wwww.risalaty.net


مشروع ... القرآن حياتنا ( 1 )


بقلم : ديمة محمد ديب هديب

 

 ( فلنحيا بالقرآن )

 


ها هو شهر رمضان قد لملم حقائبه ومضى ، وأتى بعده العيد يزف البشرى لفجرِ عامٍ جديد؛ ثم انصرف هو الآخر وبعدها عاد كلٌ إلى عمله فالطلاب إلى المدارس والجامعات والكبار إلى الأعمال والنشاطات .. وعاد هو فوق رفوف المكتبات ؛ وفي دروج السيارات ؛ وفي أماكن الزينة والصالونات .. ففي رمضان كان موجوداً في كل مكان وكان يحتل معظم الأوقات ففي وقت السحر هو الرفيق المنتظر.. وفي أوقات الخلوة هو نعم السلوى .. وفي النهار نحيا بكلام الكريم الدَّيان ؛ أما الآن فقد ضعفتِ الهمة وفترتِِِ العزيمة وعاد كلُ شيء كما كان قبل رمضان..

ولكنه كتاب ربي فهو غالٍ جداً ؛ فهو كتاب الله الحكيم .. وصراطه المستقيم.. وهو التشريع والدستور.. وهو منهج حياتنا على مر العصور.. وهو نبراسنا ومصدر سرورنا والحبور.. فكيف لنا أن نتخلى عنه ونبتعد عن قراءته ومدارسته ؟!

أيعقل أن نكون ممن هجر القرآن ونحن لا ندري !! ويأتي حبيبي وشفيعي وقدوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم حزيناً يوم القيامة ويقول :

﴿يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا

ولا نعتقد أنَّ هذا الهجر نوعٌ واحد إنما هو أنواعُ كثيرة : فمنه هجر التلاوة وهجر السماع وهجر التدبر وطبعاً هناك هجر التطبيق والتبليغ وهجر الحفظ ..

أترانا هجرنا التلاوة والسماع والحفظ ؟

قرأنا كثيراً من الصحف والمجلات وسمعنا كثيراً من الأغنيات والمسلسلات ؛ ولكنا ضِقنا ذرعاً بسماعِ أو قراءةِ صفحةٍ من القرآن أو حتى حفظها !!

فالعودة العودة إلى رحاب هذا الكتاب العظيم تلاوةً وسماعاً وحفظاً ..

ولا ننسى قوله تعالى : ﴿وَلَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ فَهَل مِن مُّدَّكِر﴾

أم ترانا هجرنا التدبر والتطبيق والتبليغ ؟؟! فإن كنا فعلنا ذلك فهذا الأخطر..

أنفقه كلَّ لغةٍ وكلَّ عبارة ولا نفقه كلام ربنا ؟! وكيف نقيم الحروف ونضيع الحدود فلا نأتمر بالأوامر ولاننتهي عند النواهي !!

فلا بدَّ هنا من وقفة

أقفها مع نفسي أولاً .. أخاطبها .. أحاسبها .. أناصحها .. أذكرُّها .. أيُّ النفوس أنتِ ؟!

أتهجرين القرآن وترجين رفقة النبي العدنان والخلود في أعلى الجنان ؟!!

فهزني هذا السؤال ؛ وراعني هذا المآل إن بقيت هاجرة للقرآن ؛ فانتبهت من رقدتي واستيقظت من غفلتي وقلت انتهى زمن السبات وبدأ زمن الحياة وبه تحيا الحياة فرفعنا شعار

( فلنحيا بالقرآن )

ليس شعاراً فحسب بل هو مشروع دعوة ؛ هدفه أن نعودَ للقرآن لكن بطريقةٍ مختلفة ؛ سنأخذ آية من الآيات في كل أسبوع ونضعها شعاراً لنا في حياتنا فإن كانت أمراً نأتمر به وإن كانت نهياً ننتهي عنه وإن كانت أسلوب دعوة نتخذه أسلوباً..

سنعود بطريقة ثانية سنفهم القرآن كما لم نفهمه من قبل ؛ سنحيا بالقرآن و سنعكس تطبيقات القرآن على حياتنا العملية ..

لن يبقى القرآن حبيسَ الحروف دون أن نطبق الأحكام ولن يبقى القرآن كما يظنه البعض لرمضان فقط أو للتبرك والاستشفاء ؛ فالقرآن يدفعنا للحياة والنجاح والفلاح ..

سنعمل جاهدين أن ننشر هذه الآيات في كل مكان في المنتديات وفي حلقات تحفيظ القرآن وللأخوة والأقارب والأصدقاء وفي كل مكان كل بحسب طاقته واستطاعته وعندئذٍ فقط نكون قد تلافينا جزءاً يسيراً من تقصيرنا بحق القرآن الكريم ولا نكون ممن هجرَ القرآن فاشتكى منه سيدُ الأنام ..فضعوا أيديكم في أيدينا كي (( نحيا بالقرآن )) ...

وسيستمر الموضوع بإذن الله ونتواصل ونتناصح على صفحات هذا المنتدى الغالي منتدى رسالتي وبنفس العنوان ( فلنحيا بالقرآن ) فمن سيشمر إلى هذه الطاعة ويشحذ الهمة ويشد العزيمة وسنى تواصلا ًرائعا بإذن الله وتشجيعاً مؤكداً ؛ نسأل اللله القبول والإخلاص ..

                                    ونحن بانتظاركم ...