::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أخبار ونشاطات

 

 

حوار مع مدير عام بنك الشام الإسلامي

بقلم : شام برس  

مدير عام بنك الشام الإسلامي:

المصارف الإسلامية تشرف عليها هيئات شرعية لتنظيم عملها ولا نحجم عن التمويل الصناعي الذي تتوفر فيه الشروط المطلوبة

 

دمشق – نقلاً عن شام برس
أكد محمد سلمان مدير عام بنك الشام الإسلامي على أن الأزمة المالية العالمية أثبتت صوابية النظام المصرفي الإسلامي ودوره في حماية أموال المواطنين والحفاظ على الوضع المالي للدول وأوضح سلمان أن المصارف الإسلامية استطاعت جذب عدد كبير من المتعاملين على الرغم من قصر مدة عملها في السوق السورية وجاء ذلك خلال الحوار الذي أجرته معه شام برس ضمن الملف الذي تعده عن المصارف وشركات التأمين وإليكم الحوار كاملا ً ...


ـ كيف كان دخولكم للسوق المصرفية السورية وكيف فكرتم بهذا الدخول ؟
بعد صدور القانون الخاص بإنشاء المصارف الإسلامية من قبل الرئيس بشار الأسد في عام 2005 تنادى عدد من المستثمرين السوريين والعرب للعمل على تأسيس مصرف إسلامي في سورية حيث تم إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية وكل ما هو مطلوب من قبل الأطراف المعنية وبالفعل تم أخذ الموافقة النهائية في شهر أيلول من عام 2006 على تأسيس بنك الشام الإسلامي وتم افتتاحه رسميا ً في 27 / 8 / 2007 وكان اختيار سورية نظرا ً لكونها بيئة استثمارية جاذبة وجديدة بسبب توافر قوانين تشجع الاستثمار بشكل كبير عدا عن كونها سوق مصرفية ناشئة وإمكانية النجاح فيها كبيرة جدا ً.


ـ بعد مضي فترة على تواجدكم في السوق المصرفية السورية كيف تجدون هذه السوق من ناحية النمو و التطور ؟
السوق المصرفية الإسلامية السورية سوق واعدة وممتازة وهناك إقبال كبير عليها حيث إن هناك شريحة كبيرة من المجتمع السوري ترغب بالتعامل مع المصارف الإسلامية التي تدقق أعمالها هيئات شرعية تضم عدد من العلماء الأفاضل ويمكننا القول أن السوق المصرفية الإسلامية تحقق نسب نمو مرتفعة وعالية جدا ً.


ـ برأيكم هل استطاعت المصارف الإسلامية الحصول على حيز واسع من السوق السورية ؟
بالتأكيد فعلى الرغم من قصر مدة ممارسة البنوك الإسلامية لنشاطها في سورية نجد إقبال ممتاز على هذه الخدمات ونحن متفائلون جداً وواثقون بأن هذه السوق تستوعب عدد أكبر من المصارف الإسلامية حيث يبلغ عدد سكان سورية أكثر من 20 مليون نسمة وبحسب الإحصائيات فإن كل 50 إلى 60 ألف مواطن لهم فرع مصرفي واحد في حين أن كل 5 إلى 6 آلاف مواطن لهم فرع في عدد من الدول المجاورة مما يعني السوق المصرفية لا تزال متعطشة لمزيد من البنوك .


ـ ما هي الفوارق بين المصارف الإسلامية والمصارف التقليدية ؟
المصارف الإسلامية والتقليدية كليهما يقومان بتقديم خدمات للجمهور ولكن الأسلوب هو الذي يختلف فالأولى تسير وفق أحكام الشريعة الإسلامية والثانية وفق الطرق التقليدية وهناك نظرة عند عدد من الناس التي تعتبر هذا حلالا ً وذاك حراما ً والبنوك الإسلامية تشرف عليها هيئات شرعية بعلماء أفاضل ونحن في بنك الشام الإسلامي وفقنا بهيئة شرعية تضم نخبة من العلماء تشرف على عمل المصرف كما أن البنك الإسلامي لا يقدم قروض لا يعرف مآلها وإنما يقدم أموال وفق نظام المرابحة حيث يقوم بشراء السلع ثم بيعها لصاحب الحاجة بنسبة ربح محدودة في حين أن البنوك التقليدية تقدم قروض بفوائد مقابل ضمانات ولا تتابع فيما إذا استخدمت هذه الأموال للغرض الذي أخذت من أجله .

ـ هل لديكم خطط لزيادة انتشاركم الجغرافي في عام 2009 ؟
نعم لدينا خطط لزيارة الانتشار والتوسع بالخدمات حيث سنعمل على فتح 6  فروع وكذلك تقديم خدمات الرسائل القصيرة وe.b .n.b  وفي القريب العاجل سنقوم بإصدار بطاقة فيزا العالمية بالإضافة إلى نشر الصرافات الآلية في مختلف المناطق لتيسير أعمال الناس في السحب النقدي .


ـ هل استطاع المواطن السوري تقبل فكرة وجود المصارف الخاصة والإسلامية أم أنه لا يزال هناك أزمة ثقة بين الطرفين ؟
ليس هناك أزمة ثقة والمواطن يرغب بالتعامل مع المصارف الخاصة والثقة تزداد وتنمو يوماً بعد يوم  مع التزام المصارف الخاصة والإسلامية بتقديم خدماتها الجيدة والمناسبة .


ـ كم بلغ عدد المتعاملين وحجم إيرادات وتوظيفات بنك الشام الإسلامي خلال العام الماضي ؟
بلغ عدد المتعاملين حوالي 27000متعامل وبلغ حجم الودائع حوالي 11مليار ليرة (جارية –توفير – استثمارية ) منها 40% تم توظيفها في عمليات مختلفة .


ـ هل لديكم قروض متعثرة في بنك الشام الإسلامي ؟
تكاد تكون نسبة ضئيلة لأننا حريصين على الحصول على الضمانات الكافية للبنك  قبل التمويل وهذا أمر طبيعي.


ـ يقال أنكم تتوجهون نحو التمويل التجاري ذو المخاطر القليلة وتبتعدون عن التمويل الصناعي ذو المخاطر الأكبر فماذا تقولون حيال ذلك ؟
بشكل عام البنك عندما يقدم له طلب تمويل من قبل أي زبون فإنه يقوم بدراسة هذا الطلب بعناية حيث تتم دراسة تدفقاته النقدية و ضماناته وميزانيته ولا نحجم عن تمويل أي مشروع تتوفر فيه الشروط المطلوبة لأننا نتعامل بأموال المواطنين وبالتالي يجب أن نعرف كيف نحافظ عليها وكيف نستثمرها بالشكل الأمثل .


ـ أين موقع ذوي الدخل المحدود من خطط بنك الشام الإسلامي ؟
سنعمل على تقديم كافة الخدمات لذوي الدخل المحدود ونحن الآن ننتظر صدور قرار الإيجار المنتهي بالتمليك لنساعد ولو بجزء بسيط لحل مشكلة السكن لذوي الدخل المحدود وهذا ما يساهم في زيادة مدة الإقراض وبالتالي تخفيض قيمة القسط الشهري .


ـ هل التشريعات والقوانين والقرارات الصادرة من السلطات المختصة تواكب التطور الذي تشهده السوق أم أنها  بحاجة إلى المزيد ؟
القوانين تتماشى مع الحاجة إليها ومسيرة سورية باتجاه اقتصاد السوق الاجتماعي أمر جيد وبالتالي هذه القوانين تتعدل وفق جدول زمني يتناسب مع تطور السوق.


ـ ما هي المساهمة التي تقدمونها لدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية؟
نحن نقدم تمويل للشركات والصناعات وهذا يشكل إضافة اقتصادية من خلال زيادة الصادرات وتوفير فرص العمل وهو ما يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.


ـ كيف توظفون أموالكم وهل هناك مشاريع محددة تسعون لتمويلها ؟
نحن نقوم بتوزيع المحفظة التمويلية إلى قطاعات عديدة ونقوم بدراسة مشاريع عديدة تخدم عملية التنمية .


ـ ما هي خططكم لزيادة الوعي المصرفي الإسلامي بين المواطنين ؟
لقد قمنا بالعديد من الندوات في المراكز الثقافية وذلك بحضور الهيئة الشرعية التي كانت تشرح للناس ماهية عمل المصارف الإسلامية وقد كانت هذه الندوات تشهد إقبالا ً كبيراً جداً وبالتأكيد فإننا سنستمر بها .


ـ هل أنتم مع ازدياد الدور الرقابي لمجلس النقد والتسليف والمصرف المركزي على عمل المصارف أم تخفيضه تدريجيا ً للوصول إلى إلغائه وترك السوق تعمل بحريتها ؟
لا يوجد نجاح دون ضوابط وبالتالي الرقابة مطلوبة ولكن ضمن أصول وقواعد محددة وما نشاهده الآن من عمل على دليل حوكمة الشركات ليست سوى قوانين لضبط إيقاع السوق وتسييرها بالطريق الصحيح و بالتالي نحن مع ازدياد هذا الدور وتدعيمه .


ـ كيف تجدون نظام التقاص الحالي المعمول به في المصرف المركزي ؟
نظام التقاص الحالي مرض ٍ نتيجة عدم وجود تداول كبير للشيكات بين المواطنين السوريين وإذا كان هذا النظام يعاني من مشاكل فإنه من الممكن حلها بطرق واحد هو الحوار الذي هو الأداة لحل جميع العقبات .


ـ هل تعانون من نقص الخبرات المحلية حتى تضطرون للاستعانة بخبرات عربية وأجنبية؟
نعم نحن نعاني بشكل كبير لأنه ليس من السهل استقطاب موظفين للعمل في المصارف الإسلامية وبشكل عام البنوك لا تحبذ استيراد الخبرات الأجنبية لأنها تتقاضى أجور كبيرة ولكن الحاجة هي التي تفرض ذلك وسبب نقص هذه الخبرات هو عدم تواجد نشاط مصرفي إسلامي في سورية ولكن مع مرور السنين ومع استمرار افتتاح المصارف ستتطور الخبرات المحلية .


ـ إذا ً هل أنتم مستعدون لاستقبال الخبرات السورية العاملة في الخارج ؟
فورا ً وقد أعلنا عن ذلك في عدد من وسائل الإعلام في الخليج العربي لأن عودة هذه الخبرات هو أمر مهم للسوق المصرفية السورية وللعاملين  أنفسهم .


ـ هل لديكم خطط واستراتيجيات واضحة لتأهيل وتدريب الكوادر السورية ؟
بالتأكيد لدينا خطط كبيرة وهامة لتدريب الشباب الجامعي السوري على الخدمات المصرفية الإسلامية عبر مستويات متعددة .


ـ ما هي رؤيتكم للوضع المالي للمصارف العاملة في سورية ؟
حاليا ً الوضع جيد ولكنه يصبح أفضل بتطبيق المعايير الدولية وذلك من خلال دليل حوكمة الشركات ودليل إدارة المخاطر بحيث تتبع هذه الإدارة لكل أجزاء المصرف لتفادي الأخطار التي يمكن أن تقع ونحن في بنك الشام الإسلامي نعمل على تفادي الأخطار من خلال وجود هيئة شرعية عالية المستوى مكونة من مجموعة من العلماء الأفاضل بالإضافة إلى التدقيق الداخلي والخارجي وكذلك تدقيق مصرف سورية المركزي.


ـ كيف ترون تأثير الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السوري بشكل عام و على الوضع المالي والمصرفي بشكل خاص ؟
سورية جزء من هذا العالم وبالتالي فإنها بالتأكيد سيتأثر وأعتقد أن هذا التأثير سيكون ضعيفا ً مقارنة بالدول الأخرى ولكن ارتدادات هذه الأزمة ستكون موجودة من خلال التأثير على حجم الصادرات والواردات بالإضافة إلى فقدان عدد من العمال السوريين لأعمالهم في الخارج مما يزيد من أعباء البطالة و يضاف إلى نقص تحويلات المغتربين وضعف المشاريع الاستثمارية مما يمكن أن يؤثر على المصارف بشكل غير مباشر عبر نقص الإيداعات والتوظيفات، أما التأثير المباشر فإن المصارف السورية لم تتأثر به لأنها لا تتعامل بالمشتقات المالية كما أنه تخضع لقوانين و تشريعات تحميها من الوقوع في هذه المخاطر وهنا لا بد لي من القول إن الأزمة المالية العالمية أكدت صوابية النظام المصرفي الإسلامي وقدرته على حماية أموال الناس والشركات والاقتصاديات الوطنية .

حاوره – خلدون عليا

 

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3363

 تاريخ النشر: 19/02/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1093

: - عدد زوار اليوم

7402823

: - عدد الزوار الكلي
[ 61 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan