::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أخبار ونشاطات

 

 

لا إيمان بعد الآن ..

بقلم : ريما محمد أنيس الحكيم  

لا إيمان بعد الآن ..

 

·  هل تخاف الحكومة في بريطانيا من الزعماء الدينين إلى درجة أنها تمنحهم بعض الامتيازات التي يعترض عليها العلمانيون هناك ؟؟

·      من الذي يشعر بالظلم في المملكة المتحدة: العلمانيون ، أم القادة الدينيون؟؟

·      وما هي فكرة العلمانيين عن الإيمان بالله ، وعن المسلمين ؟؟

·      كيف يرون المسلمين هناك كـ ( جالية دينية ) ؟؟

·      وهل يُعتبر الدين شراً اجتماعياً ؟؟

·  هذا ما سنقرأه في هذه المقالة التي نُشرت في صحيفة الغارديان البريطانية يوم الاثنين 21 نيسان 2008 م .. بقلم : تيري ساندرسون ..

 

بقلم : تيري ساندرسون .

ترجمة : ريما محمد أنيس الحكيم .

 

(( لا زالت الحكومة تمدح الدين وترفعه إلى السماء .. بينما تُظهر الإحصائيات أن نصفنا لا يؤمنون بالله !! )) .

 

يصدر مكتب الإحصائيات الوطنية مجموعة إحصائيات سنوية حول الحياة في هذه البلاد ، تُدعى ( الاتجاهات أو النَزَعات الاجتماعية ) . نسخة هذا العام قد أُصدرت .

بدأ القسم الذي يتحدث عن الدين – كما تبدأ كل الوثائق الحكومية – بأنشودة حول منافع الإيمان. وبمناسبة اللاشيء ، يقول التقرير : (( إن الانتماء إلى دينٍ ما يزود حياة الإنسان بإطارٍ روحي وأخلاقي، بالإضافة إلى الالتزام بالتواصل الفردي والجماعي في المجتمع المحلي . وفقاً لتقرير مسح المواقف الاجتماعية البريطانية، أكثر من نصف السكان في بريطانيا العظمى ( 54% ) يدعون الانتماء إلى دين ما في عام 2006م، بهبوط 3 نقاط مئوية منذ 1996م . ))

 

لكن ، ألا يعني هذا أن أقل من النصف فقط لا ينتمون إلى أي دين ؟ بالتأكيد هذه هي الإحصائية الأهم حتى الآن، وعلى الرغم من أنها تُتَجاهَلُ بشكل مباشر، إلا أن التقرير يُحلل الطائفة التي تملك ديناً تعود إليه .

ومما يثير الانتباه، على الرغم من أن 22% يدعون الانتماء إلى الكنيسة الانكليزية، إلا أن الأخبار تقول أن هذا يُمثل هبوطاً بنسبة 7% في السنوات العشر الأخيرة بقيت غير مُشار إليها في التقرير .

ثم أننا أُخبرنا أنه وفقاً لاستطلاع ( المقياس الأوربي ): (( تقريباً أربع أخماس السكان ( 79% ) في الاتحاد الأوربي يحملون معتقدات دينية وروحية، وأكثر من النصف ( 52% ) يؤمنون بالله . )) .

 

لكن .. لمحة سريعة إلى الرسوم المرافقة تُظهر أنه في بريطانيا ( التي يُفترض أن التقرير حولها ) فقط 38% من الناس يقولون إنهم يؤمنون بالله .

 

ثم يأتي تقرير مؤسسة ( جوزيف رونتري ) الجديد الذي نظر إلى ما يفكر فيه سكان بريطانيا من الشرور الاجتماعية الجديدة .

على الرغم من أن الدين يوضع في القائمة بعد التهدم العائلي، تفكك المجتمع، المخدرات، الكحول، والشباب الساخط ، إلا أنه يبقى في عقول بعض الناس شراً اجتماعياً .

 

وعلى الرغم ( وهذا في بريطانيا ) من أن الناس سُعداء بالإيمان الشخصي ويعتبرونه شيئاً جيداً للفرد أن يكون لديه رمزاً أخلاقياً لتوجيهه، على العكس من الدين المنظم .

فالمعاهد الدينية ورؤساؤها تُعتبر مروجةً للتعصب و الانقسام والعنف. ومعظم الناس يرون أن هذه المدارس الدينية فكرة سيئة، فهي تهدم تماسك الجالية وتُشجع الافتراق .

 

كل هذه الأخبار السيئة من الكنائس، لكنها تضيف إلى تفكيري المشوش الخاص أنه لماذا تخزن الحكومة هذا المقدار من الأجسام الدينية والقادة الدينيون بينما معظم بقية البلاد تعتقد أن هذا الارتداد لا عقلاني، وأنه يهدد أماننا .

لا زالت الحكومة تعمل على أن الجاليات الدينية شديدة الأهمية، ويجب أن تُقاد وتستشار وتُعطى نوعاً من الامتيازات التي قد تُسبب ضرراً للآخرين ( بالخروج من تشريع المساواة، المقاعد الآلية في البرلمان، الضرائب الضخمة قد تفيد، ثُلث نظام التعليم .. إلخ ) . أو كما يقول وزير الجاليات ( بارونس كاي أندروز )، مشيراً إلى رد الحكومة على تقرير المخالفات الدينية في مجلس اللوردات :

 

((  نحن نرحب بانعكاسات واستنتاجات التقرير حول دور مسرحيات الدين في حياة الناس في المملكة المتحدة اليوم. ونصدق وجهة نظره التي تقول بتغير المجتمع في السنوات الأخيرة مما أدى إلى انحسار القيم الدينية وظهور المملكة المتحدة على أنها دولة علمانية . القيم الدينية في الحقيقة ما زالت تلعب دوراً هاماً في تشكيل القيم الاجتماعية ، وعلى نحو متزايد حتى .. )) .

 

إن الأرقام في تقرير النَزَعات الاجتماعية وفي استطلاعات الرأي المتكررة، تُظهر أن دور الدين في حياة الناس يتناقص ويتناقص . وهذه في الحقيقة حالة مجتمع علماني ، إن لم يكن دستورياً ، إن لم يكن نفسياً .

يجب على الحكومة أن ترى أن ( الجاليات الدينية ) هم أقلية متضائلة وغير ممثلة ، لكنهم حتى الآن يضخمونهم، كما في تقرير الاتجاهات الاجتماعية .

 

على الرغم من أن ( هيزل بليرز ) أعلن مؤخراً أن عدد المسلمين في بريطانيا ازداد إلى مليونين ( من 1.6 مليون في إحصاء سكان عام 2001 )، لكن علينا أن نتذكر أنه ليس كل المسلمين أعضاء في جالية دينية . في الحقيقة، هناك بحثٌ مسيحي يُخمن أن نصف المسلمين فقط نشطون دينياً . لكن لا زالت ( الجالية الإسلامية ) تُخاطب تقريباً كل الزعماء الدينيون، وأولئك المنتمون إلى المنظمات الثيوقراطية الأخرى، كالمجلس الإسلامي في بريطانيا، الذي يبدو أنه يهتم بالترويج للدين أكثر من سعادة الناس الذين يُفترض أن يُمثلهم .

 

لقد حان الوقت للأغلبية العلمانية لكي تجعل صوتها مسموعاً، وتوضح استياءها المتزايد من تفضيل الدين. المشكلة أن العلمانيون ( ليسوا بالضرورة الملحدين، فقد يكونون من الأناس الذين لا يهتمون بالتنظيم الديني لأي طائفة ) متفرقون بشكل يجعل من المحال تنظيمهم . هم فقط متجمعون بنسبة مئوية صغيرة كـ (المجتمع العلماني الوطني ) الذي يبحث عن مجتمع لا يسيطر عليه دين، أو ألا يكون للدين فيه نفوذاً كبيراً .

الجواب سيكون أن تلك الجاليات الإيمانية أو الدينية غالباً ما تركز على مناطق المهمين سياسياً، والسياسيون يرون تلك الجاليات مهمة لأنهم يعتقدون أن القادة الدينيون يستطيعون حبس المؤمنين في كتلة تصويت موحدة . والكنيسة الكاثوليكية غالباًَ ما تبتز السياسيين بهذا النوع من التهديد .

إن هذه الأرقام الأخيرة تظهر لنا أنه من غير المحتمل أن تكون هذه هي القضية هنا . والحكومة عليها الآن أن تشعر بالمزيد بالثقة في مواجهة إرهاب الأساقفة الذين يطلبون مساهمتهم في التشريع .

 

وَ على ( إد بولز ) أن يحرر نفسه من فكرة أن تحدي متطلبات الدخول المميزة في ( المدارس الدينية ) سيكون انتحاراً سياسياً ، الرأي الذي حمله سلفه ( آلان جونسون ) .

 

إن الزعماء الدينين خنقوا الحكومة بقبضتهم الخانقة لفترة طويلة .. والآن انتقل رئيس حزب العمال الجديد لإنشاء مؤسسته الإيمانية الخاصة، فالقبضة يجب أن تُحل، والعلمانيون يجب أن يشعروا بالأمان لظهورهم المفاجئ الآن ..

 

نُشرت في صحيفة ( الغارديان ) البريطانية .

                                                     .

ـ نقلاً عن :

http://commentisfre e.guardian. co.uk/terry_ sanderson/ 2008/04/faith_ no_more.html

ـ المقالة مترجمة للمرة الأولى حصرياً لموقع : www.risalaty.net

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2916

 تاريخ النشر: 24/04/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 71

: - عدد زوار اليوم

7445917

: - عدد الزوار الكلي
[ 64 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan