::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> ضيف وحوار

 

 

لقاء مع أ. سعد السقا أستاذ أصول الفقه في معهد الفتح الإسلامي

بقلم : ريما محمد أنيس الحكيم  


بقلم : ريما محمد أنيس الحكيم  

لقاء مع الأستاذ سعد السقا أستاذ أصول الفقه في معهد الفتح الإسلامي

على هامش ملتقى الخطبة الشامية

 أجرى الحوار : ريما محمد أنيس الحكيم

 

رسالتي :- إن من واجب الدعوة تقديم صورة نموذجية للعمل الإسلامي لتكون المعيار الذي يقيس به الناس غيرنا في الساحة..فهل يمكن اعتبارنا النورسي مثالاً ؟ وهل يعد تقديمنا له من باب تقديم هذه الصورة لهؤلاء المجددين؟

 

أولاً أعقب على السؤال فأقول: عمل البشر جميعاً لا يخلو من النقص،لا يوجد مثال كامل،بل نتفاوت في مجال النقص،فعمل البشر لا كمال فيه،كلام الله هو الوحيد الكامل،وهذا ليس انتقاصاً من أحد،فكل المجددين لهم أثر كبير في العمل الدعوي لكن كلاً منهم من البشر يؤخذ منه ونستفيد من أحسن ما عنده.

(خذ ما صفا ودع ما كدر) هذا المبدأ العام.

والمسلّمة الواضحة أن عمل البشر لا تمام فيه.

 

رسالتي : - في تأملنا لرسائل النور نجد إعجازاً فكرياً يُنبئ عن ذكاء قوي،بمثله تتفجر الطاقات الكامنة..كيف يمكننا استثمار هذا الإعجاز لتفجير طاقات جيلنا الكامنة في سبيل الوصول إلى النهايات التي نريدها في منهجية دعوتنا؟!

 

ما قبل الذكاء،فرق بين إنسان همه أمة وإنسان همه رغيف،والفكرة التي لاتقتات من قلب صاحبها تولد ميتة،فالإخلاص الذي في قلب النورسي الذي قضى كل عمره من أجل أمته،مع ما منحه الله من مواهب وظروف..لكنه رغم كل هذه الظروف جعل هدفه الأمة،فسهّل الله له باقي الظروف.

 

رسالتي : - يقال : ( وإن افتقد الدعاة في زمننا صورة حكم إسلامي يصلح مثلاً لتطبيق الإسلام إلا أن هذا المثل يمكن أن يتجلى في بضعة أشخاص من الدعاة تتضح فيهم معاني الإسلام ويكتسبون من هيبته)..

هل يمكن أن نضع النورسي تحت هذه الرؤية المجردة لمفهوم(القدوة)ولماذا؟

 

 

إن المهم هو نتيجة العمل،وهي أهم من الكتب،فالكلام قد يطابقه الواقع وقد لا يطابقه،أما واقع النورسي وما نراه من تلامذته من نتائج لعمله فدليل على إخلاص العاملين وصوابية أفكارهم.فالنتيجة هي المهمة لأن التنظير سهل..أما إذا انطبقت التنظيرات على أرض الواقع فيمكن أن يعتبر قدوة..لذلك أقول:نعم النورسي قدوة.

 

رسالتي : -في العالم اليوم موجة أو حملة من التشويش الثقافي على الفرد المسلم..هذه الحملة تتناول العقيدة أحياناً وأحياناً تحاول ضرب الهوية الإسلامية والانتماء إليها..برأيكم ما هو السياج الذي يحصن ثقافة المسلم من الاختراق والتشويش؟

 

شخصية المسلم متكاملة متوازنة،لا بد من غذاء للعقل ومن غذاء للقلب ومن فهم للواقع فالصواب والإخلاص جناحان يطير بهما العمل إلى الله عز وجل،فالكثير من الدعاة في قلبهم إخلاص لكنهم يفتقدون الصواب أو العكس،أما إذا اجتمعنا معاً تَم نبات الجناحين فطار الطائر.

هذا التفسير هو الذي فسر به  الفضيل بن عياض قوله تعالى((لنبلوكم أيكم أحسن عملاً))،فقالوا:ما أحسن العمل؟،قال:أخلصه وأصوبه.

 

رسالتي : -لماذا لم نستطع أن نقدم الإسلام للعالم بصورته المشرقة والنيرة،والغرب ينظر إلينا فلا يرى منا إلا التمزق والتناحر والجهل والتنافس على الدنيا،ما الحل من وجهة نظركم وتجربتكم الدعوية؟

 

العودة إلى الذات،فكل منا عن نظر إلى القضية وجد أنه أنموذج مشوه،وأنا أتكلم عن نفسي فأقول إن كنت أريد أن أكون قدوة يقتدى بي فلا بد من إعادة بناء وإعادة ثقافة،وإعادة صياغة،إعادة واقع عملي،وفقه أولويات في حياتنا،فهل همي أن أجني مجداً،حسباً،جاهاً..هذا لا يبني أمة،كان النورسي لا يرى نفسه أبداً بل يُعدّ نفسه واحداً من طلابه الذين كانوا يقرؤون عليه الرسالة،كأنه واحد من طلاب الرسالة،فالمهم أن نكون تبعاً للفكرة لا للشخص..

كلما ضعف عصر كلما زاد فيه تعظيم الأشخاص،وكلما ارتقى العصر كلما زاد فيه تعظيم الأفكار،فالقضية تكون بالفكرة،بالخدمة.

 

رسالتي : - إن تساءلنا بيننا وبين أنفسنا:(أما كانت الخيالات والرؤى الحالمة هي مصدر التخطيط الناجح دائماً؟!)..كيف تجد تطبيق هذه الرؤية على واقع العمل الإسلامي في تركيا وارتباطه بالفكر النورسي الذي كان يقول:(أنا أكتب للأجيال القادمة ما بعد 100 سنة)..

بالنظر إلى قيام حكم إسلامي في تركيا نابع من طلاب رسائل النور فأردوغان من طلاب رسائل النور؟!.

 

قد يكون هذا شيء من فراسة المؤمن،ومع الفراسة هناك أخذ بالأسباب،فالأحلام من غير عمل لا تجدي،فمع الحلم الكبير عمل كبير،واصل فيه الليل بالنهار،وجمع فيه بين صوابية العمل والإخلاص،فوضع الحلم،ومشى نحو هدف واضح،فوصل..

أما اليوم لا نملك أهدافاً واضحة نمشي إليها ونكتفي بطيبة القلوب والبركة.

رسالتي : - شكراً فضيلة الشيخ على هذه الإجابات وجزاكم الله عنا كل خير .


 التعليقات: 4

 مرات القراءة: 3684

 تاريخ النشر: 09/03/2008

2010-06-30

محمد غصن

شكرا على هذا الكلام فضيلة الاستاذ سعد السقا بمافيه من معلومات المجتمع بحاجة اليها الان

 
2008-03-09

هبه الله

بارك الله بكم يا استاذنا سعد فعلا كلامك فيه فوائد كثيره ورساله متواصله لنا ومثل ما قال ينقصنا الصدق في اخلاقنا فعسانا نكون صاقين مع انفسنا اولا ورسائل النور ستبقى لكل جيل مناره يهتدي بهداها الغائب ونشكر كاتبتنا ريما على جهدها وجزيتي خيرا عنا

 
2008-03-09

توليب

أنا أيضاً أشكر الأستاذ سعد السقا على هذا اللقاء الذي وضع يده فيه والله على الجرح .. أرجو من الله أن يجعلنا من الدعاة إليه ومن خدمة دينه الكريم ... آآآآمين ...

 
2008-03-09

محب

نشكر الأستاذ سعد السقا على هذه المعلومات القيمة. نفعنا الله جميعا.

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

Query Error
MySQL Error : Query Error
Error Number: 145 Table './risalnet_vcount1/vietcounter_usersonline' is marked as crashed and should be repaired
Date: Tue, April 16, 2024 22:45:33
IP: 18.224.67.149
Browser: claudebot
Script: /article1.php?tq=77&re=25&tn=43&br=80&tr=77&rt=77&try=104&ft=104&rf=35&tt=75&rt=77&rf=35&tm=77
Referer:
PHP Version : 5.5.38
OS: Linux
Server: LiteSpeed
Server Name: risalaty.net
Contact Admin: info@risalaty.net