::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

إلى المعلم القدوة

بقلم : آلاء محمد خالد الخطيب  

ثمرٌ شارف على الحصاد

عندما نسير في حياتنا سير الطفل الذي تاه عن الطريق فتراه يمشي خائفاً وجلاً على هنيهة من أمره، وإذا ما اعترضه طريق متفرع احتار وتاه فلا يكاد يعلم أيّ الطرق يختار...

تلك هي مسيرتنا وسيرنا في ظلّ التشعّبات والتفرّعات الطرقية التي تواجهنا، ولطالما احتجنا لمرشدٍ يرسم لنا الطريق فلا نضِل ولا نضيع، ولكنّ كثرة المرشدين قد أوقعتنا في حيرة أكبر فأصبح الواحد فينا يشعر بنفسه تسير في وسط الصحراء دونما زادٍ أو هادي...

أَهي هموم الحياة التي أرهقت كاهل الناس فبات الواحد منهم ناسياً لمهمته ومهنته الأساسية ماضياً في سدّ تلك الثغرات التي ألحقته بها دنيا التطور والحداثة ؟؟

أم هو الروتين قد أفقدنا حلاوة العمل الذي نقوم به وأنسانا أن نتقنه بل حتى أن نحرره من قيود مصالحنا الشخصية ؟؟

ربما كان ذلك نتيجة لهذين السببين معاً ...

ولكن لماذا نعمّم القول حتى أصبح من النادر أن ينجو أحد المرشدين أو المعلمين من تلك التهمة ؟؟

ألا يوجد في مجتمعنا معلّمون حملوا راية التّعليم عن رسول الله r ورفعوا شعار العمل الخالص لله، وامتطَوا جواد الإتقان فكانوا خير فرسان ...

بلى...يوجد وهم وإن كان عددهم قليلاً ولكنّهم يعلّمون الكثير، هم منارات تهدي كل التائهين، وأنت إن أبصرتهم وجدتهم قد أفنَوا أوقاتهم وأجسادهم في سبيل الله، نهارهم حافلٌ بالإنجازات وليلهم عامرٌ بالقربات ...

تلك النجوم المضيئة التي أنارت ليلنا...

وتلك السحب الغفيرة التي أمطرت فروتنا بمائها العذب الزلال حتى ارتوينا ...

تلك الأيادي الطاهرة التي غرست في قلوبنا أجمل الأزهار والأشجار، غرستها بكلتا يداها الطاهرتان الحنونتان الناعمتان فكان الرفق نعم الصاحب لهم، وكان الأدب والحياء نعم السمت فيهم، وكان الحب والصفاء والنقاء نعم العطر الذي يتعطرون به ...

هم من بين جلدتنا غير أنهم قد حملوا رايةً عاهدوا النبيّ أن لا يتخلّوا عنها، فهم إن كثرت المحن وعظم الخطب عليهم تراهم يمسكون بها بكلتا يديهم بل حتى بضلوعهم وصدورهم وقلوبهم ...

هم الصلاح لنا، من صدقهم وإخلاصهم نُسقى ومن تقاهم وورعهم نأكل ومن أخلاقهم السّامية وهمّتهم العالية نتعلّم ...

هم الإتكيت الذي ضاع منّا في زمنٍ ادّعت فيه الحضارة الغربية أنها تمثّله، فيكفيك رقيّهم وذوقهم وأناقتهم دليلاً على قيمٍ رسّخها الإسلام في أبنائه وأنشأهم عليها..

أنت إذا نظرت إليهم أَعدت لنفسك تلك الهمّة التي خمدت، ولروحك الوقود الذي انتهى، ولهمتك (الشحن ) الذي فَرغ، عندها تكون قد أنقذت قلبك من أن يُطفأ، فأنت تعلم أن البطاريّة إذا فرغ شحنها انطفأ الجهاز الذي يعمل بها، وكذا هممنا.. كذاك الجهاز وقلبنا هو البطارية يحتاج لشحنٍ دائم ومستمر، فيكون أولئك الصالحون خير شاحن لقلبك، قد تغفل عنهم أو لا تشعر بوجودهم حولك وذلك لأنّ بطاريتك قد فرغ شحنها منذ وقت فلا تملك أن ترسل لك أي تنبيهات أو ذبذبات لتخبرك بالأمر، فاحرص أخي المسلم أن تُبقي بطارية قلبك مشحونة عندها سترى النور الذي علا جباههم، وستنعكس عليك السعادة التي غمرت قلوبهم فبدت على محيّاهم، وستهنأ بعيشٍ رغيدٍ إذا ما اقتفيت خُطاهم ...

فشكراً لكم أيها الأوفياء الأتقياء، وكما علّمتمونا الوفاء بالعهد الذي نراكم متمسّكين به، فكذاك نحن سنبقى على العهد ماضون ولطريقكم مقتفون، وستحصدون ثماراً يانعة كنتم خير زارعين لها، فانتظروا تلك الثمار، هو انتظارٌ لن يطول فإنّ موعد الحَصاد قد شارف على القدوم، فشمّروا عن سواعدكم إنّ الثمر قد أينع وإنّ الفجر سيسطع لتَروا لذّة الحصاد وجمال اجتماع الزّهر والثّمر في يد من زرع وجدّ واجتهد ولم يتكاسل ...

وجزاكم الله عنّا خير الجزاء يا خير المعلّمين والعلماء ...

 

آلاء الخطيب

 

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2758

 تاريخ النشر: 12/03/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1979

: - عدد زوار اليوم

7406383

: - عدد الزوار الكلي
[ 63 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan