::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مقالات متنوعة

 

 

من أجل وفاق العلم والإيمان..

بقلم : الدكتور محمد حبش  

 

 
 وردنا هذا المقال من الدكتور محمد حبش توضيحاً لما جاء في مقال الأستاذ علاء الدين آل رشي المنشور على صفحات موقعنا بعنوان
((رداً على الشيخ محمد حبش والطبيب أحمد خيري العمري))
و ننشره من باب الحرص على حرية الرأي
إدارة التحرير في موقع رسالتي.نت
  
من أجل وفاق العلم والإيمان
 قرأت المقال المعنون: لا خداع ولا مواربة على مرافئ الفكرة، وفي الحقيقة فقد كان العنوان استفزازياً وغير مبرر، فليس لدي فيما أعتقد أي نية لخداع أحد أو مواربة في النقد، ولو كنت أتقن هذه المواربات والمصانعات لارتحت من معظم خصوماتي، وعلى هذا الأساس كتبت بالاسم والصفة اسم الدكتور البوطي الذي توجه النقد إليه، مع الاحترام الشخصي له وقلت ما نصه: (وبأمانة فأنا لم ألاحظ هذا الأسلوب من قبل لدى الشيخ البوطي، ولم أقرأ له في الماضي موقفاً يبنيه على حلم من الأحلام، وهو رجل تعود أن يخوض منازلاته الفكرية مع خصومه بمنهج علمي محكم، وليس بعجائب المشاهدات)..
فمن أين يأتي الخداع أو المواربة؟ إنها مكاشفة صريحة وجريئة بامتياز وليس فيها أي التفاف.
ويؤلمني أن معظم الذين ردوا على المقال لم يقرؤوه أصلاً وإنما شغلوا بالإثارة التي افتعلتموها حين صورتم المسألة صراعاً بين شيخين، وليس تعاوناً على مواجهة شكوك إلحادية يقذفها محترفون يستغلون أخطاءنا.
وأما سؤالك: ومن مسَّ الإيمان حتى تدافع عنه؟  فالجواب واضح في مقدمة المقال وهو أكثر من عشرين مقالاً إلحادياً كتبها علمانيون لا يؤمنون بالأديان، ولست راغباً هنا بالدعاية لهذه المقالات وتسمية أصحابها الذين استنفروا بعد تصريحات الشيخ ليستهزؤوا بالله ورسوله وكتابه، وكان الرد على هؤلاء هو هدف المقال وقد آتى المقال غايته وأكله تماماً، وأظهرت في المقال رحمة الله تعالى للعالم وأنه الرحمن الذي يشمل برحمته المؤمن والكافر والفاجر والطاهر، يطعمهم ويسقيهم ويغذوهم ويطلع شمسه على الأبرار والأشرار، ولو عامل الناس بذنوبهم ما سقى كافراً شربة ماء، ولكنه عفو كريم، وهذا كله من مسلمات الإيمان، وهو خطاب القرآن للوثنيين المشركين: قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين،  وقد أوردته في مقالي مختتماً بقول الله تعالى: قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين؟
وتقول أليس من حق المرء أن يروي أحلامه للناس، وهي أحلام لا تلزم أحداً، والمشكلة أن هذه الأحلام نقلت في الإذاعة وسمعها المؤمن والملحد، ورواها المحب والكاره، وبالمقابل نفسه أليس من حق نائب في البرلمان انتخبه الناس ليدافع عن الإيمان أن يدافع في وجه خصوم الإيمان الذين يستهزؤون بالله؟ وما الغريب في هذا؟
وأقول بأمانة لم أجد الإيمان في محنة أقسى من هذه المحنة فقد دُعي الناس للإيمان بما يتناقض تناقضاً حاداً وتاماً مع العقل والملاحظة والتجربة، وقيل للناس كذبوا عقولكم ومشاهداتكم وصدقونا، مع أن الناس يشاهدون أن باريس وكان ونيس وأتلانتا من أكثر بلاد الله خصباً وخيراً وأن مكة المكرمة والمدينة المنورة من أشدها قحطاً وجدباً.
ومع ذلك فنحن نؤمن بأن الله هو الرزاق ونسأله غياثه ورحمته، لكن ليس من حقنا أن نجزم بعطائه من أجل فلان أو نجزم بمنعه بسبب فلان.
 
وتقول (لماذا ظهر هنا دفاعك عن الإيمان وغاب في مساحات أخرى) والسؤال هنا محير، ولا أعتقد أنه يمكن الرد عليه إلا بشيء من الرياء أسأل الله أن لا يحبط به عملي، فقد عرف لي السوريون عدداً من المواقف قمت فيها بواجب الحق والإيمان، وأعد منها وقف الإعلان عن الفحشاء الذي ضرب أطنابه في الجرائد الإعلانية السورية، وكان ماضياً ليدمر المجتمع كله، ويعلم السوريون بحمد الله أن الله أقدرني على وقف هذا الكيد عبر حملة ضارية  قمت بها في مجلس الشعب، ولقيت بسببها عناء كبيراً أحتسبه عند الله، ويعلم السوريون بحمد الله أنني الوحيد الذي رفع صوته بالمطالبة بإقامة الصلاة ومنع التجديف في الدين في الجيش، في أماكن ومواقع لم يسبقني إليها أحد، ويعلم السوريون أنني بحمد الله قمت بحملة شديدة وخطيرة في مجلس الشعب لمواجهة (السياحة النوَرية) التي تعتمد إثارة الغرائز وترويج الفحشاء، وقد نجحت جزئياً في ذلك ولدي كتاب وزير الداخلية الذي وجهه إلي عن طريق رئاسة المجلس بالاستجابة بإغلاق 63 مركزاً منها ومتابعة غيرها، وهذا جهد المقل وهو ما أقدر عليه، وأحمد الله تعالى على ذلك كله، ولعلك تتابع اليوم موقفنا في رفض دخول القمار إلى البلد وهو موقف يحتاج إلى تأييد الصالحين حتى نتمكن من تحقيقه، وأما القبيسات فأنا أزعم أنني الوحيد الذي توليت الدفاع عنهن في وسائل الإعلام العالمية، بالتنبيه إلى الدور الايجابي الذي يقمن به في الحفاظ على الروح الإيمانية والعفاف والفضيلة، ولا يعني ذلك بالطبع إقرار أخطائهن وتبريرها، بل إن الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وهو مما يشرفني وهو جزء من مهمتي وواجبي في الدفاع عن الناس.
وإذ أذكر ذلك فأنا مجرد فرد واحد أبذل جهدي وليس لدي وظيفة حكومية ولا مؤسسات ولا عقارات ولا موظفين، وأعمل بقول الله تعالى: ((لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت))
ولم أكن مضطراً لرواية شيء من ذلك لولا الحرج الذي دفعتموني إليه، فقد كان آخر همي من ذلك أن أرويه للناس على صفحات الجرائد.
وأما المسلسل الذي تذكرون أنه سبب انقطاع الغيث فأنا لا أوافق أبداً على ذلك، فهو نقد بناء، لا بد منه، فنحن بين بلاد مشتعلة بالإرهاب، ونختبئ خلف أصابعنا إذا قلنا إن الإرهاب ليس له أسباب ثقافية واجتماعية، إننا مدعوون يا أخي إسلامياً لمكافحة الإرهاب والتكفير الديني، وربما كان هذا المسلسل أنفع في ذلك من عشرات الخطب والدروس، خاصة إذا تعاونت الدراما مع رجال الدين، والدراما يا أخي تصل إلى حيث لا يصل خطاب المسجد وخطاب المعهد الديني، وهي تلامس الناس الذين يتصل بهم تماماً هذا الشأن.
وأما نقد المسلسل للسلوك المنحرف الذي يظهر على بعض المتدينات فإنني أعتقد أن هذا السلوك محل اعتراض شديد من كل العقلاء وأنت منهم ولا ترضى أبداً بأن يكون في الدعاة إلى الله تعالى من يمارس هذه الأخطاء التي كشفها هذا المسلسل.
وختاماً فإنني أستغرب هذا الانفعال ضد نقد بناء طافح بالاحترام لأحد علماء الشريعة، وكنت أتمنى أن ننبري جميعاً للرد على الملاحدة والمشككين بالأديان الذين استنفروا نفرة رجل واحد يهاجمون الإيمان في أعقاب هذه التصريحات التي كانت خاطئة بكل المقاييس.
على أن انفعالكم ليس إلا شيئاً يسيراً مما سمعناه من مواقع أخرى من التكفير الصريح والحكم بالزندقة لمجرد مخالفة شيخ من المشايخ يخطئ ويصيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.
 لقد جاء الإسلام في المقام الأول من وجهة نظري لتعزيز عقيدة التوحيد ومقتضاها في المقام الأول رفض العصمة في حق أحد، وفي إشارة واضحة وجريئة يشير الرسول الأكرم إلى تراجعه عن موقفه في عدد من المسائل التي كان يوقن فيها غاية اليقين وحلف عليها الأيمان الصادقات بالله تعالى ثم بدا له بعد ذلك أنها لم تكن صواباً وهو ما نص عليه  الرسول الأعظم عليه صلوات الله عليه بقوله: "إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين ثم أجد غيرها خيراً منها إلا فعلت الذي هو خير وكفرت عن يميني"..
 

 التعليقات: 2

 مرات القراءة: 4084

 تاريخ النشر: 13/01/2011

2011-01-13

عبد الرحمن زبيبي

أنا برأيي الدكتور خيري العمري والدكتور محمد حبش لهم مجالات كثيرة في الدعوة إلى الله تعالى، وأنا أريد أن أسأل الدكتور محمد حبش ماذا عن رواتب المشايخ والعلماء وأرباب الشعائر الدينية وهل هناك أمل ليتساووا مع سائر البشر في الحقوق الرواتب والمعاشات

 
2011-01-13

رضوان البردان

شكرا للدكتور محمد حبش ، ونحن بالفعل نتابع ما يقوم به الدكتور محمد حبش في مجلس الشعب به وندعو له وإن كنا لا نتفق معه في بعض الآراء ولكننا نحترمه كما نحترم كل من يعمل بإخلاص لهذا الدين ولهذا الوطن ، وشكر للموقع الذي نشر الآراء كلها

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 168

: - عدد زوار اليوم

7446113

: - عدد الزوار الكلي
[ 49 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan