wwww.risalaty.net


روضة الخير ...أطهر بقاع الأرض


بقلم : ديمة محمد ديب هديب

 

عدت إليك أخيراً .. عدت إليك وكلي أمل باللقاء من جديد .. عدت إليك فرحة مسرورة .. عدت إليك وكنت أرجو أن لا أتركك أبداً .. عدت إليك بعد طول غياب .. عدت إليك وكلي شوق لأراك .. عدت إليك وفي قلبي لهفة .. عدت إليك وفي عيني شوق .. عدت إليك و صورتك في عقلي ما غابت عني قط .. كم اشتقت إلى تلك الأخوة الصادقة التي اجتمعت فيك على حب الله وافترقت على ذلك.. كم أنا مشتاقة لتلك الصحبة الصالحة والأخوات الفضليات اللاتي اجتمعن على موائد العلم والدين والقرآن وحب الله .. كم اشتقت إلى حلقات تحفيظ القرآن التي تضمها بين جنباتك.. وكم أحببت أن أرى الصغار وهم يتنافسون ويتزاحمون أيّهم يحظى بالجلوس قرب هذه المدرسة التي أحبوها وكأنهم فراخ صغيرة تحن إلى حضن أمها الدافئ فتنهل من عطفها وحنانها .. يا إلهي ما أروع الأصوات فيك بين قارئ للقرآن وحافظ ومسمِّع ومكرر لما حفظ .. وما أحلى التنافس والتسابق في هذا المجال حيث ينتفي الحقد والبغضاء ولا يجدان سبيلاً مع هذه الروحانيات العالية والايمانيات الفائقة .. وما أجمل ساحاتك التي تضم كل من أتاك فلا ترفض أحدا ولا تتململ من أحد الزوار بأنه ثقيل الظل أو أنها لا تحبه ...

فيداك مفتوحتان لكل من يريد وصدرك واسع اتساع اسمك لكل من يحب الله ويحب كتابه ويحب الدعوة إليه .. ويا لنقاء حرمك وفيه الراكع والساجد والذاكر .. ويالصفائه وقد ضم مجالس العلم ودروس العلماء وضم أناسا من كل الأعمار جمعهم حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحب العلم فمنهم صغير لا يحسن إلا بضع كلمات ومنهم شاب في مقتبل العمر في جمال الزهور وقوة الصخور وثورة العمل وقمة التأثر إلى رجل قد خط الشيب بعارضيه يرجو رحمة الله ويخشى عذابه إلى آخرين وكلهم هدفهم واحد ووجهتهم واحدة وجمعتهم أنت بنقاء وصفاء وطهر والتقطوا فيك أطايب الكلام كما يلتقط أطايب الثمر وسافروا من خلالك وهم في أماكنهم إلى بلاد بعيدة وأزمنة سحيقة فرحلوا في التفسير إلى الأقوام الغابرة وفي الحديث إلى مجالس الصحابة رضوان الله عليهم وفي الفقه إلى بيوتهم وعباداتهم ومعاملاتهم وفي الرقائق إلى قلوبهم فأزالوا ما بها من صدأ وهذا كله حصل وهم جاثمين في حرمك الدافئ وحضنك الآمن فأنت يا مسجدي الغالي منارة علم ونور ومصباح ضياء وفكر ودوحة خير وعطاء وروضة من رياض جنة الرحمان وفيك نتذكر رفقة النبي العدنان ... لهذا كله نحبك وندعو الله فيك أن يدخلنا الجنان والسلام...