wwww.risalaty.net


شاهد عيان يروي قصة وفاة الشيخ مصطفى الخن في المسجد


بقلم : أبو إدريس

اليوم الجمعة 1/2/2008 في جامع الحسن  في الميدان بدمشق ، وفي خطبة الجمعة كان الشيخ كريّم راجح يقرأ من رياض الصالحين ويشرح حديث أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرةً حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسةٌ، فقال: ((ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟)) قالت: نعم: فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد قلت بعدك أربع كلماتٍ ثلاث مراتٍ، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته))  رواه مسلم.

ثم توقف الشيخ عند كلمة "مسجدها "وقال أرى أن تُقرأ بفتح الجيم لا بكسرها، وتردد في ذلك ثم قال ليت الدكتور الشيخ مصطفى الخَن يضبطها لنا .

والدكتور مصطفى الخن ، يواظب على حضور خطبة الجمعة عند الشيخ كريّم ويجلس على كرسي (أول المسجد يمين الداخل إلي)  وبعد أربع دقائق تقريبًا من كلمة الشيخ كريّم تلك ؛ سمعنا شهقة (شهقها الدكتور الخن) فالتفت بعضنا وإذا بالشيخ أنس ابن الدكتور مصطفى يدلك له صدره وبعد قليل مدده على الأرض ،

 
كل ذلك والشيخ كريّم مسترسل في خطبته ، إلى أن أرسلوا إليه أحد الإخوة ليخبره ، فلما صعد الأخ المنبر ، وأخبر الشيخ كان وقع الخبر كالصاعقة فقال له الشيخ : الآن؟ في المسجد؟ إنا لله وإنا إليه راجعون وصار يتمتم بكلمات (عالم البلد عالم الأمة مات في المسجد ...) وأنهى الخطبة وطلب من الناس أن يمكثوا في أماكنهم وأن لا يزدحموا على الدكتور الخن ،

 
ثمّ صلى بنا الشيخ كريّم وهو يبكي ,

 
وبعد السلام أسرع ليرى صديقه وحبيبه الشيخ مصطفى الخن .

لقد أسلم روحه لبارئها بعد تسع وثمانين سنة أمضاها في طلب العلم والتعليم والتأليف والنصح للمسلمين

فأسأل الله تعالى أن يرحمه وأن يكرم نزله وأن يبدله دارًا خيرًا من داره وأهلاً خيرًا من أهله وأن يصبّر أحبابه

ثم مشيت مع شيخنا كريّم راجح فقال لي : " هذا العالم الذي لم يتلوّث لا بحاكم ولا بغني"

فقلتُ له : ولذلك قبضه الله في بيته!!

إنا لله وإنا إليه راجعون



أخوكم

أبو إدريس

دمشق بعد صلاة الجمعة ‏24‏/01‏/1429

ا شباط 2008