wwww.risalaty.net


رسالة شوق .. واعتذار


بقلم : آلاء محمد خالد الخطيب

 

هذه باقة من الشوق والمحبة أحببت أن أرسلها لسيّدي وجدي رسول الله تحمل في ثناياها ألماً من حال أمة المصطفى وأملاً في عودتها إلى ما كانت عليه..

فمن الحفيدة المحبة إلى الجد العظيم الأب الرحيم سيدي وقدوتي محمد رسول r وبعد :

فصلاتي عليك وسلامي أهديه إليك معطّراً بأجمل العطور ومكللاً بأجمل الزهور يا أعظم رسول..

سيدي رسول الله : أرجو أن تقبل هذه الهدية منّي وإن كانت صغيرة ولا تليق بمقامك وحضرتك إلا أنها المستطاع وهي ثمرة في بداية نموّها فبإذن الله ستزهو وتكبر وتنال إعجابك يا قرّة عيني..

لم أستطع أن أصبر وأنتظر حتى تنمو فشوقي لك طال وحُبي زاد فأردت التخفيف عنهما بهذه الرسالة،فلطالما بكت عيناي شوقاً لرؤيتك ولطالما انتظر لساني الكلام معك، فأنت يا سيدي منبع الحب والحنان اللذين نحتاج لهما في ظلّ هذه الحياة المريرة، وفي ظلّ فجور الزمان وتجبّر العدوان وانتشار المفاتن لإغواء الإنسان جعَلَتْ من المسلمين مستسلمسن...

فيا سيدي أنا إذ أشكو إليك دنيانا المضلّة وما أصابها أشكو إليك ضعفاً وبعداً عن شرع ربّنا، فنحن سبب ما يحدث، نحن السبب في ما يحصل لإخواننا في فلسطين والعراق ومشارق الأرض ومغاربها..

نحن السبب في انتهاك حُرمات الله وأعراض المسلمين..

نحن السبب في مقتل الشيوخ والأطفال وتشريد الأرامل وقهر الرجال..

نحن السبب في تجبّر الأعداء علينا حتى وصل بهم الحال إلى أن تطاولوا عليك يا سيدي...

لم نتحقق بالإسلام ونمتثل به على الوجه الصحيح بل جعلناه ثوباً نلبَسه ونخلعه متى شئنا...

لم نعتزّ بإسلامنا فأذلنا الله..

نعم يا سيدي هذه حقيقة حالنا فليس في هذه الأمة رجال كأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، ليس في هذه الأمة نساء كخديجة وفاطمة وعائشة، ليس في هذه الأمة شباب كالحسن والحسين، فكانت النتيجة أن أصبحنا كغثاء السيل يسخر منّا من شاء ويتجبّر علينا من شاء...

نسيَ الناس أنّنا كنّا في عهدك أعزّةً بالإسلام فأعزّنا الله...

نسُوا بأنّ السعادة والأمان وجدوا عندما طبّق الصحابة رضوان الله عليهم شرع الله، نسينا ماضينا وشُغلنا بدنيانا وأضعنا ديننا وإسلامنا فضاع كلّ شيء منّا، لم نفلح لا في دين ولا دنيا..

أعلم يا سيدي أنّ ما قلته يحزنك فهذه أمتك التي طالما أوذيت وصبرت على آلامك من أجلها (أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً)، ولكن أمتك لا تخلو من المؤمنين فهناك من آمن بما جئت به وأحبّك وسار في طريقك حاملاً على عاتقه نصر الإسلام والمسلمين، في هذه الأمّة من يعمل ليلاً ونهاراً لتعود الأمة إلى ما كانت عليه ونحن يا سيدي أبناء وطلاب هذه الفئة نحمل معهم راية الإسلام لتبقى خفّاقةً ساطعة تضيء الأرض بنورها...

نحن يا سيدي النصر للإسلام والعزة للمسلمين (بإذن الله)...

نحن الذين قرأنا سيرتك وأحببناك وأردنا السير على خطاك...

 نحن الذين أكرمنا الله بأن نكون عبيداً له وأكرمنا بأننا من أمّتك...

نحن الذين آثرنا الدين على الدنيا فجعلناها وسيلة لكي نصل بها إلى الجنة لا غاية.

نحن الشباب الذي أبى الانصياع لمُغريات الدنيا وفتنها المضلّة...

نحن الذين أحببناك وأردنا أن نترجم هذا الحب عملاً كي يسمع به العالم فحملنا سنّتك وبدأنا بإحيائها في نفوسنا وبين الناس...

نحن الذين بكيت شوقاً لنا ونبكي شوقاً لك بعد أن عرفناك، فأنت الرحمة والحبّ والودّ والكرم والوفاء والصفاء والحنان والعطف ووو....

    وأراك تخطر في شمائلك التي        هي فتنتي فأغار منك عليكا

فكيف للمرء بعد أن تعرّف عليك أن يحبّ أحداً كحبّك ؟!!...

فيا رسول الله أنا أشهدك بأنني أحبك وأرجو رؤيتك وأسعى جاهدة لأفوز بمرافقتك ولأكون قرّة عين لك في الدنيا والآخرة، فاسأل الله لنا لهدى والتقى والإخلاص وأن يجعلنا رفقاءك في الفردوس الأعلى ألا يكفينا أننا حُرمنا مرافقتك في الدنيا، واسأله أن يجعل نهضة هذه الأمة وعزّها ونصر الإسلام على أيدينا...

وأخيراً أسألك يا سيدي أن تشفع لنا يوم القيامة فالحِمل ثقيل والعمل قليل ولكنّ الطّمع في كرم الله وجوده هو المجير...

وفي الختام أرجو أن أكون قد عبّرت عن عظيم حبّي وشوقي وأن لا تحزن منّي ولا من إخوتي فالعهد الذي أعطيناه لك لن نخلفه بإذن الله وسنعمل به حتى نجتمع بك في مقام صدق عند مليك مقتدر...

وأقسم لك يا رسول الله أنّ ما قلته ليس كلاماً فحسب بل بإذن الله هو فعلٌ وعمل وسترى منّا بإذن الله ما يَسُر قلبك ويرضيك عنّا، فنحن الشابات والشباب المحمّديون ثبّتنا الله وخلّقنا بأخلاقك، وصلى الله وسلّم وبارك عليك وعلى آلك وأصحابك والتابعين إلى يوم الدين كلما ذكر الله الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، والحمد لله ربّ العالمين....