::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

دموع وابتسامة

بقلم : إسراء سليمان  

صرخ الطفل وكانت هذه أول صرخة له في الحياة... فالتهاني تأتي لأمه من كل زائر تهنئها بقدوم المولود الجديد .....والذي بدأ حياته بحركات تشعر كل الزائرين بوجوده....

وعندما بدأ بالنوم أخذته أمه بكل حب وحنان...لكي ينام بهدوء وهو في حضنها الدافئ.

فجأة... جاء الأب وعلى وجهه ابتسامة حزينة...لم يستطع أن يحتمل بأن يرى مولوده الصغير والذي لطالما اشتاق إلى هذه اللحظة ...لحظة سماع أول صرخة له في الحياة الممتلئة بكل ما يسر ويحزن... فقد أصابته حمى شديدة جعلت من سمعه ونطقه لا دور لهما في حياته ... استسلم الوالدين لقدر الله..

ولكن لم يستسلما للاكتئاب من شدة الحزن عليه .

بدأ الطفل يكبر أمام عيني والديه، وبدأ الأب بالابتعاد عن البيت لم يعد يهتم به ...

أصبح كل اهتمامه بأصحابه وأعماله خارج البيت... ترك كل الرعاية لأمه.... فهو ليس له دور في البيت إلا النفقة.... هكذا يظن ... ولم يعد الطفل يطيق تصرفات أبيه السيئة... فأصبح الطفل ملازماً لأمه ... يبدو أنه قد نسي أباه..

مرةً.. كان الأب مسرعاً إلى الخروج من المنزل .. فأمسكت يده يدٌ صغيرة وناعمة بكل حب وحنان .. إنه ابنه الصغير...

كان قد قرر بأن ينسى دور أباه في هذه الأسرة ولكنه لم يستطع أمسك يده وأصبح يكلمه بحركات معروفة بينهما ...كاد الأب أن يترك ابنه ... فهناك من هو أهم منه بكثير..

دموعه الرقيقة هي التي توسلت إليه بأن يبقى معه في البيت.. فقد ظن الأب بأن هذا الطفل ليس لديه مشاعر يستطيع بأن يعبر بها عن كل ما يريد... فإن لم يكن له صوت يسمعه فهناك دموع يراها في وجهه وابتسامة بريئة تعبر عن كل ما يشعر به .. وما أن جلس الأب مع طفله حتى أحضر له قرآناً... وأشار إليه بأن يتوضأ ليقرأ له سورة من القرآن الكريم ... ولكن أي سورة ؟!

إنها سورة الرحمن... ولكن لماذا هذه السورة بالذات ؟!

لكي يذكره بنعم الله تعالى ويذكره بأن هناك جنة عرضها السموات والأرض ويحذره من عقاب الله الشديد ... ويذكره بأن هذه الحياة كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ... وما أن بدأ بتلاوة هذه الآيات حتى أحس الأب بكل ما يريده منه هذا الطفل البريء وبدأت الدموع تنهمر وتنهمر ...

وحين رأت الأم هذا المنظر العجيب أصبحت هي الأخرى تشاركهما في حديث الدموع هذا... ولكنها الآن دموع مختلفة.

دموع لطالما اشتاقوا إليها...

فاليوم أصبحت دموع الناس على الصفقات الخاسرة.. الديون الثقيلة ضيق المعيشة ... ولم تُذرف يوماً من خشية الله ... صفقاتهم وديونهم وضيق المعيشة قد أنستهم هذه الدموع.. هذا ما كانت تقوله الأم للأب... فالأم هي التي ربت طفلها على هذه المشاعر التي استطاع الطفل أن يوصلها إلى أبيه من دون أي كلمة...

وارتسمت على وجوه هذه الأسرة ابتسامة مزينة بدموع الشوق والسعادة...

نعم إنها سعادة كادت أن تختفي وراء أوهام لا فائدة منها....

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 2805

 تاريخ النشر: 13/05/2009

2009-05-15

دعاء الأصفياء

السّلام عليكم* معك حقّ أختي إسراء، جزاك الله خيراً على هذه الكلمات المؤثّرة. باتت دموع النّاس على أشياء لا قيمة لها في هذه الدّنيا. أسأل الله أن يرزقنا دموع الخشية من جلاله*

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 815

: - عدد زوار اليوم

7451023

: - عدد الزوار الكلي
[ 40 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan