wwww.risalaty.net


مؤتمر لـ "صناعة المجتهد" في ماليزيا


بقلم : إسلام عبد العزيز فرحات

 

 

كوالالمبور - "نحن نهدف من ورائه إلى وضع أيدينا على بداية طريق لصناعة مجتهد مسلم يصلح للقرن الحادي والعشرين".

هكذا تحدث لـ"إسلام أون لاين.نت" أ.د قطب مصطفى سانو، نائب رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، عن المؤتمر الذي تعقده الجامعة تحت عنوان: "الاجتهاد والإفتاء في القرن الحادي والعشرين.. تحديات وآفاق"، وافتتحت أعماله اليوم الثلاثاء الثاني عشر من أغسطس 2008.

د. سانو أكد أنه "آن الأوان لنخرج من طور التنظير إلى طور العمل الفعال من أجل إيجاد حل ناجع لمشاكل الإفتاء على مستوى الأمة"، موضحا أن المؤتمر يهدف لبداية حقيقية لهذه المرحلة العملية على المستوى البعيد، عن طريق التعرف على وجهات النظر المختلفة لتحويل الاجتهاد من الدائرة النظرية إلى الدائرة العملية؛ كي يكون علما خاصا.

مشروع الجامعة

وأوضح سانو أن ما يتحدث عنه ليس من قبيل الإنشاء، وإنما هو مشروع ستتبناه الجامعة الإسلامية العالمية بغية تأسيس علم خاص بالاجتهاد يقوم على تراث ضخم من المعارف والعلوم الإسلامية، وتحويلها إلى مناهج يمكن من خلالها تأهيل وصناعة مجتهد يستطيع فهم المستجدات المعاصرة وتنزيل الأحكام عليها، مراعيا كل أنواع الفقه من مقاصد ومآلات وواقع إلى آخره.

وفي نفس السياق أوضح د. سيد عربي عيديد، مدير الجامعة الإسلامية بماليزيا، لـ"إسلام أون لاين.نت" أن المؤتمر يحمل أهمية بالغة من حيث إيجاد منهجية فقهية متوازنة، تلتزم النصوص والقواعد الشرعية، وتراعي كذلك متغيرات العالم، مؤكدا أن من هذه الثنائية تنبع أهمية الاجتهاد الذي توليه الجامعة اهتماما خاصا من حيث هو مشروع أمة.

ولفت عيديد إلى أن الجامعة لا تهدف من وراء المؤتمر إلى استكشاف الأطر النظرية فحسب، بل تسعى لدمج الاجتهاد والإفتاء بالعلوم الإنسانية وفروع المعرفة الأخرى، مما يوجب أن تتضافر الجهود لإنجاح مشروع يجعل من الاجتهاد علما مستقلا له أدواته النابعة من أصولنا، لكنها تتواءم مع مستجدات العصر.

وفي تعليقه لـ"إسلام أون لاين.نت" قال د. حزيران بن محمد نون، عميد كلية معارف الوحي والعلوم الإسلامية بالجامعة الإسلامية: "إن تغير المجتمعات بما يحويه من حقائق اجتماعية، وثقافية، وتقنية، واقتصادية، وسياسية جديدة، وما يجلبه من وقائع غير مسبوقة، ليتطلب اجتهادا جديدا وإفتاء عصريا بما يتفق مع المقاصد العليا للشريعة الإسلامية، وبالتالي لن يستطيع ممارسة تلك العملية إلا المؤهل لها".

  

 

وتابع: "وبالتالي فإن المؤتمر فرصة عملية لالتقاء العلماء والباحثين في مختلف المجالات لوضع أطر عملية تتيح تحويل الاجتهاد من إطاره النظري إلى إطار عملي يمكننا من صناعة مجتهد حقيقي يستطيع ممارسة ما سبق دون انحراف بإفراط أو تفريط".

هذا وقد شهد اليوم الأول للمؤتمر بعد جلسته الافتتاحية التي تضمنت كلمات ترحيب عدة جلسات تضمنت العديد من البحوث، كان أبرزها بحث بعنوان: "في الاجتهاد في النص.. المصطلح والمفهوم بين الجواز والحظر" للدكتور قطي مصطفى سانو، و"الاجتهاد الجماعي بين الواقع والمأمول.. مجمع الفقه نموذجا" للدكتور فهد بن عبد الرحمن اليحيى أستاذ الفقه بكلية الشريعة جامعة القصيم بالسعودية، و "إشكالية الردة وحرية الاعتقاد في الاجتهاد.. عرضا ونقدا" لعبد الله أحمد مبارك باحث دكتوراه بقسم أصول الفقه كلية معارف الوحي بالجامعة الإسلامية- ماليزيا.

يذكر أن المؤتمر ينظمه بمقر الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا قسم أصول الفقه بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية بالتعاون مع المعهد العالمي لوحدة الأمة المسلمة في الفترة من 12 : 14 أغسطس 2008.


محرر صفحة فتاوى الناس بشبكة إسلام أون لاين