::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

سأريكم آياتي

بقلم : بتول : B  

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحانه وتعالى! قوله الحق، ووعده الحق، ومن أصدق من الله حديثا؟ ومن أصدق من الله قيلا؟ صدق الله العظيم حين قال: "سأريكم آياتي فلا تستعجلون".

ما حدث في غزة وقع بعلم الله، ولحكمة بالغة، لا يعرفها إلا هو، يعجز العقل البشري عن إدراكها.

سمعنا وشاهدنا آيات باهرات دالات على قدرته وعظمته وحكمته يعجز اللسان عن البيان، يقف العقل والقلب مذهولين أمام كل ذلك كنا نقول من قصر عقلنا آيات الله عز وجل وقعت قديماً، والآن ربما لا تحدث معجزات ولكنه سبحانه جعلنا نرى بأم أعيننا من آياته العظام، قدر ما نصف لن نصل إلى أقصى الوصف.

قصة من إحدى القصص والمعجزات التي حدثت ربما سمعتموها : طبيب قرر الذهاب إلى غزة ليجاهد في سبيل الله بما حباه الله من خبرات , ودع عائلته وصل المعبر هو ومن رافقه من المجاهدين ولم يكد يصدق أنه ذاهب إلى هناك. تقطعت قلوبهم، تعذبوا، خافوا، تمرمروا، لا.. ليس خوفا من القصف أو الموت، بل لما تعرضوا له أثناء سفرهم من ثنيهم عن عزيمتهم وإحباطهم وإرعابهم من الأشقّاء ولكن وصلوا مع ذلك منهكين. وفجأة عندما وضعوا أقدامهم على أرض غزة ذهب كل ذلك العناء بقدرة قادر، وشعروا بشعور آخر شعور الطمأنينة والسكينة والهدوء والأمن رغم القصف والرعب والدمار فخروا من فورهم لربهم ساجدين، يا سبحان الله! ماذا يوجد هناك في غزة؟ تسأل إحدى الأخوات وتقول: أريد الذهاب إلى هناك لأشاهد وأحس ذلك الإحساس، فإذا بأخرى فجأة تجيب: هناك الله! يا الله!! هناك الله ! هو الذي تجلى عليهم وغشيهم بسكينته ورحمته وقربه التي حاول الكثيرون أن يحولوا بين أهل غزة وبين تلك التجليات عندما حرموهم من زيارة بيت الله الحرام ويأبى الله إلا إن يتم نوره. والله أعلم، طلبوا الله بصدق فما خيبهم.

مقولة نعرفها لإبراهيم بن الأدهم: "نحن في لَذّةٍ لو عرفها الملوك، لجالدونا عليها بالسيوف".

والآن لمسناها حقاً، إنهم يقاتلون عليها أهل غزة، وبالأخص مجاهدي حماس، قاتلوهم عليها لا بالسيوف، ولكن بمليون ونصف طن من القنابل والصواريخ بشتى أنواعها، ولكن الرب بالمرصاد، الحمد لله! رد كيد أعدائهم في نحورهم خائبين ذليلين مقهورين. بدأ ذلك الطبيب عمله في المشفى، وشاهد ما شاهد من المناظر المبكية والمؤلمة، والأعجب حالات صعبة لا علاج لها لديهم ولا أدوية، إذ كانت حالات جديدة بسبب تلك الأسلحة التي استخدمت لأول مرة، كانت تلك الحالات تشفى بقدرة الله عز وجل شفاءً ذاتياً سريعاً، ومن جهة أخرى، ألهم الله عز وجل أطباء غزة جدارة وتفوّقاً يفوق مستوى العالم وكانت العمليات الجراحية تجرى على ضوء الموبايل.

 عدا عن ذلك: أطفال بجوار المشفى يهرعون مسرعين ليقوموا بدورهم الجهادي أيضاً، فهم عندهم الرضيع مجاهد، يحسب العدو رضاعته قنبلة، سارعوا ليساعدوا طواقم الإسعاف في إسعاف الجرحى فيقول لهم ذلك الطبيب: يا أبنائي الأعزاء أنتم صغار، اذهبوا إلى مكان آمن بعيداً عن هذا القصف والرعب. حيث أن المشفى الموجودين فيه قد تعرض للقصف. فكانت إجابتهم الباهرة ببساطة: لا.. نحن لا نخاف من القصف، فإن متنا فسوف نموت شهداء. يا الله! من جعل قلوب هؤلاء الأطفال كقلوب الرجال الأبطال؟

ومع الجوع والحصار وقلة الطعام لم ينسَ أهل غزة مكارم الأخلاق، فأكرموا ضيوفهم الأطباء، ويا ترى ماذا قدموا لهم؟ نعم.. جادوا بكل ما يملكونه من ضيافة، قدموا لهم بعض الخبز اليابس! والزيت والزعتر! وما تيسر. فالتاريخ يعيد نفسه، مواقف ومشاهد ذكرتنا بزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال". الترمذي. وأهالي غزة يأتيهم بعض الطعام من خلال الأنفاق.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا كان طعام أهل الذل والغدر؟ ولكن الحياة ليست ميزاناً، فالعبرة هي الآخرة، فطعام هؤلاء إن لم يتوبوا هم ومن والاهم من أهل الخنوع؛ الصديد والزقوم في النار، فشتان بين هذا الطعام وذاك!

"ألا يا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا، جائعة همام يوم القيامة".

وهذه قصة: كانت الصواريخ أثناء المعركة، معركة الفرقان تنهال بشدة، والجو مرعب للشجر والحجر قبل البشر، وكان اثنان من المجاهدين الذين كانا على اتصال بقاداتهما، كانا في قلب المواجهة. ذهب المجاهدان إلى البئر المعدّة مسبقاً، وبعدها انقطع الاتصال بينهما وبين القادة لمدة، وكان القادة على وشك إصدار بيان باسميهما على أنهما استُشهدا، ثم قالوا: لنتريث قليلاً. وبعد ساعتين عاد الاتصال بين المجاهدين وقادتهم، وأخبراهم أنهما بخير. قال لهم القادة: أين أنتما؟ لمَ لا تردّان؟! قالا لهم: إن الله عز وجل لم يجعلنا ننعس فقط، بل أنامنا لمدة ساعتين. وصدق الله تعالى إذ يقول:{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ}.

هذا غيض من فيض، وقليل من كثير، والله تعالى علام الغيوب، هناك حكم لم يطلعنا عليها بعد إلهنا العظيم.

خلال أيام هذا العدوان استشهد حوالي 1300 وعد الجرحى بفوق 5000 ولكن الكريم أظهر قدرته وعوض على أهل غزة بحوالي 3000 مولود أي ضعف عدد الشهداء.

ففرعون عصرنا الذي جعله الله عز وجل آية كفرعون موسى عليه السلام لكن فرعون موسى موجود جسد بلا روح وأما شارون فهو جسد بروح. من أقواله الساقطة: أطفال غزة يجب ألا يولدوا ويروا الحياة وبما أنهم قد ولدوا وولادتهم خطأ في هذه الحياة، فعلينا أن نصحح هذا الخطأ فتكبّر واستعلى فحكمة الله وإرادته لم تعجبه فجعله الله عبرة.

وأخيراً سمعت منذ مدة طويلة عن إحدى رسوم الكاريكاتور لليهود: أن اليهود رسموا رسمة تعبر عنهم، وفي الجهة المقابلة لها وضعوا الفلسطينيين. وإلى جانب اليهود وضعوا العالم بأسره معيناً لهم، ويا ترى ماذا تتوقعون أنه سيكون بجانب الفلسطينيين؟ كتبوا فوق الجانب الفلسطيني بكل سخرية (الله)! وهم يضحكون ملء فيهم ويقولون: العالم والفلسطينيون ليس معهم إلا الله.

يا الله! قوم معهم الله فمن عليهم؟ وآخرون عليهم الله فمن معهم؟

سخروا ؟ فسخر الله القوي منهم وما ينتظرهم من وعيد الله أدهى وأمر بإذن الله.

 

 

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2851

 تاريخ النشر: 23/02/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 643

: - عدد زوار اليوم

7401011

: - عدد الزوار الكلي
[ 49 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan