wwww.risalaty.net


رسالة من مدمن على المخدرات إلى الرسول صلى الله عليه وسلم


بقلم : رزان دلعـو

بسم الله الرحمن الرحيم

من مدمن إلى الحبيب

أقول : أحبك.. وسأعمل لرسالتك

                 وسأتبع سنتك

لكن عندما يأتي الألم ..

لا أستطيع أن أفكر إلا  بجرعة المخدرات

هل أنا أكذب في حبك ..؟!

أم ماذا .. لا أدري..لا أذكر

لا أعرف .. لا..لا..

أبكي ..أنهار..أريد أن أفعل شيئاً

لأثبت لك أني ما زلت أحبك .. يا رسول الله

ماذا أفعل .. ماذا أفعل ؟!

أريد أن أدافع عنك بعد أن أذيت لأجلي ..؟!

أريد أن أدفع أولئك الذين أغرقوني بالمخدرات..

لم فعلوا ذلك  ؟!

لم دمروني ؟!

ربما ليضحكوا مني ويؤذوك وأنا أحترق

ولا أستطيع الدفاع عنك ..

لكنهم خسئوا ..و سيخسروا..

فأنا أحبك وسأدافع عنك ..

وأول طريقي إلى ذلك..

أني سأترك هذه السموم

و سأتعالج وأرمي بكل الهموم

أنا أحبك يا رسول الله

إني أتطهر وألبس ثوب حياتي الجديدة

ثوب حب وعمل ودفاع عنك ..للأبد

صلى عليك الله يا حبيب الله ..

 

القصة الأولى

الأمل

أحس أنني ولدت من جديد ..

لكن آلام المخاض استبدت بي في الولادة الجديدة وليس بأمي ..

خرجت من المصحة .. بعد أن قرر الأطباء شفائي التام..

أحلم بحياة سعيدة .. بيت دافئ.. زوجة حنونة..

أولاد يملؤون الفراغ ويقتلون الوحشة ..

أحلم بالورود تزهر في طريقي بعد أن نزعت منها الأشواك ..

لفظ كلماته الأخيرة وانكب علي يقبلني ..

شكراً لك، صديقي .. لولا اقتحامك حياتي مت من إدمان المخدرات

 

القصة الثانية

الحقنة

اليوم دورك في تحضير الشاي وريثما تجهز أكون قد جهزت الحقن ..

هذه كانت كلماته الأخيرة عندما ركضت على صراخه .. وقد تلون وجهه

وارتعدت فرائصه وكأنه يتلقى صدمات كهربائية متتالية ..

بجانبه سقطت الإبرة .. ثم بدأت الرعدات تتباطأ .. وأخيرا .. انتفض نفضة وصرخ صرخة اجتثت روحه من جسده ..

مات صديقي بعد أن حضّر لي الحقنة وأخذ جرعته من المخدرات ولم يعرف أنها ستكون الأخيرة ..وطبعاً لم آخذ تلك الحقنة ولم تكن لي الأخيرة ..

 

القصة الثالثة

كنت .. وكنت

عندما رفعت رأسي إلى الشباب ..

كنت أحب الله تعالى بفطرة الطفل وكلما كبرت صغر فيّ الطفل

وبعد إدماني .. أصبح معبودي المخدرات ,ليس حباً ..بل هو فعل المخدرات

كنت أحب الصلاة والصوم بفطرة الطفل ..وكلما كبر إدماني معي ..

أصبحت صلاتي هزات عنيفات ..تطالب بمزيد ومزيد من

 الجرعات ..

كنت أكره الحرام وأنا طفل .. وكلما كبر إدماني معي ..

أصبح الحرام يتخللني .. ليس حباً .. ليس حباً

إنما هكذا تفعل المخدرات .

 

القصة الرابعة

الوداع

فتحت باب الغرفة فجأة, فرأته يشتم ويستنشق من يده ..

نفض يده سريعاً .. لم تعط أهمية للأمر

وبعد مرات ومرات ..أصبحت تراه أمامها .. ولازالت غير مكترثة فهو قد استطاع أن يؤمّن لها أجمل وأغلى حياة وهو حرّ بحياته بعد ذلك ..

ويوماً بعد يوم .. دعاها لتطير معه وتجرب جرعة ..

وبعد سنوات .. اضطر لبيع آخر ما بقي من أملاكه ..(الفيلا ) التي كانت سكنا لهما..

افترقا أخيراً .. و هو يسرق سعر الإبرة أو الشمة ..

                و هي تبيع جسدها مقابل ..حفنة ..

كانت كلمة الوداع :

- لعنك الله إذ لم توقفيني حين رأيتني ..

وكلمتها له : لعنك الله ليتك مت قبل أن تطلب مني .. أن أطير معك.

رزان دلعو