wwww.risalaty.net


12 ربيع أم اتّباع للشفيع ؟


بقلم : بتول

 

 

 

 

 

 

 

       مضى 12 ربيع الأول حاملاً معه تلك الذكرى الحبيبة، وعطرها الشذيّ، ونورها البهي... فمنا من احتفل بالأيام ولم يحتفل بسيد الأنام.. ذكرنا سجاياه في يوم، ونسينا أو تجاهلنا تطبيق بعضها كل يوم؛ لأنها لا تتوافق مع مصالحنا وأهوائنا.

       لا نقول زيّن قلبك بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فحسسب، بل اعمُرْ قلبك بحب الله ورسوله أيضا؛ لأن العمار هو الأساس والبناء واللب  والجوهر، والزينة هي المظهر...

       هل جعلنا يوم مولده مجرد ذكرى ومرت، أو منهجاً ودروسا في القلوب تأصّلت، وبعون الله قد طُبِّقتْ؟؟ هل نصرنا نبيَّنا؟ هل سيباهي بنا الأمم؟ أم (لا سمح الله ولا قدّر) سيقول سحقاً سحقا؟؟ فالذين تطاولوا على سيد البشر ليسوا بشرا...

محمد بشر وليس كالبشر

هو جوهرةٌ والناس كالحجر

       نعم.. هنالك من ذاب قلبه في جوفه ألماً على رسوله صلى الله عليه وسلم، إذ لا يستطيع أن ينتقم له وينصره، ولكنه لم يَدْرِ أنّ بيده السلاح الفتاك، وما أسهل الكلام وخط السطور، ولكن ما أصعب التطبيق.. نسأل الله العون في أن يصدّق العمل القول. فعلينا أن نقف في وجه أعدائه كالبنيان المرصوص، مزوَّدين بالذخيرة الربانية التي لا تُهزم، بالقرآن العظيم وتطبيقه، وبالاقتداء بسيد الأنبياء باتباع تعاليمه.

وكما قال أحدهم:

 بأبي وأمي أنت يا خير الورى

وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا

يا خاتمَ الرسلِ الكرامِ محمدٌ

بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا

لك يا رسولَ الله صدقُ محبةٍ

وبِفَيضِها شَهِدَ اللسانُ وعَبَّرا

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ

فاقتْ محبةَ مَن على وجهِ الثرى

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ

لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا

لك يا رسول الله منا نُصرةٌ

بالفعلِ والأقوالِ عما يُفترى

نفديك بالأرواحِ وهي رخيصةٌ

من دون عِرضك بذلُها والمشترى

لِلشَّرِّ شِرذمةٌ تَطَاولَ رسمُها

لبستْ بثوبِ الحقد لوناً أحمرا

قد سولتْ لهمُ نفوسُهمُ التي

خَبُثَتْ ومكرُ القومِ كان مدبَّرا

تبّت يدٌ غُلَّتْ بِشرّ رسومِها

وفِعالِها فغدتْ يَميناً أبترا

الدينُ محفوظٌ وسُنةُ أحمدٍ

والمسلمون يدٌ تُواجِه ما جرى

أوَ ما درى الأعداءُ كم كنــا إذا

ما استهزؤوا بالدين جنداً مُحضَرا؟!

الرحمةُ المهداةُ جاء مبشِّرا

ولأفضلِ الأديانِ قام فأنذرا

ولأكرمِ الأخلاق جاء مُتمِّماً

يدعو لأحسنِها ويمحو المُنكرا

صلى عليه اللهُ في ملكوته

ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا

صلى عليه اللهُ في ملكوته

ما عاقب الليلُ النهارَ وأدبرا

صلى عليه اللهُ في ملكوته

ما دارت الأفلاكُ أو نجمٌ سرى

وعليه من لَدُنِ الإلهِ تحيةٌ

رَوْحٌ وريحانٌ بطيبٍ أثمرا

وختامُها عادَ الكلامُ بما بدا

بأبي وأمي أنت يا خيرَ الورى

       قدّر الحكيم ألا نكون في زمنه ومن أصحابه عليه الصلاة والسلام، لكن نسأله أن يمنّ علينا باتّباع هديه وسنته، وأن يجعلنا من أحبابه الذين اشتاق لهم، وأن نرافقه في الفردوس الأعلى..

يا ربّ شَفِّعهُ فينا

من نهرِ الكوثر اسقينا

وارضَ علينا وهنِّينا

بالجنّة اجمعنا بقربهِ

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم