wwww.risalaty.net


من سيفـوز بلقب الدّوري الإسباني؟؟؟


 

بسم الله الرّحمن الرّحيم

والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم

 

((مباراة ستكون كالسيف الذي سوف نقطع به بلد الوليد.. إمتاع فإبداع في مشوار سوف يستحق العناء.. مشوار البطولة ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان.. ستسأل عنها المرمى وكل الأركان.. ستقر على أن كرة برشلونة الفنان.. بصمة على جبين كل عاشق برشلوني في هذا الزمان...))

 

 

كانت 

هذه إحدى الإجابات على سؤال طُرح في أحد المواقع بعنوان: "من سيفوز بلقب الدّوري الإسباني؟" وقد اخترتها لِما في نفس صاحبها من شعور صادق وعميـــــق تجاه أحد الفريقين، والّذي أدّى به إلى التّفوّه بهذه الكلمات الحارّة، وربّما جعله يدعو آناء اللّيل وأطراف النّهار بفوز ذلك الفريق!! اخترت لكم هذا التّعليق لأطرح هذا التّساؤل: هؤلاء الّذين باتت نفوسهم مضطربة، وقلوبهم مسرعةً بالخفقان خوفاً من أن يخسر الفريق الّذي يشجّعونه، هل يمكن أن نجد في تلك النّفوس وتلك القلوب شيئاً من الشّعور نفسه تجاه مقدّساتهم الّتي يُهَدَّدون على الدّوام بإزالتها؟؟ أولئك الّذي غدا شغلهم الشّاغل هذه الأيّام، بل هذه الأشهر، بل دعوني أقلْ هذا العام هو معرفة من سيفوز بلقب الدّوري الإسباني.. برشلونة أم ريال مدريد؟؟ هل حظي بشيء من تفكيرهم سؤال: من سيفوز بالبقاء.. الأقصى أم الهيكل المزعوم؟؟ أو بعبارة أخرى: من سيفوز بلقب الخزي والعار.. أصحاب الأقصى أم أصحاب الهيكل المزعوم؟؟؟

        نقطة ثانية أحب الوقوف عندها: لماذا بات عرب اليوم شاغلين اهتماماتهم بما يبعدهم عن المقدّمة ويجعلهم في الخلف؟ حتّى أصبح اسم العربيّ مقترناً بما سخف من الأمور؟؟ فهذه المباريات - مثلاً - هل تستحقّ كلّ هذا الاهتمام؟؟؟ ربّما يكون أحدهم غارقاً مستغرقاً في مشاهدة إحدى المباريات، وإذ به بعد قليل يقفز ويكاد رأسه يلتصق بسقف الغرفة! لماذا؟؟ لأنّ الفريق الّذي يشجّعه سجّل هدفاً في مرمى الخصم!! أو ربّما تكون مستلقياً وقت الظّهيرة لتأخذ قسطاً من الرّاحة، فتسمع فجأة صوتاً في بيت جارك، وكأنّ خطباً جللاً قد حلّ بهم (أبعد الله عنّا وعنكم المصائب)، تركض فزعاً لترى ماذا حدث، فتجد العائلة جالسةً أمام الشّاشة السّاحرة يشاهدون كرة القدم، وقد انفعلوا مع أحد الفريقين الّذي كاد يُدخِل الكرة في الشِّباك، إلا أنّها مع الأسف ضربت بالعارضة وفرّت هاربةً من الملعب!!!

        ثمّ إذا أردنا الحديث بقليل من الكلام عن الرّياضة ولعب الرّياضة، فالرّياضة وتقوية البدن أمر مشروع وضروري، وخاصّة إن كان الغرض منها هو الاستعداد لمواجهة الأعداء، يقول الله عزّ وجلّ:]وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ...[ (سورة الأنفال/60). ولكن هل نصل إلى درجة أن تتعلّق قلوبنا بالكرة وبلاعبي الكرة، فتصبح الرّياضة ديناً يشغلنا عن ديننا الّذي أُمِرنا بالالتزام به؟؟ تجد أحد الشّباب جالساً ليتابع مباراة وقد أسكر عقلَه منظر الكرة وهي تتنقّل من قدمٍ لأخرى، فينادي المنادي للصلاة، لكنّ أذنه في ذلك الحين لا تسمع إلا كلمات من قبيل: (الكرة مع فلان، والآن ضربة جزاء، هدف.......). أمّا عبارة "الله أكبر" فلا تجد لها مكاناً في مسمعيه، يمضي متابعاً ما يتابع فتفوته الصلاة؛ لأنّها تكون قد انقضت قبل انقضاء المباراة!! والأبشع من ذلك أنّنا قلّما نجد القدوة الحسنة متجسّدة في الأب الّذي ينصح ابنه ويعظه وينبّهه ليصحو من غفلته ويتدارك صلاته، بل يكون الأب جالساً جانب ابنه، وصوته يعلو صوت ابنه بالتّشجيع والهتاف. أإلى هذا الحدّ وصلنا؟؟؟؟؟

        أخيراً لا بدّ من التّعريج على ما يسمّى "كأس العالم".. ترى ماذا تجرّعنا من هذه الكأس؟؟؟ من الأهمّيّة بمكان أن نضيف هذا التّساؤل إلى تساؤلاتنا السّابقة، وهو حول موعد التّصفيات النّهائية للمونديال، إنّ موعدها يتزامن مع موعد امتحان طلاب الشّهادات والجامعات، هذا العام وكلّ عام، هل جاء هذا الموعد صدفة؟ أو أنّه خطّة كباقي الخطط المرسومة ضدّنا؟؟ والّتي ما إن أشغلت الطّالب عن دراسته وامتحاناته فستكون قد خفّفت كثيراً من احتمال أن يبرز اسم هذا الطّالب؛ لأنّه بتفوّقه وتقدّمه العلميّ ربّما شاء الله له أن يكون أحد المساهمين في النّصر عليهم وكسر شوكتهم؟؟؟

الإخوة القرّاء!

قد طرحنا قضيّتنا

ونترك لكم إبداء الرّأي