wwww.risalaty.net


هل بات /الحج/ تحت رحمة أنفلونزا الخنازير؟؟.. (إلغاء الحج وأنفلونزا الخنازير)


 

تخيَّل أن تكون جالساً في إحدى الأمسيات، ويُطرقَ باب بيتك فجأة، فتفتحه، فيظهر لك أحدهم ويعطيك استبانة للرأي، طالباً منك الإجابة عنها، مكتوبٌ عليها:

[ هل أنت مع إلغاء الحج هذا العام لخوفك على صحتك من إنفلونزا الخنازير؟

1. مع.             2. ضد. ]

سؤال صعب... نعم، لا بل مؤلم..

لكنه بات القضية الأهم التي تحتل "مانشيتات" الصحف وعناوين الأخبار هذه الأيام في فترة قبيل موسم الحج..

 

لم يعد الناس يهتمون إن كانت دولتهم ستعطيهم تأشيرة الحج بسبب صغر سنهم عن السن المطلوب والمسموح له بالذهاب إلى الحج، ولم تعد كيفية السفر إليه عبر البر أو الجو تشغل بالهم، بل باتت قضية (إنفلونزا الخنازير) وإلغاء الحج بأكمله بسببها شغلهم الشاغل..

ذلك أن البعض باتوا ينادون بإلغاء الحج لأنه يعتبر تجمعاً كبيراً لملايين البشر، وهذا التجمع قد يسبب زيادة انتشار المرض فيما بينهم.. بل إن بعض الدول ألغته كلياً ومنعت كل مواطنيها من أداء هذه الشعيرة..

كلنا سمعنا عن مرض (إنفلونزا الخنازير)، حتى الصغار منا، وكلنا سمعنا عن استنفار الحكومات بشأنه، وكلنا سمعنا عن تأهب الدول وكيف رفعت منظمة الصحة العالمية درجة الخطر لهذا المرض إلى الدرجة السادسة من درجات الخطورة..

ولم يكن لدينا أي مشكلة مع هذا الأمر، ولكن.. أن تصل الأمور إلى إلغاء شعيرة من أهم شعائر الإسلام.. فهذا ما يوقفنا عند التفكير في الأمر..

هذا ما يدفعنا إلى تجميع الآراء المتناقضة حول هذا الموضوع للوصول إلى نتيجة مرضية للجميع..

 

 

فتاوى العلماء.. ما النتيجة؟؟

تضاربت فتاوى كبار العلماء حول ضرورة إلغاء الحج أو عدم جوازه أصلاً، فمنهم من قال بوجوب إلغائه خوفاً على صحة المسلمين، خصوصاً أن من مقاصد الشريعة الرئيسية (الحفاظ على النفس)، وهي في نظرهم مقدمة على أداء شعيرة إسلامية..

ومنهم من قال بحرمة إلغائه لأن خطورة المرض لم تثبت بشكل كلي، ونسبة الوفيات منه لا زالت قليلة مقارنة بغيره من الأمراض الموسمية..

حيث:

ـ أكد مفتي مصر علي جمعة أن إلغاء موسم الحج هذا العام "جائز" إذا انتشر فيروس H1N1 المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير بصورة كبيرة، نظراً للتداعيات الصحية المتوقعة، وذلك بهدف "الحفاظ على المواطنين" الذين يقصدون هذه المناسبة الدينية التي تجمع مئات آلاف المسلمين من حول العالم.

ـ وقال آخرون أن ترك فريضة الحج هذا العام ضرورة عملاً بمبدأ أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

ـ أما الدكتور يوسف القرضاوي فقد ظهرت له فتوى يؤكد من خلالها عدم جواز إلغاء الحج شرعاً لان أنفلونزا الخنازير ليست هي الطاعون، ونحن نؤكد على أن خليفة المسلمين "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه لم يلغ الحج حتى في وقت انتشار مرض الطاعون..

ـ والدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة يقول: لا يجوز إلغاء الحج لكن يجوز تنظيمه وتقليل الأعداد ومراعاة بعض الضوابط عملاً بما يراه الأطباء.

 

 

 

ولكن.. هل نسأل المختصين؟

يقول الدكتور مصطفى عرجاوي عميد كلية الشريعة والقانون بدمنهور السابق: الحكم على الشيء فرع من تصوره ولا يمكن أن نحكم على مسألة علمية أو مادية إلا من خلال المتخصصين مصداقاً لقوله تعالى: ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))، وقضية الوباء لا يحددها علماء الفقه، إنما الذي يحددها هم علماء الأمراض والأطباء والمتخصصون في هذا الشأن، وبناءً على قولهم ينبغي علينا أن نحكم وأن نصدر الفتوى الشرعية التي تتدارك كل خطر قد يؤدي إلى ضرر المجتمع سواء كان ضرراً جزئياً أو كلياً فلا ينبغي على عالم مسلم أن يحكم على قضية خطيرة مثل أنفلونزا الخنازير بأنها ضارة أو غير ضارة تستلزم منع الحج والعمرة أو التقليل من الأعداد، وإنما الذي يقرر ذلك هم المتخصصون وعلى علماء الفقه أن يحثوا الناس على الالتزام بما قاله المتخصصون مصداقاً لقوله تعالى: ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة))، وقوله تعالى: ((ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً))...

فما موقفنا نحن أمام كلام العلماء والمتخصصين؟؟

ما موقفنا أمام الدكتور محمد المختار محمد المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر، الذي يقول: هناك مبالغة في الأمر فالمرض ليس بالخطورة التي يُخشى منها والأعداد التي ماتت منها في العالم كله تقل عن الأعداد التي تموت في الحوادث اليومية ففي مصر توفيت حالتان فقط والباقي تم علاجه وشفاؤه وبالتالي هذا لا يمثل أبداً وباء...

وما موقف العلماء أمام كلام الأطباء، ومنظمة الصحة العالمية رفعت درجة الوباء إلى الدرجة السادسة؟؟

 

 

لا للإلغاء.. نعم للضوابط..

تونس ألغت الحج، ومصر تبحث الأمر ولم تبتّ فيه بعد..

أما السعودية رفضت إلغاءه كلياً، لكن سلطاتها أعلنت في يوليو/تموز الماضي أنها ستفرض مجموعة من القيود قد تمنع كبار السن والمرضى بأمراض مزمنة والحوامل، إضافة إلى الأطفال دون 12 عاماً، من أداء فريضة الحج أو العمرة هذا العام، خوفاً من انتشار محتمل لفيروس H1N1.

وجاء هذا القرار بعد اجتماع وزراء الصحة العرب الذين شاركوا في اللقاء الطارئ لمنظمة الصحة العالمية لدول إقليم شرق المتوسط الذي عقد في القاهرة، حيث حضوا على عدم السماح لكبار السن، ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، أو الأطفال من تأدية الحج أو العمرة. كما تضمن القرار أيضاً عدم السماح للحوامل والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، كأمراض السكر والقلب والكبد والكلى والضغط والسمنة المفرطة وغيرها.

وكانت هذه القرارات قد جاءت بعد جدل طويل بين الفقهاء والمفتين فيما إذا كان يجب وقف الحج والعمرة هذا العام خوفاً من انتشار المرض الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية وباء عالمياً بعد انتشاره الواسع وتسببه بمقتل المئات.

وقد أدلى وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الربيعة بدلوه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام ورشة العمل الخاصة بالإجراءات الاحترازية لموسمي الحج والعمرة في جدة، حيث حرص على بث روح الاطمئنان في نفوس الصحفيين ورجال الإعلام، مشيراً إلى أن إعلان منظمة الصحة العالمية الدرجة السادسة للوباء هو معيار جغرافي يشير إلى توسع دائرة الإصابة في قارات العالم، وليس درجة خطورة الوباء على صحة الإنسان، وطالبهم بضرورة التعامل مع فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1 بواقعية شديدة. كونه مازال متوسط الحدة مقارنة بالأنفلونزا الموسمية، ويجب التعامل معه في هذه المرحلة على هذا الأساس.

رعب عالمي بسبب المرض 

 

بعد قراءة هذه الآراء المتناقضة والمتضاربة، وبعد أن نعرف أن دولاً عالمية كثيرة جداً تستقبل الملايين من الزوار للسياحة، أو حضور الدورات الرياضية، ولم تلغ هذه الأنشطة بناء على المعطيات ونمط الفيروس الحالي.. بعد كل هذا ماذا يمكننا أن نقول؟؟

ألا يدلنا هذا الأمر على أن الأيدي الخفية التي تحاول إلغاء الحج بسبب هذا المرض تحاول قدر جهدها إرعاب الناس من هذا المرض؟؟  ألا يدلنا على أن إلغاء الحج مؤامرة جديدة تحاول أن تجعلنا نخسر شعيرة من أهم الشعائر الإسلامية التي لا تتكرر إلا كل عام مرة واحدة فقط؟؟

هل يستلزم مرض (إنفلونزا الخنازير) هذا الهلع والرعب المنتشر في العالم جرائه، فمن هلع شديد انتشر بين الناس، إلى إغلاق للمدارس في بعض الأماكن، إلى تهويل زائد عن حده للمرض مما جعل حالة الرعب تزيد بين الناس الحيارى بين أقوال العلماء والأطباء..

ثم من هو المسؤول عن إصدار أمر بإلغاء الحج: علماء الطب أم علماء الشريعة؟ هل نترك الأمر للمختصين من علماء الأمراض؟ أم للمشايخ وعلماء الشريعة؟ وكيف يمكنهم التعاون على الوصول إلى رأي موحد في المسألة؟؟

قضية كبيرة.. وعلى درجة كبيرة من الأهمية.. والآراء لا زالت متضاربة حولها..

لكن سؤالنا في هذه القضية.. ما رأيك أنت كمسلم في هذا الموضوع؟؟

هل يمكننا التعامل مع هذا المرض بشكل وسطي واقعي بحيث نستعد له ونحذر منه دون خوف أو رعب زائد؟ وهل نقبل إلغاء الحج لخوفنا على صحتنا أم نقبل عليه بشكل موضوعي بحيث نأخذ احتياطاتنا دون هلع من كل حاج يمر أمامنا؟؟

هل سنقبل أن نُحرم من حلمنا بزيارة بيت الله الحرام بسبب مرض لم تتأكد خطورته بعد؟ وهل نصدق كل ما نسمع عن هذا المرض؟ أم أننا علمنا أنه مؤامرة كبرى بين كبرى شركات الأدوية والحكومات العالمية لنشر الرعب بين الناس وزيادة بيع اللقاحات والأدوية الوقائية لهذا المرض بينهم مما يؤدي بشكل أوتوماتيكي إلى زيادة ربح هذه الشركات الكبرى.. والسيطرة من قِبل الحكومات العالمية على الدول المرتعبة من هذا المرض بوسائلها المعتادة من التفضل عليهم باللقاحات اللازمة للمرض والتحكم بما يحصل عندهم؟

 

 

وهل يمكننا أن نعتبر أن المحاولات المستمر لإلغاء الحج هذا العام ما هي إلا من أصحاب هذه الحكومات الخفية التي تريد منع أي مظهر إسلامي مهم، خصوصاً أن شعيرة الحج من أكبر المظاهر التي تدل على الإسلام و تُثبتُ أن دين الله يُصلح كل زمان ومكان؟؟

ما رأيك أخي المسلم.. وما رأيكِ أختي المسلمة..

شاركونا بآرائكم.. علنا نتشارك الوصول إلى نتيجة مقنعة بالنقاش والحوار....

 

 

 

شعار فيلم الكارتون (لوني تونز) قبل إنفلونزا الخنازير

 

والشعار بعد إنفلونزا الخنازير !!!!