wwww.risalaty.net


شرطة بريطانيا.. تكافح الجريمة بالعبادة (بالمسيحية)!!!


بقلم : هيئة التحرير

بدأت وزارة الداخلية البريطانية في التخطيط لإنشاء مجموعات تضم عدداً من رجال الشرطة المؤهلين لمواجهة الجريمة بالصلاة والوعظ في مشروع أثار ردود فعل متابينة في بريطانيا، بحسب ما ذكرت صحيفة "إندبندنت" في عددها الصادر الجمعة 29-1-2010.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن متحدث باسم وزارة الداخلية قوله إن الوزارة قدمت لرابطة الشرطة المسيحية منحة قدرها عشرة آلاف جنيه إسترليني (حوالي 16 ألف دولار) "من أجل تحسين عملها في مجال أمن وسلامة المجتمع، ومعالجة السلوك المعادي للمجتمع والحد من العنف".

وأضاف المتحدث أن: جزءاً من هذه الأموال سوف يستخدم لتمويل مبادرة لتعزيز الروابط بين الكنائس المحلية وضباط الشرطة في مجال مكافحة الجريمة، وتهدف إلى تشجيع الكنائس المحلية على القيام بدور "صانع السلام" في المناطق التي يتفشى فيها العنف الذي تمارسه عصابات منظمة، بحسب الصحيفة.

وقال مات باجوت، وهو قائد الشرطة في إيرلندا الشمالية ويرأس رابطة الشرطة المسيحية: "إنه سيكون شيئاً عظيماً أن تعطي ضباط الشرطة الدعم والرعاية والتشجيع الذي يحتاجونه" من خلال ربطهم بالكنيسة كمصدر روحي لهم.

وأضاف أن الرابطة "تفخر بأنها تكافح الجريمة والسلوك المعادي للمجتمع من خلال الوعظ والتشجيع على العبادة، ومساعدة الضباط على تحسين قدرتهم في محاربة الفساد، وكذلك قدرتهم على اتخاذ القرارات الفورية".

 

"صلوا من أجل الشرطة"

من جهته قال مدير الرابطة دون أكسيل: "إننا نريد من الناس أن تصلي من أجل الشرطة، لمساعدتها على مكافحة الجريمة، ولحماية ضباطها خلال أدائهم مهامهم"، مؤكداً على أن الرابطة تتطلع إلى أن يتفاعل "المجتمع المسيحي" في بريطانيا مع هذا الأمر.

ولفت إلى أهمية ذلك قائلاً إنه في إحدى الحوادث لم يتمكن أحد الضباط من القبض على أحد المشتبه بهم، "إلا أنه عندما توجه إلى كنيسته وطلب من الناس الدعاء له ألقى القبض على الجاني في غضون أيام".

وأضاف: "بينما ضابط آخر طلب من كنسيته تشجيع الناس للصلاة لمساعدته في مكافحته لعمليات السطو المسلح في منطقة عمله، فتراجعت بنسبة 30% في عام واحد".

وبحسب إحصائيات وزارة الداخلية فإن بريطانيا لديها أعلى معدلات جرائم عنف في بلدان الاتحاد الأوروبي.

 

جدال

وأثار المشروع الجديد لتمويل الحكومة لما وصف بأنه مجموعات دينية موجهة في الشرطة ردود فعل متباينة في هذا البلد الأوروبي.

ونقلت الإندبندنت عن لي إيزاك، مؤسس حركة قساوسة في الشارع: "إن النهج المطلوب يجب أن يكون عملياً وروحياً على حد سواء"، مؤكداً على أن الصلاة والعبادة "تحدث فرقاً ملموساً" في مجال مكافحة الجريمة، موضحاً بالقول: "إذا كنت تصلي من أجل رفاهية وسلام المجتمع فسوف تجد أن الناس قد أصبحت أقل عدوانية من حولك".

وتعمل الحركة التي أسسها إيزاك على معالجة الجريمة بأسلوب مجتمعي وليس جنائياً، مركزة على عصابات جرائم العنف ومدمني الخمور.

إلا أن الجمعية القومية العلمانية في بريطانيا انتقدت المشروع الجديد لوزارة الداخلية البريطانية، ورأت فيه مخاطر بتقسيم ضباط الشرطة البريطانيين إلى مجموعات طائفية.

وقال رئيس الجمعية تيري ساندرسون: "ليس لدي أي اعتراض أن يقوم أي شخص بالصلاة من أجل أن يحل السلام في المجتمع، ولكن الحكومة يجب عليها ألا تقوم بتمويل هذه المجموعات من الشرطة الطائفية" في إشارة إلى رابطة الشرطة المسيحية.

وأضاف أنه "إذا كان هناك مؤسسة واحدة في بريطانيا يجب أن تكون علمانية، فهي الشرطة؛ حيث لدينا في مجتمعنا مسيحيون ومسلمون ويهود، وكلها طوائف لديها جمعيات شرطة مماثلة تقاتل من أجل الحصول على المزيد من الاعتراف والتمويل الحكومي".

 

المصدر: إسلام أون لاين