wwww.risalaty.net


العادات والتقاليد في مواجهة الشرع والدين ...


 

ميزاننا ..

العادات والتقاليد أم الشرع والدّين؟؟

 

حال المسلمين اليوم يشهد بأنهم أولى من غيرهم بالدعوة إلى الله وإلى الإسلام الصحيح ؛ ذلك بأنهم مالوا عن شرع الله وجعلوا من عاداتهم نهجاً لهم ، فاخّتلت موازينهم وفسدت حياتهم وبات لسان حالهم يقول: {حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا} .

فإذا تـأملنا في أحوال الناس عامة لما خفي علينا أن ما يحكمهم في تعاملاتهم هو ما اعتادوه في حياتهم وورثوه من آبائهم .

بيد أن عادات الأولين ليست مذمومة على الإطلاق ؛ فثمّة عادات حسنة حث عليها الشرع وأمر بها ،كالتحلي بالأخلاق الفاضلة ، التي أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها في الجاهلية كحلف الفضول .

ومن العادات ما سكت عنه الشرع كعادات الناس في الأكل والشرب والتداوي واللباس .

ومنها ماحرمه الشرع ولكنها عمت وانتشرت بين الناس وهذا الذي نحن بصدده، كاعتياد الناس الاختلاط وظهور المرأة أمام الرجال من غير المحارم ؛ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول محذراً :{الحمو الموت}/حديث صحيح/

وكاعتياد بعض الناس شرب الدخان و ما تبعه . وهو من المفترات التي نهى الشرع عنها .

ومن أهم المخالفات الشرعية تلك التي تتجلى في مسألة العزاء وعاداته وطقوسة المتنوعة ، ففي بعض المجتمعات يطول العزاء أياماً وربما شهوراً ، والشرع ينهى أن تحد المرأة أكثر من ثلاثة أيام إلا على زوجها .

ولن ننسى عادة التنافس بتقديم أفخر الطعام للمعزين بينما رسول الله يأمرنا أن نصنع الطعام لأهل الميت : {اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم } / أخرجه الخمسة إلا النسائي/  . فخالفنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتركنا للوليمة وأقمنا الوضيمة

ومن العادات والتقاليد المنكرة بل من البدع الشنيعة ترك بعض الناس الاستخارة الشرعية واستبدالها بأخرى منكرة لا تمت إلى الدين والشرع بصلة .

وهناك الكثير من الأمثلة التي تصلح أن تكون شاهداً على موضوعنا ولكن أترك لكم النظر والتفكر والاستقصاء..

فما هذه التقاليد التي يتمسك بها بعض الناس ويعضوا عليها بالنواجذ ؟

وهل منا من يتفلت من هذه الأنظمة ويتحلل من هذه العادات ثم لا يكون جزاؤه إلا اتهامه بالتطرف وإيذان بعزله عن المجتمع !!

سيما وأن إجماع الفقهاء يقضي أن العادات والتقاليد التي تخالف الشرع مخالفة ظاهرة أو تخالف مقاصد الشريعة العامة يجب نبذها والسعي إلى تغييرها .

أما إذا كانت العادات متساوية في المصالح فأن يبقى الإنسان على ما هو عليه خير له من تلقي العادات الوافدة

فيا ترى هل سنغير ما بأنفسنا ليغير الله ما أصابنا ؟!!

شاركونا في آرائكم ..