسيرك و التزامك بالمنهج القويم...
عندها ستحقق ما يسمّى بسعادة الدارين ، أكرمنا الله و إياكم بها...