::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

كيف نرتقي به ؟!

بقلم : ديمة محمد ديب هديب  

 

مفهومٌ عظيم .. نبحث عنه .. نحتاجه .. نفعلُ المستحيل في الدفاع عنه .. نتخيله أحياناً.. ونتصنعه أحياناً أخرى .. نسعى لبقائه واستمراره .. نسمو به تارة .. وننخفضُ به تارة..

هو ....

كلمةٌ رائعة .. تشعرنا بالدفء في أبرد أيام الشتاء .. تبعث فينا الأمان في أشدِّ اللحظات خوفاً وقسوة .. تعيد إلينا بريقَ الأمل في أكثر الأيام ظلمة ..

هو ....

لغةٌ يتخاطب بها كل الناس .. لا تحتاج إلى ترجمة .. ولا يتعلمها الطلاب في المدارس والجامعات ..

هو ....

إحساسٌ خارجٌ عن إرادة البشر .. إحساسٌ فطري .. يعجز قلمي عن وصفه ..

هو الحب ....

إذا سمونا به وارتقينا وبلغنا درجة عظيمة نصل إلى مقام رفيع وهو : حب الله سبحانه وتعالى؛ فالله عز وجل بدأ الحب بنفسه فقال : ( يحبهم ويحبونه ) أيُّ دين هذا الذي احتوى الحب بهذه الطريقة ، فليقولوا عن ديننا ما شاؤوا فإن لنا رباً يحبنا ونحبه .. والأهم أنه يحبنا أولاً فبدأ بنفسه _ سبحانه _ وثنَّى بنا ، ومن أحب الله أطاعه ومن أطاعه أطاع رسوله صلى الله عليه وسلم وأحبه؛ فمن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تعلمنا الحب ومن ينسى حب الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته فقد أعطى الناس دروساً في الشاعرية والرومانسية _التي تحلم بها فتيات هذا الزمان _ عندما سُئل عن أحب الناس إليه فقال بكل بساطة وأمام كل الناس : " عائشة " رضي الله عنها ، وأبقى في هذه الدرجات العالية والمقامات السامية فأنتقل إلى إطار الصحبة والخلة والحبِّ في الله هذا الحب الذي يستمر لما بعد الموت وتحلو به الحياة فهو مقامٌ رفيع وأخلاقٌ حميدة وسجيةٌ عظيمة ومكرمةٌ من الله لمن يحيا هذه الأخوة الصادقة بلا كذبٍ ولا خداع ، وأجوب ساحات الحياة وأرى الحب بأشكال متعددة فهناك حب الأم لأبنائها وحب الأبناء لوالديهم وحب الطلاب لأساتذتهم، ونوع آخر من الحب رائع بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني هو حب الوطن والأرض ؛ وأسمو بروحي وعقلي وتفكيري في هذه الأنواع الرائعة من الحب الطاهر السامي ..

ثم أقف وقفة مع من قيَّد مفهوم الحب على أنه معرفة سطحية عن طريق الصدفة بين شاب وفتاة ربما في أحد المواقع الالكترونية حيث يستطيع بائع الخضار أن يكون طبيباً .. والطبيب أن يكون شاعراً .. وابن الستين شاباً وسيماً في أوج شبابه وجماله والأهم أنه يبحث عن شريكة حياته !!!

أو تعارف في الجامعة وتبادل للمحاضرات ضمن الحدود والضوابط والحواجز ومع أول حاجز يُرفع يقترب الزيت من النار ويبدأ اشتعال النار ؛ هنا يعتقد الشاب والفتاة أنَّ هذه النار التي ستحرق كل شيء هي نار الشوق والحب والهيام .. لكنهم ما علموا أنها نار الخطأ والبعد عن تعاليم الدين والالتزام ...

وطريقة أخرى : فخطأ في رقم هاتف أو جوال وعندما يعلم هذا الشاب أن صاحبة الهاتف فتاة يتكرر الخطأ آلاف المرات ؛ سبحان الله ! ويصبح هذا الرقم هو التسلية الوحيدة لدى الشاب ؛ والأغرب اليوم أنَّ الفتيات أصبحن يجربنَّ هذه الطريقة التي أكل عليها الدهر وشرب .. فصارت بنات هذا القرن يعاكسن الشباب ليرجعن وقد حملن معهنَّ أعذب الكلمات وأفضل الأغنيات وأعلى نسبة من أرقام هواتف الشبان !!

لا أدري هل أستمر في سرد طرق التعارف هذه أم أقف عند هذا الحد فالطرق كثيرة جداً وكلها تحت مسمى واحد هو الحب ..

فهل هذا هو الحب المنشود ؟؟!

وسؤالي لك أخية هل تجدين السعادة في حديثك مع هذا الشاب ؟!
وأنت أخي ألا تخف أن يعاكس أخواتك أحد أصدقائك اللاهين العابثين بأعراض الفتيات؟!

هل تصدقون ما يُعرض في التلفاز وما تشاهدون من الأغنيات أن هناك حب طاهر عفيف بين شاب وفتاة خارج مؤسسة الزواج ؟!

هل تصدقين أختي الغالية أنَّ هذا الشاب يسعى للزواج بمن خانت ثفة أهلها ؛ كيف يثق بك بعد ذلك ؟! لا تغرك الشعارات البرَّاقة التي يرفعها لك والنظريات التي يعجز عن تطبيقها والوعود والأيمان التي يحلفها فقد سمعتها قبلك كثيرات كنَّ على هذا الدرب سائرات لكنهنَّ الآن نادمات خاسرات تائهات وربما بقيت إحداهنَّ أياماً طويلة وأعواماً مديدة تتنظر فارس أحلامها المزعوم الذي وعدها يوماً بالزواج وبعد ذلك اختفى في الظلمات ؛ حتى وإن تزوجت إحداهنَّ تبقى ذكرى هذا الشاب تراود حياتها وربما كانت سبباً في تحطيم حياتها ..ولو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم لسمعت العجب العجاب فهم وجوه مختلفة لعملة واحدة يتفاخرون

بالإيقاع في الفتيات وسلبهنَّ العفة والحياء ..شيءٌ واحدٌ أحبُّ أن تتخيليه عندما تكلمين أحدهم في الهاتف وهو : أنَّ والديك يستمعون إلى حديثك كاملاً بما فيه من عبارات......  

كيف سيكون إحساسك وقتها ؟! وكيف ستقابلينهم ؟! _  ولله المثل الأعلى _  وأظنك تعرفين ما أعني تماماً...

لا أقول كلامي هذا لأني أكره الحب أو لأني متعصبةٌ متحجرة، ولكني لك ناصحة وعليك مشفقة وإني أعلم أنك أردت الحب الطاهر الذي ينتهي بالزواج فبذلت له كلَّ الأسباب دون التفكير في النتائج والعواقب ..

فكري لحظة دون أية مؤثرات خارجية في علاقتك بهذا الشاب وما يريده منك .. وفكر أنت أخي في هذه العلاقة وإلى أين ستنتهي بكما .. فإن كانت النتائج مرضية لله فبادرا إلى تطبيقها وإن كانت نزوة من النزوات أو تسلية و إضاعة وقت فتذكرا أننا مسلمون منقادون خاضعون وعهدي بكما الرجوع إلى تعاليم الدين الحكيم ففيها وحدها علاج كل المشكلات وعلى رأسها الحب ..

هذا ما خطته يدي وقد كتبته بمداد من دموع فتيات جرَّبن هذا الحب الزائف وعُدن بدموع خاسرة وربما هوان وصَغار عند الناس .. كتبت ما كتبت بدموع التوبة والانكسار لفتيات وشبان عادوا إلى الرحاب الطاهرة بعد أن عرفوا ماذا يعني الحب الطاهر العفيف الصادق .. كتبت من قلبي الذي ينبض بالحب كي نسمو بالحب ..

فهذه هي نظرتي في الحب وهذا هو جهد المقل في هذا الموضوع الهام والخطير فأعينوني بآرائكم وأرشدوني بأفكاركم ..

         كي نرتقي بالحب في زمن اختصرنا فيه الحب على..........

 

 

 

 التعليقات: 11

 مرات القراءة: 3395

 تاريخ النشر: 09/12/2008

2008-12-23

صبحي

مرة أخرى أجدني مضطراً للرد والتواصل مع هذا الموضوع الهام؛ وأشكر الأختين الفاضلتين: سهير وديمة ، وأقول: - تشخيص أي مشكلة ، وتحديد المسؤولين عنها ؛ هوأول خطوة على طريق العلاج الصحيح ، فالمريض بالربو يكمن معظم علاجه بتحديد السبب المحسس له ، و الابتعاد عنه... - تحميل الضحية ذنب جلادها هو نفي لأهمية الحب في حياة الشاب والفتاة؛ فلايتوجب علينا أن نمكث في البيوت ، ونعطل أعمالنا إن كانت السماء تمطر في الخارج؛ يكفي أن نصطحب معنا مظلة عند الخروج لتقينا من تساقط المطر علينا ؛ نعم مكوثنا في البيت يحمينا، لكنه يعطلنا عن أداء دورنا في الحياة ، وتصوير أن الشباب ذئاب مفترسة والصبايا غزلان برآء؛ يشوه البنية الفكرية في المجتمع ، و يكرس النظرة الدونية للأنثى وهو ماورثناه من قيم الجاهلية( أن نمسكها على هون ، أم ندسها في التراب ألا ساء ما يحكمون، ونحكم به!) التربية ثم التوعية ثم الوضوح في حدود الحلال والحرام ، والمسموح والممنوع ، ونقل الخبرات المنضبطة بحدود الشريعة من الأم لابنتها ، ومن الأب لابنه - وإن لم يتيسر ذلك فمن المرشد الخبير الموثوق إلى الأجيال المتعقبة عبر وسائل الإعلام والاتصال والتواصل - هو الحل الأمثل.. - عندما نتداول المفاهيم الخاطئة ، ونفبرك القصص الوهمية ونلفقها لنكرس شعور الخوف المرضي في نفس الأنثى وذاتها، أو عكس ذلك لبث روح التحدي والمغامرة في سلوكها ؛ لنرضى لبنات الناس ما لانرضاه لبناتنا! ونعيش جميعاً بوجهين ولسانين! نكون قد نفينا أهمية الحب ودوره في تحفيز طاقاتنا المبدعة، وإشعارنا بإنسانيتنا وحقوقنا التي منحنا الله إياها ، ولامنّة لأحد بذلك علينا. - دعونا نناقش الموضوع بآفاقه الرحبة بغض النظر عمن أثارته، وكيفية إثارتها له - مع شكرنا العميق لها على هذه الإثارة - التي سنثورها بمداخلاتنا المتجددة ، ولكم مني وافر الاحترام ، وسنتواصل دائماً بإذنه تعالى...............

 
2008-12-22

سهير أومري

أخ صبحي يتمجور موضوع الكاتبة حول فكرة واحدة ممنهجة ودقيقة وواضحة تماماً وهي: الحب السامي الراقي: جماله - طهره - سموه ثم تطرقت إلى الحديث كيف نهوي نحن بالحب عندما نقتصره على الممارسات الخاطئة خارج إطار الزواج ثم طرحت سؤالاً مهماً جداً كيف نرتقي نحن بالحب في مجتمع كمجتمعنا وضمن كل ما فيه من تقصير ومسخ لمعنى الحب.... بالنسبة لي كانت مداخلتي تتحدث كيف أن الحب يرتقي هو بنا عندما نرتقي نحن به بأن نستمتع بمشاعرنا ونجعلها ورقة أجر لنا رابحة مع خالقنا ومولانا فنرقى به بعفتنا وصبرنا.... فنعيش السعادة مرتين مرة مع الحب ومرة مع تقربنا من خالقنا بهذا الحب ولقد ذكرت ما ذكرت رغبة مني في بث هذا المعنى في نفوس المحبين وهذا أمر قد لا يخطر على بال الكثير منهم ... أما بالنسبة لمداخلتك أخي الكريم فكنت يا سيدي تركز على أمر مهم بلا شك وهو مسؤولية وواجب المجتمع بكل ما فيه من منظومات فكرية مبنية على العادات أو التقاليد أو التأثر بالغرب أو التدين... إلخ مسؤولية المجتمع في تشويه معنى الحب وجعله محدوداً ضمن إطارين إما الانحراف أو الكبت وكلاهما أسوأ من بعضهما ولا أرى إلا أن الكاتبة قد بينت هذا التشويه الذي قام به المجتمع من خلال أنواع الممارسات الخاطئة بين الشاب والفتاة وكيفية تعبيرهم عن هذا المعنى... فتعليقك يا سيدي يتناول جانباً آخر يتعلق بالموضوع من حيث السبب والكاتبة تكلمت عن نتائج الانحراف فقط ولم تتعرض لموضوع الكبت فجاء تعليقك إغناء للموضوع ولكنك يا سيدي لم تجب عن السؤال الذي طرحته الكاتبة لقد وقفتَ على المشكلة ولكنك جعلتها صعبة ومتشعبة - وهي كذلك بلا شك- ولكن ما أرادته الكاتبة أن رغم كل ما نراه من أخطاء السؤال الهام والهام جاد: كيف نرتقي به... ومن خلال كلامك تبين لنا كأن لا سبيل لنا ضمن هذا التقصير الفظيع والانحراف العام في المجتمع أن نرتقي به إلا بتيسير الزواج ولكن ماذا تقول إن علمت أن هذا التشويه في معاني الحب موجود حتى بين المتزوجين نحن نريد يا سيدي وقد أدركنا حجم المشكلة التي وضحتها في مداخلتك أن نجد حلاً للموضوع والحل لا يكون فقط بمعرفة المشكلة وإدراك حجمها وافتراض حل واحد لا يحيط بكل أسبابها الحل لا يكمن بإصلاح المنظومة الاجتماعية بأسرها بل بمعالجتنا لأنفسنا نبدأ بأنفسنا وبإيجاد طرق بسيطة نعين بها من حولنا حتى إذا فعل كل واحد فينا ذلك تم إصلاح المجتمع بأسره... أرجو يا أخ صبحي أن أكون قد وفقت فيما أردت توضيحه وشكراً لك

 
2008-12-18

صبحي

السلام على كل من قرأ هذا الموضوع ، وأدلى فيه بدلوه... أعود للمشاركة حباً وكرامة! لأن طرح الأخت سهير ، ورد الأخت ديمة عليها يوحي بفهم خاطئ للموضوع المطروح من قبل المتلقي من جهة وللمداخلات الواردة من قبل الكاتبة من جهة ثانية... كنت أتوقع وأريد عدداً أكبر من المشاركات سيما من الأخوات اللواتي أشار إليهن المقال على أنهن ضحايا لعبث الشباب بعواطفهن النبيلة ، ومع أن المشاركات الواردة قليلة حتى الآن إلا أنها في غاية الأهمية ، وقد تمحورت حول أمرين هامين هما: 1- تأكيد أهمية هذه العاطفة الأساس.. 2- الأخطاء القاتلة التي تؤدي إليها ممارستها بمعزل عن الانضباط القيمي والديني والأخلاقي... ولعل مرد ذلك إلى عجز المجتمع العربي والإسلامي - كما ذكرت سابقاً - عن مواكبة مستجدات الأحداث بما يناسبها من توعية وتوضيح للمسموح والممنوع في كل أمر منها دون خروج عن روح وجوهر الدين ، ودون الوقوع في مطبات التزمت والتشدد ونفي الحقيقة للهروب من التزاماتنا تجاهها... مايثلج الصدر هو الربط بين الحق والواجب في ممارسة هذه العاطفة السامية والمقدسة ، وتقسيمها المتساوي من قبل الخالق - جل شأنه - بين الذكر والأنثى ... لكن الإشارات التي جردت الفتاة من مسؤوليتها وقلصت من وعيها بحيث تقع فريسة سهلة لخداع الشاب ( السوبر ) ، والإيحاءبالإثم لمن يمارس هذه العاطفة من فئة الشباب ؛ يجعلنا نقول: - الأهل مسؤولون عن أي خطأ يرتكبه أبناؤهم وبناتهم ، لأنهم الرعاة! - والمفكرون مسؤولون لأنهم خلطوا بين الصحيح والخطأ ، واجتهد البعض - لقصور في ملكاته، أو تجاوز لحدود الله - فجعل الحلال حراماً والحرام حلالاً... مما أوقع المجتمع في حيص بيص!... سيما عندما وقع البعض منهم في فخ تطويع القيم الغربية والغريبة عنا بغية إحلالها قسراً في أذهان شبابنا ، وكرّسها قوانيناً في مجتمعاتنا ، وسلوكاً خاطئاً في ممارساتنا ؛ ابتداء من المصافحة إلى زمالة العمل والجامعة ، إلى الرفقة والصحبة والتعاهد على الزواج ، والزواج العرفي واللا عرفي!... مما جعل البعض مضطراً للجوء إلى المزيد من التشدد ، والبعض الآخر ساعياً للانغماس في مزيد من الانحلال للوقوع في مهاوي الفساد والرذيلة باعتبارها ممتعة ولذيذة بالنسبة له ؛ بعد أن تحرر من ربقة الدين ، وأمات ضميره ( شاب أو فتاة ) واتخذ إلهه هواه فكان أمره فَرطاً! - نفي الحاجة للحب بمعناه الواقعي خطأ كبير ، - وترك الأمور في هذه المسألة على عواهنها خطأ كبير آخر ، لايقل فداحة وجسامة عن الخطأ الأول.... وأقول للشباب والصبايا اختصاراً : [ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه ؛ فأحبوه في الله ، وبالله ، ولله ، وتزوّجوه بالحلال ، ويسّروا عليه الأمور ، واعينوه على الدهر ؛ يغنكم ربي من سعته ، ويحفظكم بحفظه ، ويغدق عليكم من نعيمي الدنيا والآخرة ] والسلام على من اتبع الهدى.......

 
2008-12-14

ديمة هديب

السلام عليكم بداية أشكر لكم حسن المتابعة وحسن التعليق وثانيا من أهم الأمور التي يجب أن نتفق عليها أنني ما نفيت في مقالتي الحب بل العكس تماما لكني تعمدت أن أذكر الحب الخاطئ بين الشباب والفتيات وأبدأ بالفتيات وذلك لما نراه ونسمع عنه من مصائب تحصل من هذه العلاقات _ والله على ما أقول شهيد _ أن هذه الحوادث أصبحت حديث بعض الفتيات وشغلهن الشاغل بين بعضهن ، وإن كانت هذه العبارات مكرورة ومستهلكة فإني أردت أن أتبع منهج الذكرى و خذها أخي وخذيها أختي ولو من غير فقيه وقد أثرت هذه القضية مع أنها قضية شائكة وطويلة و ذلك لعلمي بأهمية الحب وأنه من صلب الحياة وجوهرها ولثقتي بهذا الموقع ومن يرتاده وقلت أنني أرغب برؤية آرائكم حول هذا الموضوع فلعل هذه المقالة تكون بذرة للإجابة على هذا السؤال الضخم كيف نرتقي بالحب ؟

 
2008-12-14

سهير أومري

عزيزتي ديمة موضوعك متميز جداً وأسلوب عرضك جميل جداً ومؤثر وإنني أقدر رأيك في كون الحب الخالص لله ولرسوله وللأهل والوطن أجمل حب وأسمى حب ولكنني أقول أيضاً عزيزتي إن الحب بمعانيه الأخرى حب جميل لولاه لما رأينا بسمة تضيء أو عيناً تبرق أو قلباً ينبض بالحياة فالحب كلمة سامية راقية ترقى بنا إلى أفق لا تدركها أبصارنا.... الحب هو الذي يرقى بنا يحفزنا يشجعنا يشد على أيدينا به تشرق نفوسنا به تبتهج أرواحنا به نشعر بجمال الحياة به نتمنى أن تستمر الحياة فالحب ينفث فينا نبض الحياة لنستمر فيها أقوياء ولكن متى يكون ذلك متى يرتقي بنا الحب..؟؟؟؟ يرتقي الحب بنا يوم نرتقي نحن به بمعنى آخر يوم نجعل من هذا الإحساس حافزاً للحياة حافزاً للعمل حافزاً للاستمرار يوم يكون منارة تضيء لنا الطريق لنتلمس القوة ونتسلح بالأمل وذلك يكون يوم ندرك أن في الحب سعادة أخرى غير سعادة اللقاء والوصال إنها سعادة نفسية وليست حسية بل ربما تفقد معناها وجمالها عندما تصير حسية.... سعادة تشعرنا أن قلوبنا أكبر من أن تتسع لها صدورنا سعادة تجعل قلوبنا كبيرة لا تحدها حدود بل ترقى هي فوق الحدود والسدود لتصبح مأوى للعالم بأسره مأوى ينبض بالفرح مأوى منه تشرق خيوط الفرح لتضيء الدنيا كلها ليكون ملجأ لكل من أحب وقاسى أو تعذب وذلك يكون يوم نحرص على مشاعرنا فنرعاها ونحتفظ بها في مكان ولادتها في قلوبنا يوم نتحرق شوقاً لمن نحب ثم نقف سعيدين بعفتنا سعيدين بصبرنا سعيدين بتضحيتنا سعيدين بما ارتضاه الله تعالى لنا قانعين أن الحب الذي أشرقت له قلوبنا ربما نحكم عليه بالإعدام ساعة نبوح به قانعين أن من بث فينا هذا الإحساس قادر على جعله شقاء نشقى به طيلة حياتنا إن رسمنا نحن له المآل والمصير قانعين أن الله تعالى وحده القادر على أن استمرار سعادتنا بهذا الحب يوم نستسلم لمشيئته فينا... عزيزتي الموضوع جدير بالوقوف عنده ولكن وقفة كهذه لن تؤديه حقه إنه موضوع عميق عمق النفس الإنسانية قديم قدم وجودها أكبر من أن تدرس أبعاده في هذه المحطة....

 
2008-12-13

صبحي

لن أتفذلك وأقول الحب: كلمة من حرفين مو أكثر!.... الحب هو أساس الكون ، وهو الغاية التي نسعى إليها جميعاً في معناه وغايته الأوسع والأشمل ليحتوي كل الأبعاد التي نحيا ضمنها، ومن أجلها .. وهو سيد العواطف وأجلّها ... ورغم أن البعض قد يعتبره عيباً؛ إلا أنه يمارسه عندما يدرك أنه إنسان ، لأن الأنس قائم على الوداد والارتياح والألفة والانسجام التي يختصرها ويعبر عنها الحب في أرقى معانيه الشمولية.. وإني أشكر للأخت ديمة حسن التواصل لكن القصد من المشاركة هو الإغناء والإثراء؛ وليس السجال والمماحكة!... العيب الاذي أشرت إليه في معالجة مثل هكذا موضوع هو الطريقة النقلية والتقليدية في عرض الأمثلة وهو ما يهدف من خلاله بعض الكتاب لتطويع المثال قسراً لصالح المقال؛ بمعنى آخر : عندما نذهب إلى أي نقاش بقناعات مسبقة ، وفكر متحجر؛ فلن نستمع للطرف الآخر لأننا شكّلنا في عقولنا رفضاً مسبقاً لما سيطرحه مخالفاً لرأينا، عندها سنتكلم فقط ؛ ولن نسمع أبداً!... ولن نلتزم بنهج (الحكمة ضالة المؤمن ؛ أينما وجدها التقطتها: لأنه الأحقّ بها..) وأخطر ما في الأمر عندما ينغلق شبابنا وفتياتنا على أفكار نمطية دون مناقشتها منطقياً وعقلانياً وعقدياً.... سيما إذا كانت مصدّرة لهم من الداخل أو الخارج لقمع اندفاعهم الحيوي ، وطموحهم الوثاب.. أو لحرفهم عن النهج السليم، والفطرة الأولية التي فطر الله الناس علبها. الأمر بحاجة إلى مزيد من التوضيح ؛ لكني أعتذر عن المتابعة بسبب كثرة المشاغل ، وعدم الرغبة بالاستئثار لوحدي بالتعليق.. مع أني سأتابع ما سيطرح حول هذا الموضوع بشغف واهتمام أشكر الأخت ديمة لأنها أثارت هذا الموضوع للنقاش؛ وثقتي كبيرة أن المشاركات الأخرى ستغنيه، وتبلوره.. والسلا م عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
2008-12-11

صبحي

نشكر لسيدي المشرف العام تواصله معنا من الديار المقدسة تقبل الله طاعته وغفر لنا وله، وبلغه أهله وأحبته سالماً غانماً... أعتذر عما ورد في تعليقي الأول من أخطاء بسبب السرعة وكثرة الانشغال؛ لكن أهمية الموضوع دفعتني للتعليق عليه ثانية! سيما أن أسلوب الطرح - وحسب رايي الشخصي - جاء تقليدياً وبعيداً عن جوهر المشكة الحقيقي ألا وهو : عجز المجتمع العربي والمسلم عن تطوير مفاهيمه الاجتماعية بما يواكب روح العصر من جهة، ويلبي الاحتياجات الانسانية لشبابنا وشاباتنا من جهة ثانية.. ولعل تأخر المفكرين ورجال العلم والدين في بلورة أشكال وأنماط جديدة للمفاهيم التقليدية؛ بحيث يسود العرف في معظم الأحيان فوق القانون والدين هو أس المشكلة ؛ مما يخضع الشاب والفتاة لخدود وقيم وضوابط ما أنزل الله بها من سلطان، ويرى نفسه بسببها منفصلاً عما يجري حوله، وغريباً عن القوالب التي يتم تفصيلها وانتاجها سلفاً من قبل أشخاص وهيئات بعيدة كل البعد عن تفهم معاناة الشباب، وفهم غايات العقائد، بحيث نصل إلى نتيجة مأساوية تتلخص بالانغلاق على الذات ، أو القفز فوق القيم والضوابط العقدية، لاختلاط المفاهيم من جهة، وعدم تصدي الأهل والمعنيين بالشأن التربوي والاجتماعي لرصد أبعاد الظاهرة ، وتقديم الحلول المناسبة لها... لذلك سنبقى ندور في حلقة مفرغة، ونجتر قناعات ومفاهيم _ أكل الدهر عليها وشرب_ منهنا تبرز أهمية الطرح الجديد لجوهر المشكلة الذي تصدى له فضيلة الشيخ الطرشان في حلقاته عن الشباب عبر برنامجه الرائد(نور على نور) والذي لم يتح له أن يكمله بعد... وهوفتح جديد لأفق مبشر بالخير ستتوضح أبعاده وملامحه تباعاً إن شاء الله تعالى وإلى المزيد من الأفكار الجديدة خول هذا الموضوع الهام في تعليق قادم ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
2008-12-11

ديمة هديب

جزاك الله خيرا حضرة المشرف العام على كل ما تقدمه في هذا الموقع المبارك ؛ وإنه فخر كبير لي أن تمر على مقالتي المتواضعة من مكة المكرمة مع كثرة المشاغل والأعمال بارك الله بهذا الموقع وجعل لنا كلمة صالحة فيه

 
2008-12-11

ديمة هديب

السلام عليكم مشاركة طيبة أخ صبحي ،ولي تعليق بسيط على كلامك _للتوضيح فقط_ فكما قلت الموضوع طويل وأنا لم أقل أني حصرت الموضوع كله في بضعة أسطر لكن ما قصدته هو توضيح أن الحب ليس محصورا فقط في علاقة بين شاب وفتاة وإنما الحب مفهومه أوسع من ذلك ؛ وبالتأكيد لا أحمل أحد المسؤولية فالكل مسؤول ويجب ألا أحصر المسؤولية في الأهل فأين الفضائيات والإعلام والتدين ؟؟! يجب أن نكون موضوعيين في أحكامنا على الناس واعيد وأكرر بالتأكيد نحن لسنا ضد الحب لكنا ضد من يضيق مفهوم الحب وقد ذكرت أن الكون كله قائم على الحب وفي النهاية أسأل الله التوفيق والسداد في القول والعمل وأن يكون كلامي واضحا لكل من يقرأه وجزاك الله خيرا

 
2008-12-10

المشرف / مكة المكرمة

جزاك الله خيرا وفتح الله عليك ونور قلبك بنور الإيمان

 
2008-12-10

صبحي

الأخت ديمة: إن طرح مثل هذا الموضوع الشائك والشيق ضمن هذا الإطار، وبمثل هذا الأسلوب يفرغه من مضمونه أولاً، ويقلب الأمور رأساً على عقب ثانياً... الحب بمعناه السامي وفي حلّيته: يبدأ وينتهي بين شاب وفتاة قيض الله لقلوبهما أن تلتقي لتعمر الأرض بالخير والنسل الصالح.. وإذا كان الظرف الاجتماعي الآن يزيد من عقبات هذا الجمع المبارك، ويجعله نوعاً من الإثم؛ فهذا أدعى أن نكرس هذا السلوك الطبعي نين شبابنا وفتياتنا بأن نعلّمهم أن الحب الحلال هو أغلى وأحلى وأرقى وأمتع عاطفة خلقها الله على الاطلاق منذ أن خلق آدم وحواء وإلى أبد الدهر.... ليس العيب فينا أوفيكن.. بل كل العيب في الهل والمجتمع الذين لايعطون للأمر أهمبته التي يستحقها، ويوفرون له مقومات نموه وازدهاره بتأمين مستلزماته من تيسير لشؤون الزواج، وتحصين الشباب بالوعي القيمي الصحيح الذي يجعلهم قادرين على تحصيل حقوقهم في هذه الحياة دون الوقوع في مهاوي الانحراف، أو النكوص النفسي بسبب عدم الحصول على أبسط الحقوق الانسانية.. يطول الحديث حول هذا الأمر : لكن المختصر الذي أردت قوله في هذه العجالة: العاطفة خلقها الله عز وجل فينا لنشبعها بالحلال ، وهذا الأمر حيوي وهام ولايمكن إغفاله أو تجاهله ... وخطأ أن نحمّل الضحية ذنب جلادها.. أو ننكر الحق لأننا غير قادرين على تحصيله!!!؟

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 302

: - عدد زوار اليوم

7446381

: - عدد الزوار الكلي
[ 42 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan