wwww.risalaty.net |
|
عارٌ عليكم !!! ...
بقلم : ريما الحكيم
عارٌ عليكم !!! ...
صنعوه .. أخذوا منه ما يريدون .. ثم تخلوا عنه ...
أخذوه لحماً ، و رموه عظماً .. لا بل هاجموه أيضاً ... حال أسامة مع أمريكا .. و هذا حال كل من تصنعه أمريكا .. أمريكا الأخطبوط القاتل ، الذي ينشر أيديه على كل جزءٍ من أجزاء العالم و يبث فيها سمومه و يخدر الشعوب ..
بإمكانكم مشاهدة فيلم ( 11/9 فهرنهايت ) ذلك الفيلم الذي تحدث عن ذلك الوضع المأساوي ..
و بالمناسبة .. بما أن الفترة الماضية شهدت حدث ( مرض استفحال حرية الرأي ) ، و بما أن القضية الكبرى كانت أننا أحرار في رأينا ، و أن حرية الرأي مقدسة لديكم ، فهل كانت حرية الرأي نائمةً حين صنع ( مايكل مور ) هذا الفيلم فمنع عرضه في صالات العرض و دور السينما الأمريكية ، فوقف في مهرجان / كان / الفرنسي حين أخذ جائزة عن فيلمه قائلاً : [ إنه ليحزنني أن أرى فيلمي يعرض في أدنى دول العالم الثالث حضارةً و يمنع عرضه في أمريكا ، العار عليك يا بوش .. ] .. هكذا قالها بملء فيه : [ Shame on you Bosh ] ..
إنها هذه الديمقراطية الموجهة تلك التي يمارسها كل حكام هذا الزمان على شعوبهم .. ديمقراطية مزيفة ، صنعها حكام أمريكا ، و زرعوها في عقولنا حتى نتج قولنا : (( إن الديمقراطية في بلادنا أكبر منها في أمريكا .. قيل : كيف ؟ .. قيل : في أمريكا يمكنك أن تنزل إلى الشارع و تسب رئيس أمريكا ، في بلادنا أيضاً يمكنك أن تنزل على الشارع وتسب رئيس أمريكا !!! )) ...
ربما كانت حالنا تشبه أيضاً حال أولئك الذين قيل لهم : (( اختبئوا !! إنهم يقطعون أذناً لكل من يملك ثلاث آذان!!)) قالوا : (( نحن لا نملك إلا أذنان )) قالوا : (( وإن يكن ؟؟ إنهم يقطعونها ثم يعدونها )) !!!!! ...
و هذا حال الديمقراطية التي تمارسها علينا أمريكا .. تفرض الأمر ثم تدرس إمكانية تقبلنا له و ملاءمته لنا من عدمها ، و بعد ذلك تبقيه على حاله لأنه أمرٌ لا يُنقض و لا يغير ، إنه أمر أمريكا .. و من يملك الرد في وجه أمريكا ؟؟ ...
ما لي أرى علامات الوجوم على الوجوه ؟؟!! ..
و علامات التعجب و الاستفهام تتطاير من فوق الرؤوس ؟؟!! ..
ألَّه شعبنا أمريكا ، و جعلها القدوة التي لا مثيل لها .. رحم الله ( عمر أبي ريشة ) حين قال :
أمتي كم صنمٍ مجدتِهِ لم يكن يحمل طهر الصنمِ
منذ بداية هذا القرن و هم يحاولون جهدهم أن ينقضوا علينا بكامل قوتهم .. يحاولون أن ينهشونا .. أن يجردونا من كل مظاهر العزة و الكرامة .. و كأننا لا نملك ما يكفينا من الذل و الغباء و الانحطاط و الانهزامية في مجتمعاتنا .. يسعون جهدهم أن يجعلوا منا كلاباً ملقاة على قارعة الطريق في شوارع الذل و الانحدار ننتظر عظمةً تُلقيها لنا يد أمريكا العظيمة .. أمريكا الأم الكبرى .. أمنا و أم كل رجلٍ ينحني أمام قدميها و يهز ذنبه لها احتراماً و إجلالاً وشكراً لما تلقيه له من عظام [ عذراً لبشاعة الكلمة و لكنها تصف الواقع ] ..و كما يقال : ( لحم أكتافنا من خيرها) أدام الله لنا خيرها كما يدعو البعض في ظلمات لياليهم ، أظلم الله نهاراتهم و سودها كسواد قلوبهم ..
منذ أن استلم بوش الحكم - ذلك الداهية المكار- كانت البداية .. دمرت ابراج التجارة العالمية في نيويورك، وبدأت هجمات أمريكا الخبيثة على المسلمين في مواقع دورهم ..بدأت في حروب عقيمة تحت اسم ( الحروب على الإرهاب) بدؤوا في أفغانستان [ رداً على هجمات الحادي عشر من أيلول ] ، و بعد عامين في العراق، و الآن في لبنان ..
كالعادة يصنعون الشخص على مزاجهم ثم ينقلبون عليه حين ينتهون منه .. فعلوا مع صدام كما فعلوا مع أسامة .. حرضوه على الكويت فهاجمها .. و بعد أن انتهوا منه اتجهت طموحاتهم نحو نفط العراق ، فاحتلوها و لا يزالون فيها حتى الآن و فيما يبدو انهم لن يخرجوا منها .. و نحن نرى اليوم ما يحدث فيها من مجازر تحت عنوان (الحروب بين السنة و الشيعة ) و كأن أمريكا لا دخل لها في هذا الموضوع كله .. و الآن و بعد أن ضمنوا العراق في يدهم ، توجهت أنظارهم نحو ( حزب الله ) الضربة طبعاً كانت بيد إسرائيل / العقل المدبر / .. و بدأت الحرب في الثاني عشر من تموز ، و لا زالت مستمرة حتى الآن ..
هذه الحرب العجيبة التي جاءتنا دون أي تحضير مسبق لها ، جاءت في وقت ليس بالمناسب أبداً .. لكن الأنكى من الحرب أننا رأينا بعض الناس على حقيقتهم ، رأينا أولئك الذين يملكون انهزامية عجيبة في أفعالهم و تصرفاتهم كلها، في أفكارهم و آرائهم حول هذه الحرب الدائرة في مقرها لبنان ..
سمعنا البعض ممن قالوا : (( لماذا فعل حزب الله هذا الأمر و هاجم إسرائيل ، إنها مغامرة غير محسوبة ، كيف يلعب بعش الزنابير ثم لا ينتظر هجومهم الكاسح عليه ، إن كل روح تزهق في لبنان لهي معلقة في رقبة حزب الله .. ))، إلى آخر هذا الكلام الغبي ، الذي ما قاله البعض إلا بسبب كرههم للشيعة ، و لأن كل ما يفعله الشيعة في نظرهم خاطئ، ألا يجب علينا أولاً أن ننظر إلى أننا كلنا مسلمون تحت راية / لا إله إلا الله / ، ألا تكون مواقفه حينها خيانة لدينهم ؟ أيقفون مع العدو ضد إخوانهم في الدين ، حتى و إن كان بالكلام فقط ؟؟ أي دين هذا الذي يتبعونه و يضعون اسمه هوية لهم ، و بأي عقل يفكرون . إن انهزاميتهم عجيبة ، على الأقل ( حزب الله ) قاوم و يقاوم ، و هو آخر معالم الجهاد و نخشى إن خسر حزب الله أن يختفي آخر معلم من معالم الجهاد ..
و بالرغم من كل هذا نرى البعض يريدون إطفاء نوره و إسكاته على الأبد ، تحت ستار جبنهم و انهزاميتهم .....
ألا يعون أن مجرد تلفظهم بهذا الكلام يحل غضب الله عليهم لأبد الآبدين ..
و تلك الغبية إسرائيل قد أعطت دروساً لشعبنا العربي ( ربتهم على الغالي ) كما يقال ، فهم يخافون مجرد التلفظ باسمها بشكل غريب خوفاً من أن تهاجمهم بتهمة الإرهاب .. ما هذا الرعب و ما هذا الذعر منها ، أين الشجاعة العربية ، يبدو أنها دُفنت مع الضمير العربي تحت أنقاض قانا و الجنوب و صور و كل مكان حطمته إسرائيل بدباباتها وطائراتها .. دُفنت تحت أقدام بوش و أولمرت و كل من يحلم بإبادة الشعب العربي المسلم ..
قديماً ، قال الإمام الشافعي رحمه الله : (( من أحسن ظنه بلئيم كان أدنى عقوبته الحرمان )) ، فكيف بنا نحن أبناء العرب ، إننا لا نحسن ظننا بأمريكا فقط ، لا بل نسعى جاهدين لطلب رضاها ، و لا نفعل أمراً إلا بمشورتها ...
قمة الألم ، و أشعر بالدم يغلي في عروقي ، حين أرى أيادي من ينسبون أنفسهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم تتصافح مع أيادي الصهاينة ، كيف بهم و رسول الله صلى الله عليه و سلم أبى أن تمس يده أيدي أولئك اليهود طالما هم مستكبرون معاندون لدين الله ..
قمة البلادة و الكسل و التبعية حين نرى فرقة صغيرة أو كما يسمونها ( ميليشيا ) لا تملك إعدادات كافية و لا خبرات و لا أسلحة ، تقاتل دولة كبيرة كإسرائيل و تتجرأ عليها بالرغم من كل معداتها و قوتها ، و في الوقت نفسه نرى الجيوش العربية المدربة المستعدة لكل ما يطرأ لها ، تلعب دور المتفرج في هذه الحرب ، و كأن البلد الذي تهاجمه إسرائيل ليس عربياً و لا مسلماً ، و كأنه بلد من مجاهيل أفريقيا ..
قمة الغباء حين نرى رجلاً ك ( حسن نصر الله ) حفظه الله و حماه ، يجابه دولةً كإسرائيل ، بكل قوته و جرأته وشجاعته ، و رؤساء بعض البلاد العربية يضعون أيديهم بيد إسرائيل ، و بعضهم يستقبلون السفارات الإسرائيلية ويرفضون طرد سفيرهم من بلادهم .. ينطبق عليهم قول أبي العلاء المعري :
يسوسون الأمور بغير عقلٍ فينفذ أمرهم ، و يُقال : ساسهْ
فأفٍّ من الحياة ، و أفٍّ مني و من زمنٍ رئاستُهُ خساسهْ
قال الله تعالى :{ إن الله لا يغير ما بنفسٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم }
شعارٌ أطلقه الله تعالى في كتابه الكريم ، إن طبقناه سعدنا في حياتنا و آخرتنا ، و إن تركناه تعست حياتنا و آخرتنا .. نريد من الله أن يعطينا النصر ، نطلب منه الفوز و الانتصار في حروبنا و ننزعج من حالتنا التي نعيش بها ، هذه الحالة الانهزامية المنحدرة ، تركنا ما طلب الله منا ، و نطلب منه النصر .. أي نصرٍ هذا الذي سيتحقق في حالتنا هذه ؟؟ .
أعطانا الله الوصفة ، و أخبرنا أن التغيير يبدأ منا ، فهل سنستجيب ؟؟ ..
إن التغيير لا يتحقق إلا إن توافر له الشروط اللازمة ، و انتفت الموانع التي تحول دون تحقيقها .. و هذه الشروط لن تتحقق إلا إن حققناها نحن بإرادتنا بعد إذن الله تعالى ، و ما دمنا راضخين راضين بوضعنا الحالي ، فإننا لا نستطيع حتى مجرد الحلم بالتغيير و النصر ..
أخيراً :
إن استطاعوا أن يمنعوا أيدينا عن التلويح بسيوفها الهدارة في سبيل الله ، فلن يستطيعوا أن يُخرسوا ألسنتنا عن الكلام بما نريد ، ما يريده الله و ما يطلبه منا ..
حان الوقت ليكون لنا المنبر الذي نستطيع من خلاله أن نعبر عما في قلوبنا و عما تتداوله ألسنتنا ، لنجعل كلمتنا تمسك سيفاً و تجعل الكلمات طلقاتٍ تستقر في قلب كل عدوٍّ يحاول أن يصمتنا و يقف في وجه إسلامنا و يُعادينا ..
نحن لم نبدأ ، هم البادئون ، و كما يقولون : البادئ أظلم ....