أبدِيت .. دِيْلِيت .. تَثبيت
بقلم : بتول
بسم الله الرحمن الرحيم
امحُ سواد قلبك بلسانِك وتفكيرِك، وعقلُك موجَّهٌ إلى ربك، طالباً منه غفران ذنبك..
قلوبٌ تذنب وتتوب، ما تلبث أن تنير، حتى تتوه في الظلمات..
يتصارع فيها الخير والشر، فهي بين إقبال وإدبار..
وهناك من يحاول صدَّها عن السبيل، وزجَّها في أجواء الفساد، إذا رآها سلكت سبيل الرشاد..
فهي بحاجة لمن يَشدُّ عضدَها، ويقوّي إيمانها، وينير طريقها، وينقذها من التشتّت، ويأخذ بيدها إلى طريق النجاة..
تنظر بحرقة إلى القلوب المطمئنة المقرَّبة من ربها، وتسأله بِكرمِه أن يجعلها مثلَها..
بحاجة إلى (delete) من الوجود تلك القلوب التي أحيطت بالجُدُرُ، يتخبّط فيها الغيظ والحسد والحقد، لا تنكر منكراً ولا تُقِرُّ معروفا..
أُشربت من هواها فطُبِع عليها؛ جزاءَ ما كسبت يداها..
لا تسمح للنور بدخولها؛ ظناً منها أنها ستفقد السعادة التي تعيشها، ولكنها لغبائها لو عرفته لعرفت أنها كانت مخدوعة بسعادة وهمية، وأنها استبدلت باللبِّ القشورَ..
همُّها تلطيخ القلوب البيضاء بالسواد، وتكديرُ صَفْوِها، وضمُّها إلى صفِّها، وسدُّ فُرَجِ النور في القلوب المتقلبة..
أصحاب القلوب امتلكوا جوهرة نفيسة، جدير بهم أن يصونوها ولا يَدَعوا أحداً يَمَسُّها بسوء أو يقترب منها فيلوثها بأنفاسه الغدارة..
هذه الجوهرة لم يمتلكوها بإراحتهم للأبدان وإطلاقهم للنفس العِنان، بل حازوا عليها بالمجاهدة؛ فجعلوا يزيلون الكدر ثم الشوائب عنها، وراحوا يصقلونها ويلمّعونها، حتى غدت بيضاء براقة، حريصين أشد الحرص على صفائها، وإذا نكتت فيها نكتة سوداء سارعوا إلى محوِها..
فلأجلِ ما ذاقوه من الحلاوة راحوا يدعون الناس لامتلاك تلك القلوب...
ولا تسأم من سؤال ربها الثبات على ما أنعم وتكرّم...
اللهم يا أكرم الأكرمين! أكرمنا بقلوب تحبها، وملؤُها حبُّك..
الجاهلُ يلهو بالزَّبَدِ
ويُضِيْعُ سُويعاتِ العُمرِ
أما الغوَّاصُ أخو الجَلَدِ
فيفوزُ بأصدافِ الدُّرِّ
الدُّنيا يومٌ والعاقل
يرتاحُ قليلاً في الظِّلِّ
لكنَّ الرَّحّالَ الجاهل
يلهو بفراشاتِ الحقلِ
الدُّنيا يومٌ بل ساعة
والسَّاعةُ تَمضي لا تَرجِع
فاغْنَمْ من دُنياكَ الطَّاعة
لِتفوزَ برِضوانِ المبدع
التعليقات:
0 |
|
|
مرات
القراءة:
6010 |
|
|
تاريخ
النشر: 01/03/2011 |
|
|
|
|
|
|