::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> ضيف وحوار

 

 

حوار مع الشيخ "محمد خير الطرشان" من موقع "الهندي" (2)

بقلم : أسرة الموقع  

 

عند الشيخ "محمد خير الطرشان" ينقسم الكأس نصفين، تماماً كما عند الغير، لكنه لا ينظر إلى الجزء الممتلئ فحسب مهملاً الجزء الفارغ، إنما يلتفت بتفاؤل دائم إلى ذاك النصف على أنه سيمتلئ قريباً بإذن الله، ليصبح الكأس مترعاً بمياه الخير، والأمل، والمستقبل المشرق.

فلْنعملْ معاً على إتمام ملئه بالماء العذب الفرات، مُديمين بذلك خيرية الأمة.

ولْنتعلمِ التفاؤل من أستاذ التفاؤل من خلال ما تبقّى من هذا الحوار.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

^ هل الأمة الإسلامية تعيش حالة ضياع؟ ما الأسباب؟

الأستاذ نائل: نعود إلى صلب موضوعنا: ما هي عن الأسباب الكامنة وراء ضياع أمتنا الإسلامية في زماننا هذا؟

 أ- الأمة الإسلامية ليست ضائعة، إنما تعاني أزمةً في الوعي:

الأستاذ محمد خير: الواقع أنا لي تحفّظ على هذا السؤال بهذه الصورة التعميمية، فأنا لا أوافق على أن الأمة الإسلامية كلها تعيش في حالة ضياع. لا شك أن بعضاً من الشباب ربما انصرف انصرافه عن دينه، أو عن الالتزام بشريعة الله سبحانه وتعالى، وأعتقد أن هذا الانصراف جزئي، ومرحلي. لا شك أن كل من يحمل في قلبه وجوانحه الإيمانَ بالله سبحانه وتعالى، فذلك عبارة عن الفطرة التي فطر اللهُ الناسَ عليها، فكلنا مفطورون على الإيمان بالله، وعلى توحيد الخالق سبحانه وتعالى. كل من يحمل هذا الإيمان في قلبه لا بد أنه سيقع في خطأ، أو سينحرف، أو ربما سيواجه في حياته شيئاً من التيارات التي تجذبه ذات اليمين وذات الشمال. أعتبر أن هذا الشيء مرحلة، لكنني أنظر إلى الأمة بتفاؤل، وأنظر إلى واقع المسلمين على أن هناك صحوة إسلامية - إن شاء الله تعالى - تنطلق بين الحين والآخر لتَعُمَّ جزءاً من هذا العالم. أما الشيء الذي تريد الإشارة إليه هو أن هناك ابتعاداً عن منهج الله - سبحانه وتعالى - عند بعض المسلمين، وأركّز على هذه الجزئية: عند بعض المسلمين، وليس كلهم؛ لأن التعميم مشكلة، فنحن لا نزال - بفضل الله تعالى - أجواءً من التدين، والالتزام بالشرع، والحفاظ على سنة الله سبحانه وتعالى، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.

أما القسم غير الممتلئ من الكأس، فأنظر إليه على أنه قد ابتعد قليلاً عن شرع الله - سبحانه وتعالى - لأسباب: أهم هذه الأسباب أن الأمة اليوم - في مجملها - تعاني من أزمة في الوعي، ليس هناك أزمة في العلم، فالحمد لله المدارس الشرعية موجودة، والجامعات موجودة، كليات الشريعة موجودة، التعليم الديني له حظوة ومكانة، ومنتشر بفضل الله تعالى، فالمساجد مفتوحة، ودروس العلم قائمة... فليس هناك مشكلة في أزمة التعليم، إنما المشكلة في أزمة الوعي عند كثير من شباب المسلمين، والمتّبعين لهذا الدين الحنيف. هذه الأزمة تشكلت عبر تراكم من السنين، وتراكم من المشكلات المتتابعة. من أهم العوامل التي أدت إلى هذه الأزمة هو:

 ب- ما هي العوامل التي أدت إلى هذه الأزمة؟

1- تهميش الثقافة الإسلامية:

ثقافتنا الإسلامية مرت بمرحلة من المراحل مورس عليها شيء من التهميش، والتغييب، ووضع الحدود والعقبات في وجهها، هذا الشيء ربما أدى إلى تراجع بعض هؤلاء الشباب عن متابعة ثقافتهم الشرعية، والدينية.

2- طبيعة العصر الذي تعيشه الأمة:

فنحن نعيش عصر العولمة، عصراً أصبح فيه العالم كله قرية صغيرة، عصراً انتشرت فيه الأطباق الفضائية، عصراً تمّ فيه غزو السماء، وغزو الأرض، فلذلك تأثر كثير من شبابنا بالقنوات الفضائية، وبالإعلام الفاسد، وبالفيديو كليب، وبهذه الأشياء التي بدأت تسحب البساط من تحت شبابنا المسلم، وفتياتنا المسلمات، لذلك أنا أعتبر أن هؤلاء في النهاية عائدون - إن شاء الله - إلى هذا الدين، عائدون إلى هذه الشريعة المحمدية، عائدون إلى الأصالة الإسلامية التي عُرف بها أهل هذا البلد، وغيره من البلاد الإسلامية بفضل الله تبارك وتعالى.

^ الحلول التي يمكن اتّباعها لإعادة تقدم الأمة:

الأستاذ نائل: فضيلةَ الشيخ! أود أن أسألك عن العقاقير التي يمكن تناولها للتداوي من هذه الأمراض. هلا أفضتم علينا لو سمحتم.

الأستاذ محمد خير: هناك كثير من السبل التي تجعل المسلم أكثر التزاماً بدينه، وأكثر انتماءً إليه، وأبرز هذه السبل:

 أ- دعم المدارس التعليمية الدينية بالنّجباء من الأبناء:

علينا أن ندعم هذه المدارس بأن نغذيها بأبنائنا، أي أن نختار الأكْفاء، والأذكياء منهم، فنقدمهم إلى هذه المدارس. في مرحلة ما ساد فهم خاطئ لدى الكثير من الناس: الفاشل في الدراسة، والذي لم يحصل على مجموع جيد في الشهادة الثانوية يرسله أهله إلى المعاهد الشرعية. هذا الفهم فاسد وخاطئ، فعلى العكس تماماً: إذا أردنا أن نساهم في الخروج من هذه الأزمة، فعلينا أن نختار الأذكياء، والأصحّاء، والأكفاء من أبنائنا، وشبابنا، وبناتنا، فندفعهم إلى المدارس التي تعلّم الشريعة، نسعى إلى أن يحفظوا كتاب الله - سبحانه وتعالى - منذ الصغر؛ حتى تتنوّر قلوبهم، وحتى نربط بينهم وبين الدين بشكل صحيح، ثم يكونون منتجين إنتاجاً كبيراً في المستقبل إن شاء الله تعالى، بما أوتوا من ذكاء، وقدرات فائقة على التعلم ومتابعة الدراسة، إلى أن يتحولوا إلى دعاة حقيقيين، ليس لهم هدف وغاية إلا نصرة هذا الدين الحنيف.

من الناس من يخطئ، فيتصور أن المدارس الشرعية ينبغي أن توصله إلى المناصب والجاه، وأن تمنحه العطاءات المالية، وغير ذلك... لا! الإمام الشافعي - رضي الله عنه - له مقولة مشهورة في هذا الجانب يقول فيها: "من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم". فالذي يريد أن يسلك طريق العلوم الشرعية عليه أن ينسى الدنيا، وما يقف عقبة في وجهه من هذا الباب، وأن يتهيأ لتلقّي العلوم الشرعية، ويترك قضية الأرزاق والمستقبل بيد الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله - تعالى - تكفّل لطالب العلم برزقه رضا بما يصنع. هذا أول الحلول، أن نسهل عملية التواصل فيما بيننا وبين إخوتنا وأبنائنا؛ لكي يصلوا إلى المعاهد الشرعية، والمدارس الإسلامية بشكل سهل.

 ب- ربط الشباب بالمساجد:

علينا أن نحرص قدر الإمكان على أن نربط شبابنا بالمساجد، فالمسجد في الأصل هو جامعة، وهو عبارة عن ملتقى، ومنتدى يجتمع فيه المسلمون، صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً؛ ليزدادوا علماً، وثقافة، وانتماء إلى هذا الدين العظيم.

فمنذ أن تخلينا عن المساجد، وتفعيل دورها، وأن يكون لها المساحة الكبرى من اهتمامنا، بدأ تراجع كثير من الشباب عن الانتماء الصحيح إلى هذا الدين.

 جـ- المساهمة في بناء الإسلام ونشره محافظةً على خيرية الأمة:

وهذه مسألة مهمة جداً جداً! علينا أن نعرف من نحن، أن نعرف ما شأننا، ما قيمتنا. فحينما يعرف المسلم نفسه، ويقيّم ذاته، وأنه اختاره الله - سبحانه وتعالى - في خير أمة أُخرجت للناس، عندها سيحرص كثيراً على ألا يضيّع هذه الخيرية. مفهوم الخيرية أن أعيش لها، وأساعد، وأساهم في بناء هذا المشروع الكبير، المشروع الإسلامي، الحضاري، الذي نقله إلينا الصحابة رضي الله عنهم، بذلوا دماءهم، وأرواحهم، وأموالهم، هاجروا من مكة إلى المدينة، وانطلقوا من المدينة إلى الشام، ومن الشام إلى بغداد، ومن بغداد إلى مصر، ومن مصر إلى أفريقيا، تفرقوا في العالم، فوصل الإسلام إلى الشرق والغرب. هذه الخيرية علينا أن ندركها تماماً، وأن نحافظ عليها.

إذاً.. أولاً: العلم، ثانياً: تفعيل دور المسجد، ثالثاً: الحفاظ على خيرية الأمة. هذه الأمور الثلاثة - مترابطةً مع بعضها - يمكن أن تشكل لدينا مناعة، فنحن أحوج ما نكون إلى ثقافة المناعة، أن نجعل لأنفسنا، ولمجتمعنا الإسلامي؛ حتى يصعب اختراقه لذلك قال بعض المفكرين: "ثقافة المناعة خيرٌ من ثقافة المنع". أضرب مثالاً التربية: فبدلاً من أن تربي ابنك على أن هذا الشيء ممنوع أن تفعله، ربِّه على ألا يقترب أصلاً من هذا الشيء، بحيث تجعل له حصناً ومناعة داخلية تبعده عن الوقوع في هذه الأشياء المحظورة.

هذا اختصار شديد كعلاج، وحلول للخروج من هذه الأزمة التي يعاني منها بعض إخواننا، وأخواتنا، وشبابنا.

^ النصر قادم بإذن الله لا محالة:

الأستاذ نائل: فضيلة الشيخ! أود أن أسألكم عن الأنوار التي لاحت في الأفق، وهي أنوار وعدَنا بها ربُّنا عز وجل بغلبة هذا الدين، ونصرة جنده، فهلا أفضتم علينا بشيء من تلك الأنوار؛ كي نحيي نفوسنا بالنصر القادم لا محالة.

الأستاذ محمد خير: في الواقع أنا أتفاءل دائماً، وأنظر إلى مستقبل الأمة الإسلامية بخير إن شاء الله، حينما أقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم، عندما اختار سيدنا معاذ بن جبل، وأبا موسى الأشعري لكي يكونا داعيين في اليمن قال لهما في خطاب التكليف بمصطلح الحديث: "بشّرا ولا تنفّرا، ويسّرا ولا تعسّرا" مسند البزار. هذا الخطاب يعكس مدى حب النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذه الأمة، ولأتباعه، ولمن سيأتي من بعده، فخطاب التبشير أنا أعوّل عليه كثيراً، والله - سبحانه وتعالى - يقول:[]ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ...[] سورة النحل (125). الخطاب الإسلامي الذي يوصف اليوم بأنه يحتاج إلى تجديد، ويحتاج إلى تطوير، ويحتاج، ويحتاج... حقيقة خطابنا الديني في الأصل مطوّر، خطابنا الديني مُوافق، ومتابع، ومساير للأحداث كلها، من قال إن الخطاب الإسلامي يعيش في وادٍ، والناس يعيشون في وادٍ آخر؟! في كل تاريخنا الإسلامي المجيد نقرأ، ونلمس كيف كان الخطاب الديني متماشياً مع الواقع تماماً. على سبيل المثال: حينما وقع سبعون شهيداً من المسلمين في غزة بدر، بعد أن دفنهم النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى عليهم توجه إلى قتلى المشركين، فخاطبهم بمقولته المشهورة: "هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً". مسند أحمد. هنا أنظر إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو القدوة ماذا فعل بأجسادهم؟ هل أحرقها، هل تركها تأكلها السباع، والحشرات والآكلة؟ لا. بل أمر بدفنها إكراماً للإنسان. الله - سبحانه وتعالى - يقول:[]وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ...[] سورة الإسراء (70). هذا الإنسان حتى لو كان على غير الإيمان فهو إنسان. نلاحظ أن هذا النص الذي ذكرته من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعله لا يزال يعيش داخل المسلمين، ومخيّلاتهم، ومواقفهم، وحالاتهم إلى قيام الساعة، يُجِلُّ الإنسان ويكرمه، ويحترمه، كائناً من كان. إذاً.. نلحظ في هذا الشيء أن خطابنا الديني مجدّد، ومساير دائماً للعصر، ويمشي معه بحيث يدعو إلى تكريم بني آدم، وتكريم الإنسان، وإجلاله، وإعطائه حقَّه. حينما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجلس مع بعض أصحابه، فمرت جنازة، فقام إليها صلى الله عليه وسلم، فقالوا له: يا رسول الله! إنها جنازة يهودي. قال: "أوليست نفساً؟". إذاً هذا المنهج أسّس لعقلية جديدة لدى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لإعلاء كرامة الإنسان ومكانته، وأن يُخاطب على أنه - في المستقبل - قد يكون مؤمناً، ومسلماً، لا بالإكراه، فلا إكراه في الدين، وإنما بهذا الأسلوب الذي يقرّب البعيد، ويُدني القريب.

أنا أتفاءل أن يكون المستقبل للإسلام إن شاء الله، هناك صحوة إسلامية تأتي من الشرق، وتأتي من الغرب، نسمع عن بنات وضعن الحجاب، نسمع عن شباب التزموا بالدين، نسمع عن غير المؤمنين قد دخلوا في الإسلام، نسمع، ونسمع، ونسمع... بل ونقرأ الكثير، ونشاهد الكثير، على عكس ما يُصوَّر لنا على أن هناك حالة ضبابية تلفّ الأفق في المجتمع الإسلامي، أو على أن هناك انسحاباً من هذا الدين، وبعداً عنه. لا. علينا أن نسوّق هذه المعاني، وأن ننقلها إلى شبابنا وبناتنا؛ لأننا حينما نقرأ التفاؤل في وجوههم، فإن هذا سينعكس على الجميع إن شاء الله تعالى. وأنا أنظر إلى مستقبل الإسلام بتفاؤل كبير إن شاء الله تعالى وعلى أن نبوءات سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي نبوءات صحيحة في الماضي، والحاضر، والمستقبل.

^ تفاؤل الشيخ الطرشان بمستقبل الأمة الإسلامية:

أُنهي هذا الحديث بكلمات، فأقول لمن يجد في نفسه شيئاً من البعد، ولمن يستغرب ويقول: "أنت تتكلم عن الصحوة الإسلامية، وعن إقبال الناس على هذا الدين!". أقول لمن يستنكر هذا الكلام: نعم. هذا واقع، وحاوِلْ أن تكتشف هذا الشيء بنفسك، فالإنسان الذي يرتكب معصية - ونحن لسنا معصومين عن الخطأ - فيأكل حراماً، أو يغشّ، أو يرتشي... سَلْ هذا الإنسان بعد أن ينتهي من ارتكابه لهذه المعصية: كيف تجد نفسك؟ هل تشعر بطمأنينة؟ هل تشعر بارتياح؟ هل تشعر بأنك مرتاحٌ إذا خلوت إلى فراشك؟ يقول لك: لا. فقل له عندئذ: "هذا من علامات الفطرة، ومن علامات الإيمان الذي يكمن في قلبك، وفي نفسك، وفي داخلك". فطالما أنه يحاسب نفسه فاستبشِرْ، واطمئنّ إلى أن ساعة اليقظة، وجرس الإنذار سيدق يوماً ما - إن شاء الله - يعلن عودةَ هذا الإنسان عما وقع فيه، وإقبالَه على الله سبحانه وتعالى. يقول بعض الصالحين: "أقبِلْ إلى الله يُقبِلْ عليك". وما نقرأ اليوم من بعض المشكلات التي تعترض شبابنا؛ كالأمراض النفسية، والأمراض العضوية، وحالات الاكتئاب... هذا كله لا أعدُّه مؤثراً، وإنما هو حالة تعترض سبيل المجتمع الإسلامي كأي مجتمع من المجتمعات الأخرى، لكن إذا ما قسنا المجتمع الإسلامي بالمجتمع الغربي، فسنجد أننا بخير كبير. هناك مسألة بسيطة جداً تتعلق بقضية المقارنة بين المجتمعات: نحن حينما نقارن أنفسنا - كمجتمع إسلامي - بالمجتمع الغربي نجد أننا نحن المجتمع المستهلك، وهم المجتمع المنتج، فعلى مستوى التقدم العلمي والتكنولوجي - مثلاً - هم في القمة ونحن في البداية، هذا الشيء نسلّم به، وهو واقع، لكن على مستوى الأسرة حينما تقارن الأسرة الإسلامية بالأسرة غير الإسلامية، بين المجتمع الإسلامي والمجتمع غير الإسلامي، تجد أن المجتمع الإسلامي لا يزال يحافظ على قداسته، وطهارته، ونظافته الداخلية والخارجية. وحينما تنظر إلى المجتمعات الأخرى - وكنا نتكلم قبل قليل عن مشكلة الأمراض النفسية، والانتحار والمخدرات، والمسكرات، وغير ذلك... - فمجتمعنا الإسلامي يعدّ نظيفاً بالقياس إلى هذه المجتمعات. قارن إحصائية تقول: في عام 1992 كان مجموع حالات الانتحار في أمريكة (31 ألف) حالة. بمعنى أنه في كل ربع ساعة شخص أمريكي يقتل نفسه، هذا في عام 1992. والآن ونحن في 2007 كم تطورت هذه النسبة وارتقت؟؟ إذاً مجتمعنا - ولله الحمد - فيه الخير الكبير إلى قيام الساعة إن شاء الله تعالى، وما يطرأ عليه من بعض المشكلات التي تحدث هنا، وهناك، اليوم، وأمس، وغداً... هي مشكلات طفيفة، لها حلول، ولها علاج إن شاء الله تعالى، ونستطيع - بانتمائنا إلى هذا الدين العظيم - أن نعيش في حالة من الأمن، والطمأنينة، والسكينة، والسعادة مدى العمر إن شاء الله تعالى.

واليوم كثير من المفكرين والكتّاب يتحدثون عن الأمن الغذائي، وعن الأمن الصحي، وعن الأمن الاقتصادي، لكن لا نسمع من يتحدث عن الأمن النفسي، هذا الأمن النفسي الذي يعيشه المجتمع الإسلامي لا يعيشه مجتمع آخر. أليس النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أصبح آمناً في سربه، مُعافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزَت له الدنيا بحذافيرها" رواه الترمذي. حالة الأمن النفسي التي يعيشها المسلمون في مجتمعاتهم لا تُقارن بمجتمع آخر.

من هنا أقول: أنا متفائل، ولست متشائماً، وأتوقع لهذه الأمة مستقبلاً يَصلُح لأن يُباهيَ به - النبي صلى الله عليه وسلم - ويُفاخر يوم القيامة إن شاء الله تعالى.

الأستاذ نائل: لا يسعنا في الختام إلا أن نشكر فضيلة الشيخ "محمد خير الطرشان" على كلماته التي غذّت قلوبنا، وعقولنا.

أشكركم إخوتي وأخواتي.. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

* * *

لتحميل المقابلة صوتاً اضغط هنا

القسم الأول من الحوار اضغط هنا


 التعليقات: 4

 مرات القراءة: 3902

 تاريخ النشر: 20/07/2009

2009-07-27

بنان الحرش

السلام عليكم..بارك الله بكم على هذا اللقاء المثمر بإذن الله ، نقطتان استحوذتا على تفكيري في هذا اللقاء ، الأولى : "دعم المدارس التعليمية الدينية بالنّجباء من الأبناء"،وهذا فعلاً ما نحن بحاجة إليه، والنقطة الثانية هي ما أشار إليه أستاذنا الفاضل بقوله: "ثقافة المناعة خيرٌ من ثقافة المنع" قاعدة ذهبية ينبغي على كل أسرة أن تجعلها دستوراً في تربية أبنائها ، لأنها تحيي في النفوس مراقبة الله فتتولد الخشية والخوف منه تعالى قبل الخشية من الناس { فلا تخشوا الناس واخشون}.وأخيراً جزى الله شيخنا الفاضل عنا كل خير ونفعنا بعلمه، وجزى الله خيراً كل من كان سبب في هذا اللقاء والسلام.

 
2009-07-23

زينا

..........أهم شيئ (بإذن الله)

 
2009-07-23

زينا

شكرًا للتأكيد على ما نشعر و نفكر به قبل قوله.......لكن سنقوله بعد التأكد منه....

 
2009-07-21

آلاء الخطيب

بارك الله لنا فيك أستاذنا الفاضل ... لقد أصاب حضرة الأستاذ نائل في لقبه الذي أطلقه على أستاذنا الذي مارأيناه في حال من الأحوال إلا متفائلاً يمدنا بتفاؤله وثقته ويزيد من ثباتنا وهمتنا بهذا التفاؤل الذي نحن بأشد الحاجة إليه ... بارك الله فيكم وسنبقى نسير على نهج التفاؤل الذي تعلمناه منكم في كافة منعطفات الحياة ومحنها ومنحها حتى نصل برسالتنا ونجتاز الصعاب بهمتنا وثقتنا بالله عزوجل....

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 2052

: - عدد زوار اليوم

7406671

: - عدد الزوار الكلي
[ 61 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan