::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مقالات متنوعة

 

 

لسان الضاد يجمعنا... فلنحافظ عليها

بقلم : سلوى صالح  

 

 

 

تعتبر اللغة العربية من أوسع اللغات انتشارا في العالم اذ يتحدث بها اكثر من 422 مليون نسمة وتعتبر اللغة الرسمية في كل الدول العربية اضافة الى كونها لغة رسمية في دول السنغال ومالي وتشاد وارتيريا.

واللغة العربية لغة حية ومتطورة وتعتبر احدى اللغات الرسمية الست في الأمم المتحدة.. وهي لغة القران الكريم ولغة أكبر حضارة في الشرق عرفتها القرون الغابرة... والأهم من هذا كله أنها لغتنا التي يجب علينا المحافظة عليها وتطويرها وعدم قبول اي لغة بديلة عنها.

ويعتبر الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها عملا يدخل في صميم الدفاع عن مقومات الشخصية العربية وعن الركيزة الأولى للثقافة العربية وللحضارة العربية الاسلامية انطلاقا من أن اللغة العربية هي ركن اساسى من اركان الأمن الثقافي والحضاري والفكري للامة العربية في حاضرها ومستقبلها.

وليست اللغة العربية مجرد لسان فحسب بل هي عنوان السيادة الوطنية والقومية التي تحرص عليها كل دولة من الدول العربية.

وانطلاقا من كل ذلك يتطلب الحفاظ عليها عملا جديا وفعالا ... ويقظة شاملة وحركة نشطة واستنفارا للطاقات الحية وحشدا للجهود المخلصة في اطار من التنسيق والتكامل والتعاون والعمل العربى المشترك على مستوى المنظمات والمؤسسات والجامعات والهيئات المختصة.

وخلال القمم العربية السابقة أكدت الدول العربية عزمها على العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ الانتماء اليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم باعتبار أن العروبة ليست مفهوما عرقيا عنصريا بل هى هوية ثقافية موحدة تلعب اللغة العربية دور المعبر عنها والحافظ لتراثها والإطار الحضاري المشترك القائم على القيم الروحية والأخلاقية والانسانية يثريه التنوع والتعدد والانفتاح على الثقافات الإنسانية الأخرى.

كما اعلنت القمم السابقة ضرورة تطوير العمل العربى المشترك في المجالات التربوية والثقافية والعلمية وتعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين بما فيها وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت وفي مجالات العلوم والتقنية.

وفي قمة دمشق المرتقبة سيكون موضوع اللغة العربية والحفاظ عليها حاضرا بقوة على جدول اعمال المؤتمر.

ولا يخفي الدور الذى تقوم به مجامع اللغة العربية في كل دولة عربية بهدف النهوض بلغة الضاد والحفاظ على التراث المكتوب ويعتبر مجمع اللغة العربية بدمشق اقدم مجمع اكاديمي للغة العربية اذ تأسس عام 1918 م وكان له دور كبير في تعريب مؤسسات وهيئات الدولة وتعريب التعليم وانشاء المدارس الأولى في سورية والدول العربية.. ويتالف المجمع من عشرين عضوا عاملا في سورية يشكلون عدة لجان كلجنة المخطوطات واحياء التراث ولجنة المصطلحات ولجنة اللهجات العربية المعاصرة.. ويصدر مجلة فصلية تعنى بشؤون اللغة العربية.

وفي ايار الماضى حذر رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة محمود حافظ من مؤامرات تحاك ضد اللغة العربية مطالبا بعقد مؤتمر عربي عن اللغة تشارك فيه هيئات ومؤسسات تهدف الى تصحيح مسار اللغة العربية.

ونفى حافظ أن تكون اللغة العربية عاجزة عن استيعاب العلوم الحديثة فقد كانت هذه اللغة لغة العلم الأولى في العالم اجمع لعدة قرون من القرن التاسع الميلادى حتى القرن الثالث عشر وسبقت في عالميتها كل اللغات الأوروبية.

كما حذرت دراسة حديثة من ظهور لغة موازية يستخدمها الشباب العربي في محادثاتهم عبر شبكة الإنترنت وهي لغة غريبة تمزج بين الحروف والأرقام الأجنبية على ما تيسر من اللغة العربية.

أن اللغة بشكل عام ليست مجرد اشكال هندسية واصوات تستخدم للتواصل بل هي هوية وسياسة ودين وحضارة وثقافة... والانسلاخ عن اللغة يقود الى الانسلاخ التدريجي عن كل ماترتبط به اللغة.

ولذلك فان النهوض باللغة العربية يحتاج الى ارادة سياسية تؤمن بالرسالة الحضارية للغة العربية وتحمي الهوية الثقافية وهذه احدى مهام جامعة الدول العربية من خلال العمل العربي المشترك.

 دمشق-سانا

 

 

 

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3202

 تاريخ النشر: 23/05/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1373

: - عدد زوار اليوم

7448523

: - عدد الزوار الكلي
[ 58 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan