::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مساحة حرة

 

 

العرب والفصول الأربعة

بقلم : ملكة قطيمان  

 

ربما بدا ربيع 2011 مختلفاً هذه المرة، وأريد له أن يدوم ويدوم ليغدو الفصل الوحيد في السنة؛ فها هي ذي سعادة الدول الغربية بما حدث في الوطن العربي من انتقالات سياسية كبرى دعتها للاجتماع عاجلاً للبحث في مسألة دعم "مقومات نجاح" هذا الربيع الذي شاهد العالم بعض ثماره على الحدود السورية مع الجولان المحتل وكذلك في جنوب لبنان ومصر على حدود فلسطين المحتلة؛ لتستبشر القضية الفلسطينية بقطاف خير كانت المصالحة فاتحته، تنتظر خطوات متلاحقة تحقق آمال الفلسطينيين وتطلعاتهم؛ لذلك أرادت "إسرائيل" وأتباعها أن ينتهي هذا الربيع ليكون الخريف هو القادم!!
لكن الربيع الذي دعمه الغرب الفِرح بالديمقراطية والساعي لتوزيعها على دول العالم الثالث أراد أن يجني الثمر وحده فقط دون الشعوب العربية؛ لتعيش مرحلة جديدة من الاستعمار لكن بطريقة حديثة وقوالب مزركشة تحت شعارات براقة توهم سامعيها أن الدول الثماني والرباعية ومجموعة العشرين والأمم المتحدة ومجلس الأمن تضم "ملائكة بأجنحة" تحمل الخير والسلام للعالم ومعها 20 مليار دولار للدعم!! فكانت الترجمة الحقيقية في ليبيا خير مثال على "نواياهم الربيعية" التي جعلت الصيف حارقاً على مدنيين عزّل قتلهم الحلف "خطأ" لكنه للأمانة التاريخية "اعتذر" عن بعض أخطائه القاتلة.
كل ذلك والقدس تعيش فصلاً ليس من الفصول الأربعة؛ لما تشهده من حالة تطهير عرقي ممنهج، وتهويد جنوني، وتدنيس فاضح في مهرجان الأنوار الصهيوني، وكسر زجاجات الخمر في المسجد القبلي، ومسيرات بشعارات مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم داخل المدينة المقدسة، وتنبؤات بإحراق المسجد الأقصى، وحفريات امتدت في كل مكان.. فماذا فعل الربيع لمدينة السلام عاصمة فلسطين؟!! انشغلت وسائل الإعلام أو أُريد لها أن تنشغل وما خفي كان أعظم وأمرّ؛ لتكون القدس لا طالت تباشير الربيع ولا نعمت بمواسم الصيف، لكنها لن تأبه لذلك؛ فللقدس رب يحميها، وثلة من الشرفاء يدفعون عنها حقداً أسود، وما دامت سورية بخير ففلسطين بخير؛ فالربيع في سورية وكل الفصول لن يكون على طريقة أحد؛ لأنه إنتاج محلي بتمويل وطني، وليس مستورداً على طريقة الجبنة الفرنسية الملغّمة.

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3432

 تاريخ النشر: 12/07/2011

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 47

: - عدد زوار اليوم

7468169

: - عدد الزوار الكلي
[ 38 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan