wwww.risalaty.net


للعفة في سورة النور قصة (1من6)


بقلم : د. عصام العويد

بسم الله الرحمن الرحيم

أسوارُ سُورةِ النّور (1/6)

 

"النور" لم يبتدئ العظيم في القرآن العظيم سواها بتعظيم ، اختصها من بين كل القرآن أن افتتحها بالثناء عليها فقال :

ـ (سورة) والسورة في اللغة هي الأمر المنيف المرتفع عما حوله، وكذلك هي من بين سور القرآن.

ـ (أنزلناها) (وفرضناها) وكلُّ القرآن كذلك ، لكن لها تنزيل وفرضية خاصة تليق بها.

ـ (وأنزلنا فيها آيات بينات) والقرآن بيّن كله، لكنْ هنا بيان فوق البيان: (وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ)، فأحكامها واضحة معللة ليس فيها أدنى التباس، فليس فيما تنزلت من أجله من متشابه القرآن شيء، لأن قضايا الأعراض وحمايتها من الدنس ليست من المسائل التي يُقال فيها (اختلف العلماء)..

 نعم يختلفون في تقدير الوسيلة الموصلة إلى الغاية، وتبعاً لذلك يختلفون في حكم الوسيلة،

هل تغطية الوجه واجبة أم مستحبة؟

 فلو تبين أن "كشفه" موصل يقيناً إلى الفاحشة فلا خلاف بينهم في تحريمه..

بل لو قُدر أن "تغطيته" مآلها كذلك فالتحريم قول واحد عند كلّ فقيه.

ولأجل ألا تقع الأعراض ضحية الخطأ والصواب، وتضطرب طرائق المربين بحثاً عن العلاج؛ تكرر التأكيد فيها (سبع مرات) أن السورة بيّنةٌ أشد البيان:

1. (وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (1)

2. (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ) (34)

3. (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (46)

4. (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (54)

5. (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (58)

6. (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (59)

7. (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (61)

فويحُ من تركها واستعاض بغيرها من تجارب البشر، طلباً للطُرق (الإيجابية) فيما يزعم، فلو أفاد منهما وجعل ذِهْ تبعاً لتلك لأحسن وأجمل.

بدأت النور بكلمة (سورة) لتبني ـ والله أعلم ـ أسواراً (خمسة) شاهقة متينة  تحوط العفة وتحمي الطُهر، العِرض فيها كقلب المدينة الحَصان لن تتسلل إليها الأيدي الخائنة إلا بغدرة خوَّان من داخلها، فإذا غَدرت جارحة ثُلم في الجدار ثُلمة.

فإلى بيان هذه الأسوار..