مداد حيــــاة
بقلم : نور سرايجي
فلتشكري يامن أزلت اللثام عنك لتحتجبي وراء سرادقات اصطنعتها لنفسك ..
فلتحمدي يا فاتنةً تقلّدْتِ موكب الفطنة بفطرتك، واكتنفْتِ بواطن القوة بطبعك..
هناك من كرّس طلب الغفران ليحقّق بعضاً منك وأنا ألتمس شكرك بل وجلّ حمدك؛ لأحقّق مايسمَّى بعدك..
لا لشيء إلا لأشياءَ أردتها منك يا صاحبةَ العلّة المضنيّة و الحاجة المقضيّة ..
إليك حصراً أبثُّ بصيص حرف قد ذاب فيَّ لأجعله لك وحدك دون هو ..
أنت هي .. ولعلي أُراني سأحذف العلة سواء المديّة منها أم الحقيقيّة لأتّكئ على ماهو أسهل منها..
لأوجّه كلاماً له دون هي ..
فقط التماساً للخفة الملتمسة
بعيداً عن النقطة المرتكزة..
ولأنّ مداد الروح قد ينطفئ من ترّهات حياة انقلبت رأساً على عقب من تفاصيل معضلة بتنا ننوحُ بهمس ..
ونناجي بصمت ..
معبّرين عن أنّات و هبات ليست لنا..
نشتمّ عبق التّواصل مغردين منتشين سحر الأماني وبوح الرجاءات..
تلوح مُغريات الدنيا وهي باكية حزينة علينا، مستاءة من واقع ليس لنا ..
وناقوس النسيان يدق نسماته معلناً الشروع والإذعان لحاضر..
تجرّع الأيام يضطرنا إلى أن نمضيَ الثواني تباعاً مسلمين لحال مقدر علينا ..
أدمغتنا ميّالة للتناسق
وقلوبنا هفهافة للتّلاقي
وأيّ تلاقٍ ذاك الذي نراه أقرب مايكون للبعد منه للقرب ..
كيف و المساعي معطّلة و النوايا موجّهة إلى الضدّ ..
فلزم بذاك العمى الاختياريّ الذي ينصبّ تترى علينا، و يتوجّه منا إلى نقطة الارتكاز المعنيّة بالاهتمام أو بعدمه..
وما أقبح العدم الذي يتوجّه إلى المحاسّة، فتتكامل الحواسّ معلنة النفير نحو ما ينوّم الضمير الذاتي..
فيا أطيار الودّ !! هل لي بنبضٍ أقتبسه منك لأحييَ قلباً هو مني ..؟؟
أيا عناقيدَ الرّجاءِ!! هل تجودين بعبق هو ليس لي و ودته لي..؟؟
قديماً قالوا حتى أذعنوا للقيل و القال... و ها نحنُ نقفُ على عتبات ماقالوا متدثرين بتجاربَ خلت لم يبقَ منها إلا نيّفٌ من الآثار ..
تُرى لمَ نتتبّع مصنّفي المناهجِ الذين لا يفقهون إلا ظاهرَ الحرف ..؟؟
أم لم نتفننُّ في تقليد أولئك الذين يدّعون الفنّ و هم يستحوذون فقط على ترّهاتِ الأفكار ؟؟
نعيش حياتنا بحثاً عنها ..و عندما نجدها يخيّل إلينا أن الأرضَ اخضوضرتْ ،
و الصحراءَ اعشوشبتْ ، و الأشجارَ أزهرتْ بل و أثمرتْ..
و نقفُ نترنّم صوتها و نستلذّ بعبقها ..
يغدو ليلنا نهاراً ..و ألمنا آمالاً .. وحزننا أفراحاً ..
تزدادُ نبضاتُ القلوب .. و لهفاتُ الصدور ... و ومضاتُ العيون ...
مردّدين كلمتها و حروف كلمتها ...
متقنين فنونَ التعبير عنها، بل مطلقين العنان لما دقّ له النبضُ وذاب فيه الفكر..
متناسينَ الألى ..
وكلّ ذا و ذاك ونحن في عالمٍ تخيّلناه لأنفسنا .. ونسجنا خيوطَه بعدم وعينا ... ...مدّعين صحوةَ فكرنا .. وقدرةَ امتلاكنِا زمامَ أمرنا ..
فعشنا في وهمها ..
و مضتْ حياتنا على بقايا سرابها ..
فهل عرفتم ماهي ؟؟
إنّهاباختصار الحياة بماضويتها وحاضرها و غدها ..
برقّتها وغطرستها ..
بجمالها و قبحها ..
بإنسانيتها نعم وبتجلّي انعدام غيريتها ..
مطلقين شعار ديمومة الإقناع للتحكم بالانطباع الأوليّ للأشياء التي تمليها علينا الحياة ..
متناسين وهم الاختيار الحقيقي لمغالطاتها غير المتوقّعة..
مرددين نعم وألف نعم للرضا الداخليّ والخارجيّ ..
باثين الشجون .. ومتدثرين بعدم السكون ..
التعليقات:
0 |
|
|
مرات
القراءة:
11741 |
|
|
تاريخ
النشر: 22/01/2015 |
|
|
|
|
|
|