النظام في الإسلام.. مقارنة ومقاربة
بقلم : جعفر عبدالله الوردي
النظام كلمة اقترنت بالإسلام وليست غريبة عنه، ما جاء الإسلام إلا بنظام، وما تحركت دعوته وانتشاره وطرق تعليماته وشرائعه إلا بنظام، وما هذا الكلام لعمري انحيازاً ولا تعصباً إنما هو واقع يعرفه من استقرأ التاريخ والأحداث.
إذا نظرنا إلى الإسلام نظرة شمولية فإننا نراه قد تدخل في حياة الفرد على كافة الصعد، تراه تدخل في أمور السياسة والرياسة والجيش والخطط العسكرية، وتراه أيضاً قد تدخل في الحياة الأسرية وفي أجواء المعيشة البسيطة والمعقدة، تدخل بك وأن في البيت وأنت على الفراش حتى وأنت في الحمام!
ليس هو تدخل فضولي أو مقيت، على العكس تماماً بل هو تدخل إصلاحي تدخل لا يرضى بك إلا وأنت في قمة الرقي على كافة الأنظمة والأحاسيس.
تشريعات الإسلام تدل على ذلك دلالة واضحة جلية، عندما نراه حدد أوقات العبادات وأوقات دخولها وأوقات خروجها، فلا يصح تقديم شيء على شيء ولا تأخير شيء عن شيء، وإن فعلت وخالفت النظام المقرر فقد أسأت وتحملت وزرا وعرضت نفسك لعقوبة !
نظام وتنظيم إجباري... لا همجية معه ولا طيش ولا تصرف فردي على حسب الشهوة والإرادة... بل التزام بأوقات ومواعيد وكلمات وعدد وحركات!
كل هذه الدقة والتفاصيل الحساسة ولا نراها تؤثر في حياة الفرد المسلم أبداً!
حقاً إنه أمر يعجب منه، ويستغرب كل الاستغراب والدهشة، لا نظام ولا تنظيم، لا تخطيط ولا تدقيق، همجية وشرود، تشتت وضياع.
كل هذا ممن ينسب إلى الإسلام التي مر معنا طريقة نظامه وترتيبه! العور واضح أنه من المسلمين، والمشكلة لا شك تكمن في أتباعه.
إن كل هذا الترتيب والتنظيم ينبغي أن يربي المسلم على النظام العفوي، فيصبح نظامياً دونما تكلف ولا تشدق، بل يصبح النظام شيئاً مألوفاً يأتي مع حركته في الحياة اليومية، هذا ما ينبغي أن يكون، لكن الواقع غير ذلك كلياً.
ماذا إذًا استفدنا من الإسلام؟
ماذا تعلمنا منه؟ وماذا استفدنا من الروتين اليومي الذي نقوم به من أوامر ونواهٍ؟
حقيقة تُلفُّ الكف، وتُعقد الحواجبُ لهذا الأمر الغريب...!
علينا أن نعيد برمجة الحياة... ونعرف نحن ماذا ولماذا هكذا... كفى... نحتاج إلى ثورة على الذات... ونظر في الأمور من جديد.....
التعليقات:
0 |
|
|
مرات
القراءة:
3116 |
|
|
تاريخ
النشر: 06/04/2010 |
|
|
|
|
|
|