wwww.risalaty.net


أهــلا ً بـك يـا رمضان ...


بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان

 يطل علينا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والبركة والإحسان، شهر المحبة والتسامح والغفران، شهر المبرات والصدقات والقربات، شهر المنافسة في الخيرات والطاعات، قال الله تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). ‏

الآية (المطففين: 26) فكيف ينبغي أن نستقبل هذا الوافد العظيم؟ أليس من حقه علينا أن نفرح بقدومه ونتهيأ له؟ ‏

وإن أول ما يلزمنا القيام به هو: ‏

الدعاء: بأن يبلغنا الله شهر رمضان ونحن في صحة وعافية، حتى ننشط في عبادة الله تعالى، من صيام وقيام وذكر، فقد روي عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان». (رواه أحمد والطبراني). ‏

وكان السلف الصالح رضي الله عنهم يدعون الله أن يبلغهم رمضان وأن يتقبله منهم. ‏

فإذا أهل هلال رمضان فمن السّنة أن ندعو الله ونقول: (الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربي وربك الله). (رواه الترمذي، والدارمي، وصححه ابن حيان). ‏

ثم علينا أن نظهر الفرح والابتهاج بقدوم هذا الشهر العظيم المبارك، فقد ثبت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: «جاءكم شهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم...». الحديث (أخرجه أحمد). ‏

وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله ے والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان، ويفرحون بقدومه. ‏

ومن آداب استقبال الشهر المبارك: العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان، فالكثير من الناس يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا، ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة. ‏

وكذلك عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، قال الله عز وجل: ûفلو صدقوا الله لكان خيراً لهم (محمد: 21). ‏

ومن آداب الاستقبال أيضاً: العلم والفقه بأحكام رمضان، فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد: ûفاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. (الأنبياء: 7). ‏

كما يلزمنا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟ قال الله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) (النور:31). ‏

ومن الآداب أيضاً: التهيئة النفسية والروحية، فكان النبي ے يهيىء نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر، فيقول في آخر يوم من شعبان: «أتاكم شهر رمضان...» ‏

فلنستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع: ‏

1 ـ الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة. ‏

2 ـ ومع الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر. ‏

3ـ مع الوالدين والأقارب، و الأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة. ‏

4ـ مع المجتمع الذي نعيش فيه حتى نكون عباداً صالحين ونافعين لأمتنا وأوطاننا، قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الناس أنفعهم للناس). ‏

ها هو رمضان قد أتى لنقضي فيه أياماً مباركة وليالي فاضلة تفضّل الله بها علينا، وهيأ لنا أسباب الخير، ورتب على ذلك العطاء الجزيل والثواب العظيم، فلنشكر الله تعالى على نعمته و لنسله المزيد من فضله وكرمه، ولنحرص على أن تكون أيام رمضان القادم كلها طاعة وعبادة وتقرب إلى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخب، وإن أحد سابه أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم).

 ‏فهنيئاً لنا بقدوم هذا الشهر العظيم ، وكل عام و أنتم بخير