هل فينا عائشة أو يكفينا ابن عمر ؟ ! (1)
بقلم : نور سعد الدين القاسم
نحو مرجعيات نسائية مسلمة
هل فينا عائشة أم يكفينا ابن عمر ؟! سؤال أوجهه لنفسي ولكل من يقرأ في هذه الزاوية، سؤال لم يغب عن خاطري منذ ذلك اليوم الذي سمعت فيه أن بعض الأخوات يبحثن عن أستاذة تشرف على زاوية الفتاوى والاستشارات ، تحمست معهم وقررت المساعدة ، وبدأت أقلب صفحات ذهني واستحضر شخصياته اللاتي سمعت بهن أو قرأت عنهن لكن أصدقائي وفرن علي الوقت بالنتيجة السلبية التي صدمنني بها .
عدت لنفسي... لأفكاري وتساؤلاتي ... أحقاً لا يوجد من نرجع إليهنّ في استفساراتنا وأسئلتنا الكثيرة ، إننا في هذا الوقت والمجتمع يعجُّ بأحداث وخطوب بحاجة حقاً لعالمات نتعلم من أفعالهن قبل أقوالهن وننهل منهنَّ علوم ديننا ، نحن بحاجة إلى قدوات يملكن قدرات فائقة في جذب فتيات الإسلام يوجهونهن ويغيرن مساراتهن وأهوائهن ، داعيات يكسرن حواجز الظلمة التي تغشو أبصار نساء المسلمين اليوم ، بحاجة إلى رموز نسائية تقف بجانب علمائنا الرجال الكثر ليعملن معاً في نهضة المجتمع ..
بالطبع أنا لا أنكر وجودهن في عصرنا ، لكن ... أين هنَّ ؟! ومن هنَّ ؟!
أخشى أن نكون بحاجة إلى بحث وتمحيص شديد حتى نجدهنَّ ...
و لماذا يخفين أنفسهن إن كن موجودات ؟!
وإن كنت أعرف بعضهن وهنَّ قلائل فغيري لا يعرفهنَّ فيضطر للجوء ( للعالمات الجاهلات) !!!
هل أكون قد أفرطت إن حلمت بعائشة في عصرنا ؛ عائشة الفقيهة الشاعرة التي كانت مرجعية للرجال والنساء في عصر النبوة ؟؟
هل أهذي إن تخيلت وجود نسخة ثانية من الداعية المتصدقة زينب بنت جحش التي مضت على بركة الله وفي سبيل الله ، أو نسخة من التابعية السيدة " أم الدرداء الصغرى " التي كانت تدرس في المسجد الأموي الفقه والحديث وكان يحضر مجلسها الرجال والنساء ؟؟
هل أكون قد تجاوزت حدودي إن تمنيت وجود أمثال هؤلاء النساء المسلمات الفقيهات بأمور دينهن الداعيات العالمات بعصرهن ومتطلباته ؟؟
ترى متى ستلدين أخيتي ابنة تهبينها لله ولله فقط ... تتفرغ للإلمام بعلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟
لكن وإن أنجبت هذه الفتاة هل يوجد معهد شرعي يحتضنها بعلمه ؛ يثقفها ويعلمها ويخرجها مرجعية للنساء ؟؟
فأين السبب بانعدامهن أو تواجد القليلات منهنَّ وهل للمجتمع دور في غيابهن أم أن الحالة الاجتماعية هي المانع الأساسي ، أم السبب في عدم تواجد من يرعى هذه الاهتمامات والأفكار ؟؟
أم أن هذه الأفكار قد حذفت من عقول بعض المسلمات ووضع مكانها الاهتمام بأمور الدنيا فتغيرت توجهاتهنَّ !!
ترى وإن عرفنا السبب لغيابهنَّ فما هي الطرق والحلول التي بإتباعها نحقق ما نحلم به ؟؟
فهل سنجد عائشة أو يكفينا ابن عمر ؟!
هذا ما سأحاول التوصل إليه في هذا البحث وأسأل الله السداد والرشاد .
التعليقات:
4 |
|
|
مرات
القراءة:
3705 |
|
|
تاريخ
النشر: 01/03/2009 |
|
|
|
|
|
|