::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

كيف تنتقي برامج الأطفال لطفلك؟

بقلم : دعاء الأصفياء  

 

بسم الله الرّحمن الرّحيم

والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم

 

 

يوماً

بعد يوم تتكاثر القنوات الفضائيّة على شاشة التلفاز، ومع تكاثرها تتعدّد أصنافها، فمنها الدّينيّة، ومنها الإخباريّة، ومنها الرّياضيّة، ومنها الاقتصاديّة، ومنها التّعليميّة، ومنها ما تخصّص بالغناء والطّرب، ومنها ما أخذ على عاتقه تعليم الطّبخ وتقديم أنواع المأكولات، ومنها ما امتلأ بالدّراما... هذه الأنواع على اختلافها واختلاف توجّهاتها على المرء أن ينتقي منها ما ينفعه في المتابعة ويقرّبه من الخير ويبعده عن الشّرّ.

        نوعٌ آخر من القنوات لا يستطيع الشّخص نفسه أن ينتقي الأفضل منها لأنّه لا يملك القدرة على ذلك، إنما على والدَيه تقع المسؤوليّة في انتقائها، وهنا تكمن خطورتها، هذه القنوات هي قنوات الأطفال الّتي بات عددها كبيراً اليوم، وبغضّ النّظر عن جودة هذه القنوات أو رداءتها، منافعها أو مفاسدها؛ فليس هذا معرض الحديث في هذه القضيّة، ستكون نقطة النّقاش هي: كيف تنتقي لابنك المادّة الّتي سيشاهدها في الوقت الّذي تخصّصه له لمشاهدة التّلفاز؟

        للأسف هناك الكثير من الآباء والأمّهات لا يعير هذه النّاحية أيّ اهتمام، فيتركون أطفالهم يشاهدون هذه القنوات دونما رقابة، إمّا لا مبالاةً منهم وعدم اكتراث، أو لانشغالهم بشؤونهم الّتي لا تسمح لهم بوقت يتفرّغون فيه لشؤون أبنائهم، ولا شكّ أنّ هذا هو عين الخطأ، فالخطر الّذي تحويه كثير من هذه القنوات ليس خافياً على أحد، وهي تحتاج إلى متابعة وتمحيص وتدقيق لتمييز الغثّ من السّمين منها، فهل يكفي أن تعلن القناة أنّها إسلاميّة لنضع ثقتنا فيها ونترك عقول أبنائنا في حضنها؟؟

لنأخذ - على سبيل المثال لا الحصر - بعض القنوات الّتي تعرض الأناشيد، فهناك من الأناشيد ما يتضمّن كلاماً هادفاً يمكن أن يغرس قيماً في نفس الطفل، لكنّنا نجد في الأنشودة نفسها حركات غير لائقة يتعلّمها الطّفل مع ما في هذه الأنشودة من مادّة هادفة، وفي كثيرٍ من الأحيان ينصبّ اهتمام الطّفل وتركيزه على الصّورة، ويردّد الأنشودة غيباً، وإذا سألته عمّا تتحدّث لا يعرف! والمعروف أنّ الصّورة من أهم وسائل تربية الطّفل، فإذا كانت الصّورة مشوّهة فهل نلقي بالاً بعد ذلك للكلمات المرافقة؟؟ هذا كلّه في حال كانت كلمات الأنشودة هادفة، فكيف بأناشيد حَوَتْ في صورها ما لا يليق، وكلماتها مجرّد حشو لا معنى له؟ بل ما رأيكم بأناشيد مشوّهة الصّورة والكلمات معاً؟؟ فهل انتبه الآباء إلى هذه النّاحية في قنوات الأطفال؟؟

لنضرب مثالاً آخر: ربّما نجدّ قناة تبثّ برامج الأطفال بشكل طبيعي، وتحت هذه البرامج سموم تريد أن تنفثها بشكل متسلّل، فهل دقّق الآباء في غرض القناة وتعمّقوا في مضمونها؟ أو أنّهم اكتفوا برؤية جزئيّة مريحة نوعاً ما للضّمير؟؟

السّؤال للآباء والأمّهات: ما موقفك من القنوات المخصّصة للأطفال ومشاهدة طفلك لها؟ هل تترك ابنك على حرّيّته يشاهد ما يشاهد منها؟ أو أنك تشاهد بنفسك هذه القنوات وتُجري انتخاباً لأفضلها ليكون أمام عيني طفلك؟ أو أنّك تفضّل ألا يقترب ابنك من التّلفاز، وتعمد إلى شراء أقراص ليزريّة تحوي المادّة الّتي تثق بها وتعرف مضمونها تماماً ليشاهدها ابنك على الحاسوب وأنت مطمئن مرتاح البال؟

الإخوة القرّاء! ما الوسيلة الّتي تجدونها أفضل وأنجع للتّعامل مع هذه المسألة؟ وماذا لديكم من اقتراحات تفيدوننا بها في المجال؟ فربّ فكرة كان مجالها الرّأس، ثمّ خرجت وانتشرت ليعمّ خيرها سائر الإنس.

 

 

 

 

 


 التعليقات: 2

 مرات القراءة: 3360

 تاريخ النشر: 21/10/2010

2010-10-30

علا عبد الله صبَّاغ

لا أعتقد أن البديل هو الأقراص الليزرية ومتابعة الأفلام عليها.. لأننا إذا اردنا الخوض في الحديث عن الأقراص الليزرية فسنجد أن الطفل يفضل اللعب على الحاسوب بدلاً عن المشاهدة.. فلكل جهاز وقته ودوره في برنامج الطفل.. أي أن الحاسوب لن يغني عن التلفاز للأسف.. ولن أدخل في الحديث عن ألعاب الكمبيوتر التي تجعل من اللاعب لصاً وعليه قتل الشرطة GTA هي لعبة مشهورة وبأجزاء ومراحل! الغريب أن فكرة اللعبة كلها غلط وما أتعجبه أكثر هو حب الأولاد لهذه اللعبة وشغفهم بها! نعود إلى التلفاز، برأيي يرجع الدور الأكبر على الأم فهي المسؤولة في غياب الأب من أجل العمل.. نعم يجب مراقبة ما يشاهده الطفل.. وإقناعه بعدم جدوى بعض البرامج.. وإن تعذر الاقناع بسبب أصدقائه فيجب البحث عن بديل لهذه البرامج إما بنزهة في هذه الأوقات أو بأي بديل آخر.. والأهم هو تحديد ساعات الجلوس أمام التلفاز فقد أثبتت الدراسات النفسية التأثير السلبي للتلفاز على دماغ الطفل وكيف أنه يؤدي إلى عدم القدرة على التركيز في دروسه في المدرسة... إذا الأهم هو دور الأم ثم الأم ثم الأم.. فالتربية تبدأ من المنزل (الأسرة) ويكتسب الطفل من الوسط المحيط (التلفاز) ثم من البيئة الخارجية.

 
2010-10-23

عابر سبيل

لقد سبق أن قرأنا مثل هذه القضية في نفس المكان في زمان مضى ولكن بقلم مختلف والنتيجة أن هذه القنوات ليست إلا المخلص الوحيد لشقاوة أطفالنا و المهدئ الفعال لضجيجهم وللأسف دون مراقبة أو متابعة فلا وقت لذلك! ولا أعتقد أن الأقراص الليزرية هي الحل لأنها لا ولن تغني عن التلفاز الحل هو إيجاد مؤسسة تربوية هادفة لها غاية سامية من أجل أمل الأمة

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1879

: - عدد زوار اليوم

7463635

: - عدد الزوار الكلي
[ 41 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan