wwww.risalaty.net


المنهج و المناهج التعليمية


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه الكرام والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

        خلق المولى الخلق، وهو أعلم بما يصلحهم وما ينفعهم، فرَسَمَ لهم منهجاً قويماً مستقيماً، ليسيروا عليه، ويستنيروا بنوره. قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} طه (123). أليس الخالق أولى بخلقه؟ والصانع أولى بصنعته؟ أليس من حق خالقنا علينا أن نلتزم بنهجه الذي أنزل، ونتبع نبيه الذي أرسل؟ فما بال الكثير منا ينصرف عن منهج خالقنا، ويلتزم منهج من كفر به، وجحد بأنعمه، وطغى وتكبر، وبطش واستعلى على مولاه، وعلى عباد الله؟؟

وقعت يدي على أحد مقررات الطب البشري، وهو التغذية في طب الأطفال، يتحدث بشكل عام عن التغذية والإرضاع الطبيعي للطفل. لفت انتباهي فقرة بعنوان: مدة ونسب الإرضاع الوالدي العالمية، وسأنقل لكم بعض ما ورد فيها: " توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، وكذلك الجمعية الوطنية الفرنسية لطب الأطفال على الإرضاع الوالدي مدة سنتين كاملتين، حيث أن نسب الإرضاع الوالدي في بلادنا تصل إلى 98% عند الولادة كما في إحصاء اليونيسيف عام 1996م، وإلى 50-60% في عمر سنة. وترغب الأمهات بالاستمرار على الإرضاع الوالدي أطول فترة ممكنة؛ لِما يحمله من فوائد كبيرة، مناعية وجسدية مختلفة، فإننا نرى أن الالتزام بما أوصت به منظمة الصحة العالمية في الإرضاع الوالدي حتى نهاية السنة الثانية من العمر أمر مفيد في بلادنا، على ألا يزيد عدد الرضعات على اثنتين في السنة الثانية من العمر........"

إذا بحثنا في كتاب الله عز وجل، فسنجد ما أجراه الغرب من أبحاث بشأن فوائد الرضاعة الطبيعية موجود في الآية الكريمة: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} البقرة (233). هذا أحد جوانب ما نأخذه من الغرب، والسؤال الذي يخطر في بالي: لماذا نقدّس نصائحهم، ونضعها في مناهجنا؛ دون الاعتراف أو الاكتراث بأن ما يكتشفونه وما ينصحون به ما هو إلا تصديق لكلام الله تعالى؟؟؟

        ثم إن المناهج التي يتلقاها أبناؤنا تحوي الكثير من المعلومات المغلوطة، والتي من شأنها أن تصرفهم عن الله، وعما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. تُرى.. هل ضمرت أدمغة العرب والمسلمين حتى باتت غير قادرة على وضع المناهج العلمية، ورسم الخطة الصحيحة للعقل العربي المسلم؟ فبات هؤلاء الطغاة يبثّون في أجيالنا الناشئةِ سمومَهم، وقد بهرونا بعلمهم، فمن ناحية نعترف بعجزنا أمامهم، ومن ناحية أخرى لا ننتبه إلى أن كثيراً من العلم الذي جاؤوا به؛ هو في الحقيقة موجود في القرآن الكريم، أو في السنة الشريفة، وبإمكاننا اقتباسه نحن، والعمل به، دون الاعتماد والاتكال عليهم.

أريد التركيز على نقطتين:

1- لماذا ابتعدنا عن منهجنا، وما أمرنا الله به في القرآن، ورسوله الكريم في السنة المطهرة؟ اعتبرنا أن الفائدة تتحقق عندما نأخذها من الغرب فقط؟

2- ما الذي يجب أن يكون عليه موقفنا حيال ما يتلقاه أبناؤنا في المدارس والجامعات، وما السبيل إلى حمايتهم من الفيروسات التي تغلغلت في المناهج، آخذةً شكل الفائدة العلمية؟